يواجه الشعب الفلسطيني اليوم واحداً من أصعب التحديات وأخطرها في تاريخ مسيرته النضالية لاستعادة حقوقه المشروعة وإقامة دولته المستقلة على ترابه الوطني وعاصمتها القدس الشريف- مجابهتها والانتصار عليها يوجب على أبنائه بألوان اطيافهم وانتماءاتهم السياسية العمل على تعميق الوحدة الوطنية الفلسطينية والحفاظ على تماسك بنيان البيت الفلسطيني وإدراك خطورة نقل الصراع الى داخلهم في وقت هم أحوج مايكونون الى المزيد من التماسك ووحدة الصف لمواجهة التحديات الحقيقية التي تستهدفهم جميعاً دون استثناء في هذه الظروف الدقيقة والحساسة التي يعيشونها في ظل مواصلة الاحتلال الاسرائيلي لحربه العدوانية عليهم موظفاً بذلك الخلافات فيما بينهم دولياً لصالح اهدافه، تخدمه في هذا الاتجاه الظروف التي تمر بها المنطقة بتداعيات احداثها المؤسفة والتي هي عربياً في حالة لاتحتاج الى تعليق. وموقف اليمن قيادة وشعباً الى جانب الشعب الفلسطيني عبرت عنه الدعوة التي أطلقها فخامة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح الى كل الفصائل الفلسطينية بابقاء توجيه البندقية الفلسطينية الى الصدر الفلسطيني خطاً أحمر يتمسك به الجميع وتوجيهها الى ماوجدت من أجله وهو النضال في سبيل الحرية والاستقلال وأية خلافات فلسطينية يمكن حلها باحتكام الجميع للحوار الذي ينبغي أن يستشعر مسؤولياتها قادة الفصائل وكل ابناء فلسطين وفي المقدمة فتح وحماس باعتبارهما الفصيلين القادرين على منع أية محاولات لبذر الشقاق والخلافات وبالتالي الحيلولة دون الوقوع في الفخ الذي ينصب لهم وبدلاً من أن يصبح الخلاف على الصلاحيات بين مؤسسة السلطة المنتخبة ديمقراطياً عنصر صراع وعامل ضعف ولكن عبر الحوار يمكن تحويله عامل قوة يعزز النضال الفلسطيني لنيل حقوقه المشروعة ويعوض اختلال الموازين في الوضع الدولي لصالح اسرائيل التي بدون شك تستثمر ذلك لتبرير عدوانها وماترتكبه من فضائع في الأراضي الفلسطينيةالمحتلة. ان هذه الدعوة اليمنية المخلصة نابعة من حرصه على وحدة الصف الفلسطيني وتعبر في مضمونها عن الثقة بقدرة قيادة فتح وحماس وبقية الفصائل على تجاوز هذه المحنة والتأكيد مجدداً ان الفلسطينيين بما لديهم من الخبرة والنضوج السياسي يمكنهم حل تبايناتهم وخلافاتهم ديمقراطياً عبر حوار بناء يضع المصلحة الفلسطينية فوق المصالح الفئوية الفصائلية التي الاصرار عليها يعني التصعيد على حساب الإنجازات والنجاحات والمكتسبات المحققة للشعب الفلسطيني وفي مقدمتها الوحدة الوطنية التي اختبرت في الماضي وأثبتت صلابتها وفيها تكمن قدرة الشعب الفلسطيني على مواجهة المؤامرات والدسائس التي هدفت جره الى مسارات تصب في خانة أهداف اسرائيل وذرائع تنصلها من تعهداتها والتزاماتها في أطر العملية السلمية التي لم تعد معترفة بها أصلاً أمام المجتمع الدولي مستفيدة من كل الظروف والمتغيرات في الوضع العالمي لصالح إفراغ العملية السلمية من محتواها لفرض مشروع سلامها الخاص على الفلسطينيين والعرب وهذا يقودنا الى أن أية خلافات في ظل العدوان الاسرائيلي والحصار الاقتصادي الدولي على الشعب الفلسطيني عقاباً لخياراته الديمقراطية التي عبر عنها في انتخاب محمود عباس أبو مازن رئيساً لكل الشعب الفلسطيني وفي الانتخابات التشريعية الأخيرة محققة حماس الأغلبية في المجلس التشريعي والتي على أساسها شكلت الحكومة الفلسطينية لتصبح المسؤولية شراكة بين فتح وحماس، اللتان على قيادتيهما إدراك طبيعة المسؤولية الملقاة على عاتقيهما واستيعاب حقيقة ان ظروف أوضاع الشعب الفلسطيني والتحديات الموضوعية لاتحتمل أي خلاف مهما كان مستواه ونوعه، فما بالك إذا كان يصل الى حد توجيه البندقية الفلسطينية الى الصدر الفلسطيني. هذا هو منطلق دعوة اليمن للقيادة الفلسطينية الى تحكيم العقل والمنطق ومعالجة كل الأمور داخل البيت الفلسطيني ومن خلال الحوار الذي لابديل له.