كلمة فخامة الاخ الرئيس علي عبدالله صالح في لقائه بعدن بقيادات واعضاء المجالس المحلية المنتخبة بمحافظات عدن وأبين والضالع بماحملته من افكار ورؤى وتصورات حددت مسارات التوجهات الاستراتيجية لعمل السلطة المحلية على مستوى الوطن كله. وهي بمضامين معانيها ودلالات أبعادها جعلت هذا اللقاء تدشيناً لعمل السلطة المحلية في الفترة الجديدة بعد الانتخابات الرئاسية والمحلية وعبرت بوضوح عن المكانة الديمقراطية المؤسسية للسلطة المحلية في بنية الدولة اليمنية الحديثة، واضعاً -فخامته- قياداتها واعضاءها امام مسؤوليات الانتقال بها الى مستويات نوعية مواكبة لمعطيات المتغيرات الايجابية الوطنية والاقليمية والدولية والمبشرة بإحداث قفزات في مسيرة التنمية والبناء الاقتصادي الشامل، والتي في سياقها تتعاظم اهمية الدور الذي ينبغي ان تضطلع به المجالس المحلية في الاسهام الفاعل، لتحقيق النهوض الخدمي والاستثماري، في اتجاهات تؤدي الى الارتقاء بواقع المجتمعات المحلية وتصب محصلتها النهائية في صالح التنمية الشاملة على المستوى الوطني، وكلّما قامت السلطة المحلية بعملها بصورة ابداعية خلاقة محرزةً المزيد من الانجازات والنجاحات في اداء مهامها وواجباتها وخطت خطوات كبرى الى الامام كلّما تعززت وزادت رسوخاً في الواقع السياسي الديمقراطي والاقتصادي التنموي. وهذا بكل تأكيد سوف يمكنها من التطور كتجربة رائدة وبالتالي تعميق اللامركزية المالية والادارية بإعطاء صلاحيات جديدة وكذا تطورها على نحو يجعل كل الشأن المحلي في المديريات والمحافظات يدخل من اختصاصات وصلاحيات السلطة المحلية وهذه الصلاحيات يتطلب الحصول عليها اثبات قيادتها واعضائها انهم قادرون على تحمل استحقاقات مسؤوليتها بجدارة وان يكون حجم الانجاز يتناسب وكمية الوعود الانتخابية التي قطعوها للناخبين لنيل ثقتهم. في هذا السياق كان حديث الأخ الرئيس واضحاً وهو يحدد أولويات المهام الوطنية والتي تتصدرها مقارعة الفساد ومحاربة الفقر ومكافحة البطالة ودور السلطة المحلية مفصلياً في انجازها، وهذا يقتضي من قياداتها واعضائها العمل بروح الفريق الواحد، مغلبين مصلحة الوطن على المصالح الحزبية والشخصية الضيقة، انطلاقاً من ان المصلحة الوطنية مايعني العمل بروح المسؤولية الجامعة وتجاوز الفكرة الضيقة القائمة على نمطية ومحتوى مفهوم السلطة والمعارضة بدلالات تباينات اختلافاتها السياسية وهو على مايبدو ما لم تستوعبه بعض اطراف المعارضة في الساحة الوطنية خاصة اولئك الذين بدلاً من ان يكرسوا جهودهم من مواقعهم لخدمة الوطن وابنائه تجدهم ينشغلون بالبحث عن صغائر الأمور لإشغال الحريصين على حاضر ومستقبل اليمن عن كبارها هروباً من مسؤولياتهم الحقيقية تجاهه وهذا بطبيعة الحال ليس تعميماً فهناك من احزاب المعارضة من تجاوز مثل هذه الممارسة السياسية وحزب الرابطة نموذجاً في إدراك حدود المصلحة الحزبية والمصلحة الوطنية، فعلينا جميعاً ان نرتقي الى مستوى متطلبات المرحلة الوطنية والتي خيرها سيعم الجميع. ان نجاحات السلطة المحلية في الفترة الماضية تعد عاملاً مهماً في تعزيز الثقة خاصة وانها كانت مرحلة تأسيس لهذه التجربة وأن نجاحاتها وانجازاتها في المرحلة القادمة ستكون في مستوى استحقاق الانتقال بها الى مسار ديمقراطي أعلى بانتخاب المحافظين وهذا ماقصده فخامة الرئيس في كلمته من ان في العام 2010م اذا مانجحت في انجاز مهامها بالصوره المثلى سوف تنتقل الصلاحيات المركزية المالية الادارية الخاصة بالمحافظات والمديريات الى السلطة المحلية وسوف تكون- السلطة المحلية- بالكامل منتخبة