خطاب فخامة الرئيس علي عبدالله صالح الى ابناء شعبنا اليمني بحلول عيد الاضحى المبارك في مضامينه السياسية والاقتصادية حمل المعاني الروحية العظيمة بهذه المناسبة الدينية الجليلة المرتبطة بفريضة الحج - الركن الخامس من اركان الاسلام - الذي فيه يجتمع المسلمون من مشارق الارض ومغاربها مهللين مكبرين.. متساوين موحدين العقول والأفئدة امام خالقهم سبحانه وتعالى في مؤتمر سنوي هو الاكبر في العالم، ولا مثيل له في تاريخ الانسانية، وبهذه الصورة التي لم تسبق اليها ديانة اخرى قبل الاسلام، ولا امة اخرى قبل وبعد المسلمين في تعبير يتجلى التسامي في اروع صوره، وتتلاشى المطامح والمصالح و الاطماع الدنيوية الزائلة فلا غاية لمن يجتمعون في هذه المناسك سوى الفوز برحمة الله وعفوه وغفرانه.. من هذا كله استلهم فخامة الرئيس محتوى هذا الخطاب تتصدره موضوعات قضية الحوار الذي ليس فيه مكان للاملاءات والشروط المسبقة والابتزاز.. فمصلحة الوطن وابنائه على قاعدة الترفع عن سفاسف الامور وصغائرها الى مستوى المسؤولية الذي تقتضيها وتفرضها متطلبات حاضر الوطن ومستقبل اجياله.. فمثل هذا السلوك السياسي التي درجت عليه بعض القوى السياسية في الساحة الوطنية يحول الحوار من وسيلة للتفاهم والتوافق والتراضي الى وسيلة لفرض المواقف والقناعات المسبقة كما قال الاخ الرئيس، وهو ما يتنافى مع معنى مفهوم الحوار وغاياته التي تعني الالتقاء عند قواسم وطنية مشتركة تحقق اماني وتطلعات اليمانيين في التقدم والرقي والازدهار. ومن هنا تأتي دعوة فخامة الرئيس وتأكيداته في هذا الخطاب التي هي ليست الاولى ولن تكون الاخيرة الى تعزيز قوة الحاضر وتمكين بنية التماسك والتلاحم لتتواصل المسيرة المباركة لوطن ال22 من مايو العظيم الذي يحتاج لكل لحظة من وقت ابنائه للعمل والبناء والتنمية على نحو يلبي متطلبات اليوم واستحقاقات الغد بدلاً من تضييعه في امور على حساب هذه التوجهات التي بدأت مع بدايات هذه المسيرة المباركة.. في اشارة الى اغتنام مناسبة عيد الاضحى المبارك الجليلة للتأمل والوقوف مع الذات، وتقييم الامور بروحية متجردة توثق روابط الاخاء والمحبة بين أبناء الوطن الواحد، وتعمق الألفة والتراحم والتسامح ونبذ الكراهية والبغضاء والحقد.. مستوعبة الحالة التأملية هذه التحديات والمصاعب التي يجابهها الوطن بنظرة واسعة الافق الظروف والاحداث التي لا نعيشها وحدنا، بل ومحيطنا الإقليمي الذي نتبين من خلاله أن ما نواجهه في سلبياته لا يقتصر على اليمن، ولكن يمكن القول: على العرب والمسلمين، والمشهد في صوره المؤسفة والمؤلمة غني عن التفسير والتأويل، وكافٍ للمراجعة واستخلاص الدروس والعبر التي هي بدون شك سوف تعزز الاحساس بالمسؤولية الوطنية التي يفترض ان تبدأ مؤشراتها من تغيير لغة الخطاب السياسي والاعلامي المأزوم وغير المسؤول الذي لا يخدم في محصلته مصلحة الوطن ووحدة ابنائه الوطنية والسلم الاجتماعي.. بحيث نتجه جميعاً الى عمل كل ما يفيد الوطن وازدهاره ورفاهية ابنائه. ذلك ان المعطيات تبين ان مثل هذا الخطاب المنفر يلحق الضرر بمن يلجؤون اليه كانعكاس طبيعي للحالة الموتورة التي يعيشونها لتتعمق الازمة اكثر في ارواحهم.. اما ابناء شعبنا فهم على درجة كبيرة من الوعي والادراك الذي يجعلهم اكثر قدرة على التمييز بين الغث والسمين.. ولا خيار إلاَّ الحوار الواعي والمسؤول الذي يضع مصالح الوطن والشعب ووحدته ونهجه الديمقراطي فوق اعتبارات انانية المصالح الشخصية والحزبية الضيقة، والخروج عبره الى فضاءات المصلحة الوطنية العليا. فما ينبغي ان يكون من كل ابناء اليمن هو القليل من الكلام والكثير من العمل.. مبيناً ان الحوار ليس هو ما نحتاجه نحن اليمنيين وحدنا، بل ايضاً يحتاجه العرب والمسلمون دولاً وشعوباً ليتمكنوا من الدفاع عن مقدساتهم ومصالحهم الراهنة والمستقبلية.. مختتماً خطابه بالتهنئة لجميع ابناء شعبنا والامة العربية والاسلامية بهذه المناسبة العظيمة وخاصة اولئك المرابطين في السهول والجبال والأودية والصحاري والشواطئ والجزر، أبطال القوات المسلحة والامن الميامين حماة الحرية والديمقراطية والامن والاستقرار ورمز الوحدة الوطنية.. وكل عام والوطن آمن مستقر ينعم ابناؤه بالازدهار والرفاهية.