يحق لشعبنا الأبي والمكافح أن يفاخر بما تحقق له من إنجازات وتحولات شامخة على مختلف الأصعدة التنموية والديمقراطية والسياسية في ظل وحدته المباركة التي تحققت يوم الثاني والعشرين من مايو عام 1990م كتتويج طبيعي لمسيرة نضاله الطويلة التي خاضها من أجل التحرر وإعادة الاعتبار لتاريخه وإنجاز تطلعاته في البناء والتقدم والرخاء والنهوض. وما يضاعف من معاني الابتهاج في النفوس أن اليمن تدخل رحاب العام العشرين على قيام جمهوريتها الفتية مفعمة بالثقة والآمال العظيمة والإرادة العالية للمضي صوب آفاق أكثر رحابة وإشراقاً في مسيرة امتلكت سبل الفاعلية والقدرة على تجاوز الصعاب والتحديات المحتملة منها أو الطارئة لكونها المحروسة والمحمية من أبناء هذا الشعب الذي يحمل في جوانحه قيم الوفاء والإخلاص لمبادئه ووطنه ومكاسب ثورته الخالدة ال26 من سبتمبر وال14 من اكتوبر، وهي صفات مكنته من دحر وإسقاط كل المؤامرات والدسائس التي واجهته على مدى العقود الماضية، وتشهد بذلك تلك الملاحم البطولية التي سطرها شعبنا دفاعاً عن ثورته واستقلاله ووحدته. ولذلك فإنه لا يأبه لتلك الأصوات النشاز من أذيال ومخلفات الماضي البغيض التي تتحرك "بالريمونت كنترول" في محاولة منها للنيل من ثوابته الوطنية عن طريق إثارة الزوابع الإعلامية والترويج للنعرات المناطقية والشطرية والعنصرية المقيتة، لإيمانه أن تلك الأصوات ليست سوى فقاعات صابونية سرعان ما تتلاشى في الهواء ولا يمكن لها بأي حال من الأحوال أن تؤثر في عظمة الوحدة اليمنية الراسخة رسوخ الجبال والمصانة بإرادة الله، وتلاحم أكثر من عشرين مليون إنسان يدركون حق الإدراك أن يوم الثاني والعشرين من مايو عام 1990م كان بالنسبة لهم جميعاً عنواناً للخير والنماء والرخاء. ومن هنا فإن الذي يهم أبناء هذا الشعب هو مواصلة عملية التنمية والتقدم في مشروعاتها الاستراتيجية باعتبار أن ذلك هو الرهان الحقيقي الذي سيؤمن للوطن بلوغ مقاصده النبيلة في كافة المجالات والأصعدة، وفي الصدارة منها تجاوز معضلة البطالة والحد من الفقر وتحسين الأوضاع المعيشية للمواطنين حيث وأن تلك الأهداف هي الأحق بالاهتمام والتركيز. أما تلك الأصوات الناعقة التي تسبح عكس التيار أكان منها تلك العناصر التي تتسكع في أرصفة بعض العواصم أو تلك التي اعتادت على التكسب من نافذة الارتزاق والعمالة فإن مآلها ومصيرها هو نفس مصير مَنْ سبقها ممن سلكوا طريق الانحراف والغواية. وبالتالي فإن ما ينبغي إدراكه أن مسيرة البناء والتنمية في الوطن لا يمكن أن تتوقف وأن من يبحثون عن مكاسب غير مشروعة عبر التحريض على أعمال التخريب والشغب والاعتداء على الممتلكات الخاصة والعامة والتحالف مع التنظيمات الإرهابية بهدف الإضرار بالمصالح العليا لليمن وزعزعة الأمن والاستقرار هم أعجز ما يكونون عن التأثير على ثبات ورسوخ الوحدة الوطنية التي يدافع عنها رجال أشداء من علماء ومناضلين ومثقفين وسياسيين وشباب - ذكوراً واناثاً صغاراً وكباراً، أحزاباً ومنظمات، سلطة ومعارضة - وهم من اثبتوا جدارتهم في كل ميدان واستطاعوا أن يلقنوا كل متطاول أو مخرب أو عميل الدروس التي يستحقونها ليؤكدوا بذلك على أن هذا الوطن لا مكان فيه للخونة ممن باعوا أنفسهم بثمن بخس. وعلى الارتداديين الجدد أن يعلموا أن هذا الشعب لم يسبق له أن فرط في ثابت أو حق أصيل وهو ما برهنت عليه الشواهد والوقائع التاريخية فالذين كانوا يعتقدون أن عتادهم وعدتهم ومخططاتهم الإجرامية ستمكنهم من الانقضاض على الثورة اليمنية والنظام الجمهوري وإعادة الأوضاع في هذا الوطن إلى الوراء.. فوجئوا بأن إرادة هذا الشعب أقوى وأصلب من أن تهزها دسائس الخفافيش الظلامية. والذين ظنوا بأن المنجز الوحدوي قد أرهقته ثلاثة أعوام من الأزمات المفتعلة خلال ما كان يعرف بالمرحلة الانتقالية، وان من صنعوا ذلك المنجز قد أجهدتهم تلك الإرهاصات والمتاعب، ضاقت عليهم الأرض بما رحبت وهم يواجهون جموع الشعب العارمة التي هبت دفاعاً عن وحدتها ومنجزها التاريخي لتسقط تلك المؤامرة بعد أن اعتقد البعض أن خبث المخطط الارتدادي سيكون كفيلاً بالقضاء على آخر نفس وحدوي. وبالتالي فإن تلك العناصر والشرذمة المأجورة إذا ما استمرت في تماديها وتطاولها على الثوابت الوطنية لهذا الشعب فإن نهايتها ستكون بيد الشعب الذي ما زال يتحلى بالمزيد من الصبر ولكنه لن يظل مكتوف الأيدي أو متفرجاً إذا ما وصل الأمر إلى الدرجة التي تستدعي منه إيقاف أولئك المعتوهين والخونة والعملاء عند حدهم ولجمهم وإخراس ألسنتهم النتنة التي تستفز المشاعر الوطنية.. والحليم تكفيه الإشارة.