الخطوات الحثيثة التي تسير على قدم وساق، في اتجاه الاندماج الكلي لليمن في مؤسسات مجلس التعاون الخليجي، والتي تأتي متلازمة ومترابطة مع ما تشهده علاقات اليمن مع الدول الشقيقة والصديقة من حركة نشطة وحيوية متنامية تعزز جسور الشراكة والتعاون المثمر والبناء الذي يصب بفائدته ومردوداته الإيجابية في خدمة مسيرة التنمية في الوطن. هذه الفعاليات الواسعة والكبيرة التي تفتح أمام شعبنا آفاقاً رحبة للنهوض والتكامل مع أشقائه في محيطه الإقليمي وتنمية المصالح المتبادلة مع الدول العربية والإسلامية وبلدان العالم عموماً، لم تأت من تلقاء نفسها، بل كانت حصيلة جهود وعمل مثابر ومضنٍ ومهام ومسؤوليات قاد توجهاتها فخامة الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية الذي كرس كل وقته من أجل الرقي بالوطن، والانتقال به إلى عصر جديد، يمتلك فيه القدرة على إنجاز تطلعاته في التطور والتقدم والتغلب على مصاعبه التنموية عن طريق تهيئة المناخات الملائمة لجذب الاستثمارات وتصويبها نحو المجالات الواعدة والمشروعات الاستراتيجية التي من شأنها امتصاص البطالة وتحقيق الانتعاش لاقتصادنا الوطني وتحسين المستويات المعيشية للمواطنين. وتقتضي الحقيقة، والأمانة أيضاً، القول بأن هذا الإطار الشامل من التحولات كان من غير الممكن إرساء مقوماته بدون تلك الرؤية الوطنية التي حرص فخامة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح، على تجسيد مفاهيمها وغرس منهجيتها وبلورة تطبيقاتها، ضمن محددات استوعبت متطلبات الحاضر والمستقبل وكذا السبل الكفيلة بمواجهة التحديات التي تمر بها منطقتنا العربية وجغرافيتنا الإقليمية في ظل علاقات التأثير المتبادل بين الشأن الوطني والنطاق الأكبر الذي نؤثر فيه ويؤثر فينا. ولو أن أولئك الذين استبدلوا لغة العمل من أجل وطنهم بلغة الكلام والتشويش والمزايدة قد استوعبوا تلك الرؤية الوطنية واستشرفوا مدلولاتها، لأمكن لهم الخروج من قوقعتهم، وفهم طبيعة التحولات التي يشهدها الوطن والتأكد -أيضاً- من أنها أنشطة يصاحبها إثبات أن الوطن يسير في الاتجاه الصحيح وفي خطوات ستقوده صوب ارتياد مكانته اللائقة به، بين الدول الناهضة في عالم اليوم. وبإمكان أولئك الذين يعانون من حالة التشتت الذهني في ظل الديمقراطية، أن يستمروا في تريدد أراجيفهم وتضليلاتهم ومواصلة تدوير اسطواناتهم المشروخة، كما أن بإمكان هؤلاء أن يجدوا من بين وسائل الإعلام، من تضع على وجوههم المساحيق التي تخفي زيفهم وحقيقة تلاعبهم بعواطف البسطاء من الناس! لكن، عليهم أن يعلموا أن من غير الممكن المضي طويلاً في ممارسة هذه اللعبة التي تهدف إلى طمس الحقائق وتشويه كل ما هو جميل في هذا الوطن، فالحقيقة ستبقى ساطعة ويستحيل التعتيم عليها أو الانحراف بالقناعات عنها. ومن الأهمية أن يدرك الجميع أن الديمقراطية ليست حرب سجال، أو سيلة لاعتساف الحقائق على قاعدة المبدأ الميكافيللي: (الغاية تبرر الوسيلة) بل أنها منهاج حضاري وإنساني، تحكمه معايير الالتزام بالمسئوولية والإيثار في خدمة الناس والتحلي بالمصداقية، والحنكة في التعامل والإنصاف في القول والإخلاص من أجل الوطن ورقيه وتقدمه.