من 17 يوليو 78م إلى 17 يوليو 2006م مدى زمني يفصل بين الحدث والذكرى كذلك الذي يفصل بين الاحتضار والعافية لعليل كاد «التسمم» أن يفتك به.. الموطن كان ذلك العليل المسموم المحتضر. غير أن ثمة جراحا ماهرا امتدت انامله إلى جسد الوطن المثخن بالجراح والسموم الفتاكة فارتد الوطن سويا وانتصبت الاحلام من مسافاتها وامتشقت الارادة الوطنية سيوف الأماني تشق بأسنتها قتامة الانحسار خلف كوابيس الانشطار والتدجين وبرواز التخلف المتعدد المناحي. انطلقت مواكب الزحف خلف الفارس القادم من عمق الأرض والتضاريس رافعا راية الوطن - الحلم وبيارق الأمنيات .. فارس صنع من اهات الجماهير راية التقدم ومن احلامها نسج بيرق الوحدة. لم يأت الرئيس / علي عبدالله صالح من فراغ وإلا لكان اتجه للفراغ ذاته.. بل كان حلما وامنية لوطن يبحث عن بطل وشعب يتطلع لقائد وسفينة تبحث عن ربان ماهر قادر على ترويض الأمواج واحتواء تخرصات الحيتان المفترسة وتجنب سهام القراصنة والوصول إلى مرسى الأمان وميناء الاماني. في هذا اليوم من العام 1978م لمع في سماء الوطن وذاكرة الشعب اسم فخامة الاخ / علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية، حفظه الله - لتنطلق المسيرة والمسار ولتدخل اليمن في ظل قيادته خيمه الامن والاستقرار وصناعة التحولات والانجازات الحضارية وكانت الوحدة هي ذلك المستحيل الذي كان وذلك الانجاز الحضاري الذي كان حلما فغدا حقيقة .. نعم ما اعظم هذا الفارس الذي اعاد الوطن من هاوية الانزلاق وصنع له مجدا متوجا بانجازات حضارية جعلت اليمن الأرض والانسان في واجهة الخارطة الدولية والاحداث الحضارية ورقما يصعب تجاهله في معادلة المسارات الحضارية الاقليمية والدولية. سنوات من العطاء انجزت وطنا لم يكن معلوما قبل هذا اليوم من العام 78م الا بكونه دائرة قصية منزوية ومنغلقة تجتر جراحات الاحزاب وثقافة الانشطار وقيم الجهل والتخلف. نعم قبل هذا اليوم من العام 78م كنا شعبا يبحث عن ذاته وعن وطن صادره الجهل والتخلف ونظريات سياسية جعلت منا والوطن حقلا لتجاربها الفاشلة. 28 عاما من النضال الوطني الجاد لقائد جاء وصادق وأمين استطاع خلالها ان يغير خارطة الوطن وأن يحتل مكانته على خارطة العالم. سنوات شهدت بلادنا خلالها اعظم الانجازات وأقدسها في كنف زعيم كان وسيظل النبراس الذي يضيء امامنا وفي سماء الوطن ويبدد من امامنا والوطن قتامة الأزمات وغسق التخلف. سنوات انجزنا النفط والتنمية والوحدة والديمقراطية والحريات العامة وانجزنا تحصينات تقينا كل تخرصات الزمن. 17يوليو يوما اعطانا الكثير وحقق لنا والوطن ماكنا نحلم به من الف سنة «الوحدة» حقا ما أعظمك من يوم خالد في الذاكرة وما أعظمك من قائد واعظم انجازاتك .. فهنيئا لنا فيك بهذا اليوم وهنيئا لشعب أنت قائده ووطنا أنت زعيمه وحادي تحولاته.