ان الخطاب الذي ألقاه فخامة الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية عشية الاحتفال بأعياد الثورة اليمنية المباركة 26سبتمبر و14اكتوبر وال30 من نوفمبر، يمثل بما احتواه من مضامين هامة،خطاباً تاريخياً،ويأتي ضمن الرؤية الاستراتيجية لفخامته، والتي يعبر من خلالها عن مستوى التزامه بالقرارات الملبية للطموحات الوطنية النبيلة لشعبنا اليمني العظيم. وكعادة فخامته في مثل هذه المناسبات يحرص الأخ الرئيس -حفظه الله- على طرق مواضيع الساعة، وقد جسد فخامته في الخطاب الهام الذي القاه أمس النهج الذي مافتئ يسير عليه منذ أن تولى مسؤولياته رئيساً للبلاد، وهو النهج الذي يغلب عليه التسامح والعفو وتغليب المصلحة العامة. ولاريب ان اعلان فخامته العفو العام عن أولئك الذين تورطوا في احداث فتنة صعدة التي أشعلها حسين بدر الدين الحوثي ووالده وتسببت في دماركبيرللممتلكات العامة والخاصة وفي إراقة الدماء،انما يأتي في سياق هذا النهج الرائع الذي ميز قيادته الحكيمة للوطن طيلة السنوات الماضية. فهذا القائد لم يتردد عن اصدار العفو العام عن أولئك الذين تورطوا في اعمال التخريب التي شهدتها المناطق الوسطى، وهو الذي أصدرالعفو العام عن المتورطين في حرب صيف العام94م التي استهدفت النكوص عن خيارالوحدة فيما كانت المعركة لاتزال مشتعلة مع قوى الردة والانفصال. وهذا النهج يعبر بشكل واضح عن حكمة فخامة الرئيس وبعد نظره وحرصه على كل مايحقق مصالح هذا الوطن ويحفظ له أمنه واستقراره وكرامته:ومما لاشك فيه ان مبادرة العفوالرئاسية التي صدرت عن فخامته بحق المتورطين في الأحداث التي عاشها الوطن كان لها مردود ايجابي واضح، ولعل من اكثر نتائجها ايجابية هو التغلب على كل مايمكن ان تسببه مثل هذه الأحداث من احقاد وضغائن، ودوافع انتقامية.. وقد مضى فخامته في نهجه ذلك حداً بعيداً عندما حرص على دمج المتورطين في تلك الأحداث في اطارالمجتمع لكي يمارسوا حياتهم الطبيعية ويعيشوا كمواطنين صالحين،وهو مايمثل ذروة التسامح الذي يمكن ان تجود به النفس الانسانية. واستمراراً لنهج العفو والتسامح الذي ينتهجه فخامة الرئيس فقد جاءت مفاجأته بالاعلان عن اعادة ممتلكات بيت حميد الدين، والتي كانت قد صودرت أول الثورة.. ولاشك أن خطوة كهذة تعد في غاية الأهمية، وتستكمل حلقة الترتيبات التي تمت على يد فخامته والتي كانت قد بدأت بإعادة ممتلكات المشايخ والسلاطين الذين صودرت ممتلكاتهم بعد الاستقلال. والأهم من كل هذا ان هذه الخطوة انما تعبرعن نضج الثورة وتجذرها في ضمير ووجدان شعبنا اليمني، فبعد ثلاثة واربعين عاماً اصبح نحو خمسة وسبعين بالمائة من سكان اليمن ينتمون الى جيل الثورة، والتي يمكن القول ان اهدافها الستة قد تحققت، وفي الطليعة أسمى هذه الأهداف والمتمثلة في اعادة تحقيق وحدة الوطن تحت قيادة فخامة الرئيس علي عبدالله صالح. ولكل ماسبق فإنني اعتبر قرار فخامة الرئيس باعادة ممتلكات بيت حميد الدين قراراً طبيعياً جداً، وقراراً حكيماً وقد أراد به فخامته تصفية وإنهاء حسابات المرحلة السابقة والتي بدأت مع قيام الثورة اليمنية الخالدة وانتهت بإعادة تحقيق الوحدة المباركة.