لا نختلف مع من حكم بسوء إدارته، أو كتب عنها، أو جزم بأنها أسوأ ما تناوبت على الولاياتالمتحدة من إدارات.. لا نختلف مع من هلل وكبر لفوز باراك حسين أوباما.. لا حباً في أوباما ولكن تشفياً في جورج دبليو بوش. جورج بوش الابن، هو بلا منازع أفشل من تسيد في البيت الأبيض.. إما إدارته فينطبق عليها المثل الشعبي اليمني «من سوء تدبيري، بُرّي أكل شعيري» وانه من دخل البيت الأبيض.. بنفس النحس الذي خرج به منه، فهو من دخله بحروب ودماء ومآسٍ لم تنحصر على الدول التي استباحها ولكنها وصلت إلى البيت الامريكي ذاته.. وهو من خرج منه بأزمة اقتصادية عالمية ودمار اقتصادي شامل.. أو كما يقال في مصر «أخذ الاقتصاد في رجله» أي وهو ذاهب أو مغادر. هو من ملأ الدنيا ضجيجاً بوعود الكشف عن أسلحة الدمار الشامل وتدميرها قبل ان تدمر العالم، أو اسرائيل التي هي في نظره مركز العالم، وبعد ثماني سنوات كشف عن دمار شامل للاقتصاد الذي تسلمه من العملاق بيل كلينتون، في كامل صحته وأزهى عصوره. هو صاحب سجل غير مشرف في مختلف المجالات والصعد، حتى في الجانب الديني الذي اقحمه في السياسة بصورة فجة متطرفة ومتعصبة إلى درجة الاعتقاد بأن ما يتخذه من قرارات ما هي إلا إلهام أو مكاشفة الاهية أو وحي يوحى..؟! كما هو شأن أي متطرف دينياً.. لقد سجل في التاريخ كرئيس لدولة عظمى يحمل الرقم ثلاثة وأربعين كما حكم عليه بالفشل وسوء الإدارة، بكل المقاييس.. ولكن هل له إيجابيات أو حسنات؟! أجيب بنعم، له حسنات لم يتشرف بها رئيس أمريكي قبله من لنكولن إلى روزفلت إلى كلينتون، له حسنات لن يحصل عليها رئيس امريكي لاحق. حسنة جورج بوش الابن الاولى أنه بإدارته من اثبت للعالم أن الغرور الامريكي الذي جعل من نفسه انموذجاً لحكم الشعوب ومعلماً للانظمة كيف تدير شؤونها وإلا غضب منها، وبأنه من يجب ان يتعلموا منه ومن معاهده.. ما هو إلا غرور متضخم وأن إدارة بوش قد جعلته ينهار من داخله، اقتصادياً وسياسياً، ويستعدي العالم ضده ابتداءً من جيرانه في امريكا اللاتينية. من حسنات بوش، أن ادارته للولايات المتحدة لثماني سنوات، قد دفعت بالناخبين الجدد، او الشباب الذي لا يريد الموت في العراق وأفغانستان وحيث لا ناقة له ولا جمل، أو حيث مورست سياسة أمريكية خاطئة، دفعت بهم إلى التحمس للانتخابات والعمل من اجل التغيير، فكانوا الكفة الراجحة للحزب الديمقراطي، حتى في الولايات التي كانت محسوبة على الحزب الجمهوري. من حسنات جورج بوش أن إدارته هي من خدم الحزب الديمقراطي ومكنته من أن يهدم الجدار العنصري، ويدفع بمرشح من اصول افريقية من أب مسلم وأم أمريكية بيضاء ويمكنه من رئاسة الولاياتالمتحدةالامريكية وسجل التاريخ أن الجدار العنصري في الولاياتالمتحدة قد هدم على يد الحزب الديمقراطي.. الذي كان أقوى من كل ما تعرض له مرشحه باراك أوباما من حملات صهيونية ودينية وعرقية وأثبت لتلكم الصحيفة التي تساءلت بنغمة عنصرية فاضحة بقولها: «اذا وصل اوباما إلى البيت الأبيض هل سنستطيع القول: البيت الابيض؟» اثبت لتلكم الصحيفة أن البيت الأبيض بأوباما الأسود سيكون اكثر بياضاً في عيون من استاءوا من ادارة بوش الذي أساء إلى وطن الحرية والديمقراطية. ومن حسنات بوش، أن سنوات إدارته وتهوره، هي ما ستدفع بالولاياتالمتحدةالأمريكية لأن تراجع حساباتها جيداً مع العالم وأن تعيد النظر في قنوات تواصلها مع العالم كدولة عظمى. شكراً لبوش الابن..