الأربعاء , 30 أغسطس 2006 م - ثمة حاجة ماسة إلى تضافر الجهود الرسمية والشعبية ومؤسسات المجتمع المدني، وكذلك الأحزاب والتنظيمات السياسية إلى حشد الطاقات والجهود لدفع الناخبين للمشاركة بفعالية في الانتخابات الرئاسية والمحليات القادمة. وثمة حاجة ماسة أيضاً إلى أن يمارس جميع المرشحين قدراً كبيراً من الانضباط والالتزام بضوابط الدعاية الانتخابية، وبما يعكس صورة حضارية عن التجربة الديمقراطية، وتقديم أنموذج يحتذى به في تجسيد قيم الديمقراطية وترسيخ مفاهيمها.. خاصة وأن اليمن قد جسد بهذه التجربة أنموذجاً حضارياً غير مسبوق على مستوى دول المنطقة. وها هي بلادنا تخوض غمار الاستحقاق الانتخابي وسط حماس وتفاعل كبيرين، تأكيداً منها على الالتزام بالديمقراطية وعدم التراجع عنها. حيث برهنت على ذلك التزامها بإجراء جميع الانتخابات الرئاسية والبرلمانية والمحليات في مواعيدها المحددة، وهو أمر محسوب للتجربة التي أضحت محط فخر واعتزاز كل أبناء شعبنا. إن التنافس الشريف والكبير في الانتخابات القادمة كما برز في مرحلة الدعاية الانتخابية يعكس عمق مجرى الديمقراطية وتطورها، حيث يتنافس فيها ممثلو مختلف ألوان الطيف السياسي والحزبي على الساحة الوطنية. ولا شك أن النجاح في إنجاز هذا العمل الديمقراطي سوف يكون بمثابة لبنة إضافية للتجربة تضع اليمن أمام تحولات حضارية كبيرة، وعلى الجميع أن يتحلوا بروح المسئولية الوطنية في الحرص على إجرائها وسط أجواء آمنة ومستقرة.