في النصف الأخير من سبعينات القرن الماضي كانت ألسنة الناس تتداول بيتاً من الشعر للشاعر الكبير محمد احمد منصور يقول: «واتعس الناس في الدنيا وانكدهم من يمتطي الليث أو من يحكم اليمن» ويوم كان الإقدام على حكم اليمن كالإقدام علي امتطاء ظهر الليث تراجع الجميع طلباً للسلامة وكانت الريادة للرائد - في ذلكم التاريخ - علي عبدالله صالح الذي وهب حياته لليمن واسترخصها امام مصلحة شعبه وأمنه واستقراره. يومها وتحديداً يوم 71 /7 / 8791م عرف الجميع علي عبدالله صالح ليقود مسيرة شعبه الى بر الامان، الى اغلاق الباب امام الانقلابات العسكرية والوصول الى السلطة عبر صندوق الاقتراع وليس على ظهور الدبابات الى الامن والاستقرار، الى الوحدة، الى ترسيم الحدود مع الجيران، الى بناء الدولة والمجتمع، والى ان يصبح الاقدام او التقدم لحكم اليمن حقاً دستورياً ديمقراطياً لكل من يانس في نفسه الرغبة كما شهدنا في الانتخابات الرئاسية الاخيرة التي شهد لها العالم باسره. تأملوا الفارق بين نقطتين نقطة كان الفرار من حكم اليمن كالفرار من الاسد ونقطة الامن والامان وتقدم اكثر من ستين شخصاً للترشح لمنصب رئيس الجمهورية استناداً الى الدستور والمناخ الديمقراطي والحقوق والحريات لا الى العصبية أو القبيلة أو الخلفية العسكرية. اكتفي بهذه المقدمة واقول حقاً انه لقائد كبير لم أتملقه او أصفه بما ليس فيه، ولا يحتاج الى تخريجاتي التي قال احدهم انه شبع منها، لقد كان محط احترامي واعجابي منذ كان اشجع الحريصين على بلده وأمنه واستقراره، ولم اقل أو اكتب عنه وانا في المعارضة ما يسئ اليه او الى مكانته، ولقد زادت معرفتي واعجابي به بعد ان اقتربت منه منذ عشر سنوات تقريباً، عرفته عن قرب في سفره وفي افراحه بزواج أبنائه واحزانه في فقد بعض اقاربه، عرفته اباً وصديقاً وسياسياً وقائداً ومتذوقاً للفنون والآداب، فرأيت فيه عن قرب صفات القائد الكبير، القائد الذي كبرت به اليمن. واذا ما كان فوزه في الانتخابات الرئاسية بهذا النجاح الذي كنا نتوقعه عرفاناً من شعبه، يعتبر استفتاءً قبل ان يكون نتيجة انتخابية ها انا افضل ان اعيد نشر ما خاطبته به قبل سنوات.. الشعب الصغير .. ما يلزمه حتى يكبر؟ قائد كبير. والشعب المحاط بالتحديات هل يلزمه جيش كبير؟ يلزمه قائد كبير اولاً. اراك تكثر من الحديث عن القائد الكبير واهميته؟ ان الشعوب كالجيوش بحاجة الى قيادة جيدة. ما علامات القائد الكبير وكيف نتعرف عليه؟ من افعاله ومواقفه. وعلام تدل افعاله ومواقفه؟ تدل على انه قد تعلم شيئاً من كل مهنة. من كل مهنة؟ نعم. ما عساه ان يتعلم من الشاعر مثلاً؟ التحكم في الكلمة اين يقولها ومتى وكيف يلتزم لها؟ ومن الغواص ماذا يتعلم القائد الكبير؟ شجاعة التعامل مع البحر واحتمال متاعب الغواص بحثاً عن الجواهر. ومن المدرس ماذا يتعلم؟ الصبر وسعة الصدر وعدم الضيق من فضول الصغار والتلاميذ. ومن صائغ الذهب؟ يتعلم الدقة والاناقة والتجديد في العمل. ومن الطبيب ماذا يتعلم القائد الكبير؟ متى يكون علاج المريض بالكلمة او بالعقار او بالتدخل الجراحي. اراك تطلب من القائد الكبير ان يستوعب كل مجتمعه؟ لو لم يكن كذلك لما كان كبيراً ولا تميز عن سواه. لو اختصرنا الحديث وقلنا ما المطلوب من القائد الكبير اولاً ؟ ان يكون حكيماً. وما المطلوب منه ثانياً؟ ان يكون حكيماً ايضاً. وثالثاً؟ ان يكون شجاعاً مقداماً. بما تنصح القائد الكبير يا ابا الفضل؟ بحكمة الشيوخ وحماس الشباب الى اللقاء .. لنا لقاء ....