التآزر والتكامل بين الجهدين الشعبي والرسمي هو ما رسم مشهد المكافحة لتمرد الفتنة الإرهابية وقد قال رسولنا الكريم: "لا تجتمع أمتي على ضلاله" ما يعني أن المواجهة هي بالفعل بين قوى الخير وشراذم الشر. والأهم في ذلك أن شعبنا اليمني يجدد التأكيد من خلاله على استمرار رفضه لتوجهات إحياء الدوافع الطائفية والمذهبية والمناطقية وغيرها من النزعات الضيقة وبما يحمله ذلك من دلالة على أن جماهيرنا الأبية ما تزال على تمسكها والتزامها بأهداف الثورة بشكل عام وبالمبدأ المتعلق بالعمل على تحقيق الوحدة الوطنية في إطار مجتمع ديمقراطي تعاوني. ولقد كان ومن أبناء صعدة أن أعلنوا رفضهم لمؤامرة الفتنة واستعدادهم لمقاومة عناصر التمرد، ما زاد الصورة التلاحمية جلاء وقوة تأكيد وثبات معزز بوقائع المعرفة والتجربة. وباستثناء من يقف في صف التمرد فليس بوسع أحد إثارة الغبار وإهالة الأتربة على الشهادات الشاخصة في جموع النازحين، الذين فروا بأنفسهم وأهليهم وكانوا عرضة لجرائم القتل والنهب والاعتداء على الأعراض من قبل المتمردين. ويعلم القاصي والداني كم رددت عناصر القتل والتخريب الكلام، الذي ثبت في مابعد أنه حديث الإفك عن إصلاح أوضاع المحافظة وتوفير احتياجاتها. وأتت مجريات التمرد المسلح بأدلة ممارسة عمليات القتل والتصفية لكل من لا يخضع لهم ويعمل في خدمتهم هم وأفراد أسرهم دون تفريق واستثناء لمرأة وطفل وشيخ مسن. ودلالة ذلك أكثر من واضحة على مطلبهم الحقيقي بأنه لا يخرج عن جعل صعدة منطقة خالية ممن لا يمت إلى اللوثة الحوثية بصلة. وتمتد مسئولية المتمردين عن سفك الدماء وإزهاق الأرواح إلى أولئك الشباب الذين غررت بهم وأخضعتهم لعملية غسيل للدماغ وحشو أذهانهم بأكاذيب الجهاد ومواجهة إسرائيل وأمريكا ومقاتلة الكفار، وسوقهم سوقاً إلى ارتكاب جريمة القتل وملاقاة حتفهم والموت مخدوعين. والحاصل أن التطبيق العملي كان لشعار الموت ولكن في الاتجاه الداخلي ليصبح الموت لصعدة الموت لليمن ولم يقدم المتمردون أدنى مؤشر جهادي على الصعيد الخارجي لشعارهم. ولم تتعد هجرتهم إلى الخارج وجهة تسول المال والسلاح لإشاعة القتل والخراب في الداخل اليمني وبئس ما هاجروا من أجله. وتأتي النتائج والمحصلة النهائية في الاتجاه المعاكس لما خططوا له وسعوا إليه لترتد سهام الغدر إلى صدورهم، ويحيق المكر السيئ بأهله ويصبح الموت مصير من يمارسه ضد أهله. وقد اقتربت ساعة الحسم وهم المشدوهون.. كيف لا يتعاون معهم الداخل؟ وكيف لا يتجاوب معهم الخارج؟ تلك حالة من لا يزال تحت تأثير مخدر الوهم وواحدة من نتائج الحسم أن تجعله يفيق وله في ذلك مصلحة مؤكدة.