العدد 1277 - الأولى انطلقت يوم أمس الاربعاء حملة الدعاية للمرشحين في الانتخابات الرئاسية التي ستجرى متزامنة مع الانتخابات المحلية في 20 سبتمبر القادم، ومع انطلاقتها بدأت مرحلة مهمة على طريق الوصول لهذا الاستحقاق الوطني الديمقراطي، ولكن الأهم من هذا كله في هذه المرحلة ارتقاء الجميع الى مستوى المعاني والدلالات التي تحملها مسؤولية أن تكون مرشحاً لاعلى منصب سياسي تنفيذي في الدولة اليمنية الموحدة الديمقراطية الحديثة وهذه المسؤولية تتجلى اكثر ما تتجلى في فترة الدعاية الانتخابية والتي من خلالها تتجسد حقيقة أن للديمقراطية جذوراً راسخة في تاريخ اليمن الحضاري العريق وهي مكون من مكونات الوجود الجمعي لشعبه على هذه الأرض وليس هناك تأكيداً أكثر من شهادة القرآن الكريم على الصيغة الشوروية التي حكم بها اليمن منذ القدم وعلى ذلك النحو الذي ورد في قوله تعالى على لسان الملكة بلقيس وهي تشاور اليمانيين في أمرهم بقوله: «يا أيها الملأ افتوني في أمري ما كنت قاطعة امراً حتى تشهدون» وبالتالي فإن الشورى في صيغتها الديمقراطية المعاصرة ليست جديدة على شعبنا وقواه السياسية وهو ما ينبغي أن يتمثله المرشحون وهم يقومون بحملتهم الدعائية الانتخابية ليكونوا في سلوك تعاطيهم مع هذا الاستحقاق معبرين عن اصالة الروح الديمقراطية في الوجدان الوطني لابناء اليمن الذين اصبحوا اليوم يملكون وعياً يمكنهم من التقييم العميق والدقيق لكل مجريات العملية الانتخابية بمتطلباتها الديمقراطية.. لذا على الجميع أن يعملوا بإتجاهات أن تكون هذه الانتخابات المختلفة كماً ونوعاً- من حيث عدد المرشحين وطبيعة الاطروحات البرنامجية والمنافسة للمرشحين - أفضل من سابقاتها.. وبدون شك سيكون اقبال الناخبين عليها كبيراً وستكون في شفافيتها ونزاهتها تمثل امتداداً لتراكم خبرات الممارسة الديمقراطية على الصعيد الاجتماعي والسياسي التعددي خاصة وان الاحزاب والتنظيمات تشارك بفعالية وهو ما يضاعف المسؤولية عليهم في العمل على اجرائها في مناخات آمنة ومستقرة، خالية من أي توتر أو إختلالات تعكر صفو ممارسة المواطنين لحقوقهم الديمقراطية وهذا يتطلب من المرشحين والاحزاب والتنظيمات السياسية التحلي بقدر عالٍ من الروح التنافسية الديمقراطية المجسدة لسلوك حضاري رفيع يجعل المرشحين والناخبين أفراداً او أحزاباً ومنظمات مجتمع مدني يصبحون شركاء فاعلين في الحياة السياسية من خلال اسهامهم في ترسيخ التجربة الديمقراطية وفي بناء اليمن الجديد المتقدم المزدهر لينطلق أبناؤه لبناء حاضره بحماس مستمد من وجود كينونة التفاؤل التاريخي في وعيهم الحضاري والانساني الذي يجعلهم يتطلعون الى المستقبل بعقل مفعم بحيوية التطلعات والآمال التي تدفعهم دوماً الى صنع الأجمل والأروع في حياتهم وحياة الأجيال القادمة. وبكل تأكيد أن الاوطان لا تبنى بالاماني والتمنيات ولكن بالعمل والجهود الجادة والمثمرة وهذا ما أصبح ملموساً في كل تعبيرات التوجهات السياسية والاقتصادية والتنموية وهو ما يجب أن يستوعبه مرشحو الانتخابات الرئاسية في حملتهم الدعائية والتي يفترض أن تتوجه الى الناس بخطاب ينفذ الى عقولهم ويترجم احاسيسهم ومشاعرهم بصورة واقعية وموضوعية واضحة صادقة وشفافة تنظر الى الماضي لتتجاوز سلبياته وتجعل إيجابياته مفيدة من أجل بناء غدٍ أكثر إشراقاً وإزدهاراً ونماءً وهذا ما يوجب عليهم أن يضعوا اليمن أولاً أمام ناظريهم سواء أكانوا مرشحين مستقلين أو ممثلين للأحزاب، فالمهم في هذا كله أن يتنافس الجميع من أجل خير الوطن ورقيه، ورفاهية كل أبنائه.