بوقاحة متناهية تؤكد من جديد قيادات العصابة الإجرامية والإرهابية الحوثية التي أوغلت في عدوانيتها وأعمالها التخريبية ومفاسدها وآثامها بحق الأبرياء من الأطفال والنساء والعُزل وكبار السن من أبناء محافظة صعدة، أنها لم تتعلم من الدروس التي لقنها إياها أبطال القوات المسلحة والأمن، ومن خلفهم كل الشرفاء من أبناء الوطن، بدليل أنها لم تهتد إلى الحق والصواب وتعود إلى رشدها حتى هذه اللحظة، التي تشارف فيها على نهايتها الوخيمة وخاتمتها المزرية. وبفعل الغواية الشيطانية التي استبدت بهذه العناصر الضالة، فإنها التي لم يعد يحكمها عقل أو دين أو خلق أو مبدأ قيمي وإنساني، بعد أن تجردت من كل القيم وسارت في طريق الانحراف الذي يقودها إلى مصيرها المحتوم المرتقب، والذي دنت ساعته، واقترب أوانه لتلقى جزاءها العادل، نظير ما ارتكبته أياديها الملطخة بالدماء من أعمال القتل والتنكيل والتدمير، وما استباحته من الأرواح البريئة والأعراض المعصومة وما أحدثته من خراب وسلب ونهب وترويع. وإن لجوء هذه العصابة الإرهابية إلى إطلاق الأكاذيب والافتراءات في محاولة لاستجداء تعاطف الخارج يعكس الغباء المركب الذي يسيطر على قيادات هذه العصابة، التي خلعت جلباب الخير واستبدلته برداء الشر عبر إعلانها التمرد على سلطة الدولة والخروج على الدستور والنظام والقانون وإعلان الحرب على أبناء محافظة صعدة، واستئجار القتلة والمجرمين، لفرض نفسها بدلاً عن السلطة المحلية، وزعزعة الأمن والاستقرار والاستيلاء على الممتلكات العامة والخاصة وتشريد الآمنين والعزل من قراهم، وارتكاب مذابح بشعة بحق العديد ِممَّنْ خالفوها فكرها الظلامي واستهجنوا ادعاءها الحق الإلهي. ومن المضحك والمخجل أيضاً أن نجد القتلة الذين ظلوا يتباهون بسفك دماء المواطنين والأطفال والنساء يتحدثون عن الحق الدستوري والقانوني والإنساني، وهم من انتهكوا هذه الحقوق وذبحوها من الوريد إلى الوريد، ليفوقوا إبليس في الغدر والخبث والحقد الأعمى. فكيف لمن عاث في الأرض فساداً وأهلك الحرث والنسل أن يتحدث عن أية مرجعية دينية أو دستورية أو قانونية أو إنسانية؟ وكيف لمن امتلأت سجلاته بجرائم وخطايا يندى لها الجبين وتقشعر منها الأبدان أن يتشدق بالقانون والدستور، وهو من يخترقهما حتى اليوم، ويرفض الرضوخ لشروط الحكومة لإيقاف العمليات العسكرية وإحلال السلام في محافظة صعدة؟. فهل يعتقد هؤلاء القتلة والمجرمون أن ذاكرة الناس يمكن أن تنسى تلك المآسي التي أحاقت بالعديد من الأبرياء جراء جرائمهم النكراء؟. فالحقيقة أنه لا أحد بوسعه التعامي على تلك المآسي التي اقترفتها عناصر هذه العصابة الإرهابية التي تكشفت مراميها ونواياها أمام الناس واتضحت أهدافها الشريرة وسقطت كل مراهناتها وضاقت أمامها سبل المناورة وبفعل شعورها لم تجد ما تداري به خيبتها والهزائم التي منيت بها سوى تلك الأكاذيب والادعاءات البائسة، دون إدراك منها أن مثل هذه الأساليب لم تعد تلقى أي صدى أو رواج لا في الداخل ولا في الخارج. وتتضاعف ورطة هذه الشرذمة المتمردة أمام الإجماع المحلي والعربي والدولي على حق الدولة في بسط الأمن على جميع أراضيها، واجتثاث التمرد والإرهاب والتخريب، الأمر الذي يتأكد معه أن الحسم ماض في إخماد الفتنة وتخليص الوطن من شرورها، وأنه لا مجال لإخراج تلك الشرذمة من ورطتها إلاّ بإذعان عناصرها للبنود الواردة في مبادرة الحكومة، وهو ما شدد عليه يوم أمس مجلس النواب، الذي أوضح أن التاريخ لن يغفر أي تساهل أمام تلك العصابة الإجرامية التي حان الوقت لبتر سرطانها الخبيث، لتأخذ العدالة مجراها بحق من تطاولوا على الثوابت الوطنية، وخانوا الله والوطن، وأساءوا للشعب اليمني الحر الأبي، مقابل ما حصلوا عليه من المال المدنس، ليبيعوا أنفسهم كمرتزقة ومأجورين وسماسرة لأعداء اليمن، الذين نشروا غسيلهم القذر عبر هذه الشرذمة العنصرية التي ماتت ضمائرها وتجمد لديها الإحساس بأي نخوة أو رجولة.