تعتبر دولة قطر الشقيقة القطر العربي الاقرب الى اليمن ومواقف اليمن وتوجهات اليمن، فهي ترتبط باليمن بعلاقات سياسية حميمة تسودها الاخوة الصادقة بين قطبي الدولتين فخامة الرئيس علي عبدالله صالح واخيه سمو الامير حمد بن خليفة آل ثاني اضافة الى ما يربطهما من تقارب في وجهات النظر المختلفة وهي دائماً متطابقة وتسودها الصراحة والوضوح والشفافية والاحترام المتبادل لبلدي كل منهما وعدم التدخل بأي حال من الاحوال في شؤون الآخر، ولذلك فقد قامت العلاقات الأخوية بين فخامة الرئيس علي عبدالله صالح وسمو الامير حمد بن خليفة على اساس من الأخوة الصادقة المنزهة من أي أغراض أو شروط أو املاءات أو مصالح ضيقة، وانطلقت العلاقات بين البلدين من مصالح مشتركة وبما يخدم الشعبين الشقيقين اليمني والقطري للوصول بهذه العلاقات الى مستوى الشراكة الكاملة لانها قامت على اسس راسخة وجذور عميقة وثابتة، وبالتالي فإن المساعدات القطرية لليمن بالاضافة الى الاستثمارات الكبيرة لم تنبع من فراغ ولكنها نبعت من وشائج القربى وعرى الاخوة والصداقة التي أوصى بها الاسلام (إنما المؤمنون اخوة). إن المواقف القطرية تجاه اليمن هي مواقف عربية اسلامية اصيلة بالدرجة الاولى، وليس لدولة قطر أية علامة استفهام نحو اليمن ومواقفها القومية المعلنة وهي دائماً تدفع باليمن نحو الاندماج الكامل في مجلس التعاون الخليجي دون شروط أو قيود أو تأهيل او تأجيل أو تطويل، لانها تعتبر اليمن اضافة قوية ومكسباً كبيراً لدول مجلس التعاون الخليجي بشرياً واقتصادياً وثقافياً وعسكرياً، وهي العمق الاستراتيجي لدول المجلس خاصة واليمن واعدة بالخيرات الزراعية والثروات المعدنية والطبيعية والقوى البشرية العاملة. ان العلاقات اليمنية - القطرية الصادقة مثال ونموذج للعلاقات العربية الاخوية بين قطرين شقيقين وتمثل قمة التضامن العربي الذي ينبغي ان يحتذى به. لقد بذلت دولة قطر الشقيقة وما زالت تبذل جهوداً كبيرة سعت وتسعى لاخراج اليمن من بعض المعضلات والمشكلات الاقتصادية التي تعانيها منذ حرب الخليج الثانية، وذلك من خلال الاستثمارات النوعية التي ستسهم في رفع المعاناة الاقتصادية والحد من البطالة التي تشكل عبئاً اقتصادياً على اليمن نتيجة لقلة المشاريع والاستثمارات التي تعمل على توظيف عدد كبير من القوى العاملة، حيث وصلت الاستثمارات والمساعدات القطرية في اليمن الى مئات الملايين، وقطر عندما توقع اتفاقاً استثمارياً مع اليمن فإنها تفي بوعدها ولا يمر وقت قصير على المشروع الاستثماري او المشروع الذي تتبرع به لليمن الا وقد بدأ المشروع يأخذ طريقه الى التنفيذ. ان ما تتمتع به دولة قطر الشقيقة من علاقات واسعة النطاق على مستوى العالم، قد جعلت اسمها واميرها ووزير خارجيتها المحنك تصل الى اسماع العالم، وقد ساهمت قطر وتسهم في حل المشكلات والمعضلات السياسية في العالم ومنها قضية فلسطين ولبنان والسودان والصومال وغيرها من القضايا العربية الراهنة، وتسهم ايضاً في مساعدة هذه الدول دون ان يكون لديها أية اغراض او شروط او املاءات وانما بهدف الحفاظ على التضامن العربي والوحدة العربية والمصير العربي، ولذلك فنحن في اليمن حكومة وشعباً بكل فئاته وشرائحه ومستوياته الثقافية نكن لدولة قطر الشقيقة كل حب وتقدير ووفاء واحترام، لأنها تنظر الى اليمن بعين الاخوة والمودة الصادقة، ونحن اذ نشكرها على مبادرتها الاخيرة تجاه اليمن في المشروع الوطني الضخم المتمثل في البحث عن الآثار اليمنية المغمورة والمحافظة عليها والترويج لها سياحياً على مستوى العالم ما سيعمق العلاقات اليمنية -القطرية جيلاً بعد جيل.. فشكراً لدولة قطر اميراً وحكومة وشعباً على هذا السخاء غير المحدود. قطر اليوم إذا كانت قطر اليوم هي احدى الدول العربية الصغيرة مساحة وسكاناً لكنها كبيرة في عقول ابنائها الاوفياء المخلصين لها وهي دولة تسابق الزمن حيث تعد اسرع دولة خليجية في النمو الاقتصادي والاجتماعي والثقافي والسياسي وسوف تصبح عام 2010م اول دولة في العالم تصدر الغاز الطبيعي وهذا المشروع الاقتصادي العملاق سينقل قطر حكومة وشعباً الى اعلى مستوى من التقدم والازدهار والريادة، وستجني قطر من عائداته المادية المليارات من الدولارات (الله يزيدها)، وقطر اليوم تحاول ان تثبت للعالم ان الدولة ذات المساحة الجغرافية الواسعة والكثافة السكانية العالية ليست مقياساً او معياراً حاسماً للحكم على مدى قوة الدولة، وانما المعيار الحقيقي للحكم على قوة الدولة ومكانتها هو مدى الرفاهية والتقدم والرخاء الاقتصادي، ودخل الفرد ومستوى المعيشة، ومستوى النظام والانضباط، وقوة الارادة وبعد النظر والتطلع الى افاق واسعة من التقدم وبذل المزيد من الجهود لرفع مستوى معيشة المواطنين وتقدم، البلد في شتى مجالات الحياة، وهذا هو المعيار والمقياس الحقيقي الذي تنتهجه قطر وحكومتها الرشيدة. # استاذ جامعي