عن أي رجولة يمكن أن يتحدث المارقون الخارجون على النظام والقانون وهم الذين يتحصنون في المنازل والمدارس والمستشفيات ويتمترسون خلف المواطنين العزل، وأي رجولة أو أخلاق لدى هؤلاء المجرمين وهم الذين قاموا بذبح مجموعة من الأطفال والأمهات كالنعاج عن سابق إصرار وترصد دموي بدعوى مناصرتهم للحكومة. وأي دين أو عقيدة ينتمي لها هؤلاء الإرهابيون وهم الذين استباحوا كل المحرمات وعاتوا في الأرض فسادا وانتهكوا الأعراض وسفكوا الدماء المعصومة في كل الشرائع السماوية، والقوانين الوضعية. وأي إنسانية بقيت لأولئك الضالين وهم يحاصرون العشرات من الأبرياء ويتخذونهم دروعاً، ويمنعونهم من الوصول إلى مخيمات النازحين؟ لإدراكهم ان قوات الأمن تعمل ألف حساب لحياة المواطنين وأن من شأن ذلك أن يطيل أمد المواجهة وهو الأمر الذي يشبع رغبتهم المريضة في التظاهر بالرجولة مع أن ممارسات بهذه الدناءة والخسة لا تعكس سوى عقدة النقص التي يعانون منها والحقد الدفين الذي يسيطر على نفوسهم العليلة. لقد تجمعت في هذه العناصر الإجرامية كل الخبائث والرذائل ولذلك فلا شيء يحكمهم أو يضبط سلوكياتهم، وبالتالي هم لا يرون في إيقاف العمليات العسكرية سوى فرصة يستغلونها للملمة شتاتهم والتمدد والتوسع في أعمال التخريب، وتشهد على ذلك أعمالهم طوال فترة التهدئة الأخيرة التي امتدت لعام ويزيد. وزادهم غرورا واستغراقا في أعمال العدوان ذلك الالتزام الصارم للقوات المسلحة والأمن بقرار الإيقاف والذي بلغ حد الامتناع عن الرد حتى على الاعتداءات التي يتعرض لها أبطالها الأمر الذي عده الغادرون ضعفا وليس حرصا على حقن الدماء. وبذات النظرة القاصرة وأسلوبها الانتهازي جاء تعاملهم مع قرار تعليق العمليات الجديد والذي اتخذ لدواع إنسانية، وقد خاب ظنهم هذه المرة لخيبتهم في فهم ان القرار مختلف عن سابقه من حيث موضوعه وقضيته إذ طالما وأن دواعي اتخاذه إنسانية فهو المعني بالناس بالمواطنين الأبرياء ورفع معاناة النزوح والتشرد عنهم. ولقد خاب ظنهم لأن قوات الأمن والجيش ظلت متيقظة ومستعدة لردود الفعل المتوقعة والمحتملة فتعاملت مع كل خرق بشكله الفوري وعملت على وأد كل عملية استغلالية في مهدها. ويتحدثون بعد ذلك عن السلام وعودة النازحين إلى مناطقهم وسكناهم ولا يقدمون على خطوة عملية لتصرف واقعي يدل على ما يرددون من قول. هذا السلام المفترى عليه تكرره الألسنة الناطقة بحالهم الدموي وليس لديهم ما يدلون به غير الترديد بأنه مطلبهم الوحيد عند سؤالهم: ما الذي يريدونه؟ وكلمتهم الجوابية الوحيدة تقود إلى سؤال آخر عما إذا كانوا يفتقدون إلى السلام في سابق الاعوام على تمردهم حتى يشعروا بالحاجة إليه اليوم. ونستخرج الإجابة الحقة من ألسنة أبناء صعدة الذين يشيرون إلى أن عصابة التمرد العنصري لم يأتها أو يطلها شيء من عنت أو تضييق من جهة الدولة حتى تجيز لنفسها القيام بعملية العصيان. وواقع الحال أنهم تسببوا في إفساد أجواء السلام وعليهم تحمل تبعات تداعياته وانعكاساته القاسية وعلى عواتقهم تقع أغلب المسؤولية في العودة إلى أوضاعه. ولا تستقيم المطالبة بالسلام مع النزعة العدوانية الاجرامية التي تتعامل بها هذه العصابة، مع كل فرصة تتاح أمام السلام، بدليل أن هذه العصابة أخترقت وانتهكت عشرات المرات عمليات التهدئة السابقة وآخرها التعليق الأخير للعمليات، من أجل إيصال مواد الإغاثة للنازحين. فأي رجولة يدعيها هؤلاء وهم الذين يتمترسون خلف النساء والأطفال؟!!