يبرهن أبناء الشعب اليمني من جديد بالتفافهم خلف إخوانهم أبطال القوات المسلحة والأمن، وتسييرهم لقوافل الدعم والإغاثة التي تتقاطر من مختلف محافظات الجمهورية على مراكز إيواء النازحين جراء فتنة عناصر التخريب والإرهاب الحوثية، على الروح الوطنية الأصيلة لدى اليمنيين، الذين نجدهم يقفون صفاً واحداً، أمام أي عارض يداهم الوطن وباذلين الغالي والنفيس في سبيل الانتصار لوطنهم والحفاظ على مصالحه وأمنه واستقراره ومكاسب ثورته ووحدته المباركة. ومع أن موقفاً كهذا ليس غريباً على الشعب اليمني الذي سجل أنصع صور التلاحم في كل محطات نضالاته ومسيرة كفاحه من أجل التحرر والاستقلال وانتزاع إرادته من براثن النظام الإمامي الكهنوتي وجلاوزة الاستعمار وأذياله من السلاطين، ليمتلك أمره وقراره بعيداً عن عوامل الإذلال والامتهان والكبت والاستبداد والاستعباد التي فرضت عليه في تلك العهود المظلمة، وتنبع أهمية الدرس الجديد الذي يرسم ملامحه أبناء هذا الشعب من مختلف مناطق اليمن، بوثبتهم ووقوفهم ومشاركتهم العملية لإخوانهم أبطال القوات المسلحة والأمن في ملحمة الشرف التي يتصدون فيها للعناصر الضالة والمنحرفة والإرهابية الخارجة على الدستور والنظام والقانون في بعض مديريات محافظة صعدة من كونه قد حمل في مضمونه ومحتواه الرد العملي على أولئك المأزومين داخل بعض أحزاب المعارضة الذين حاولوا الفصل بين موقف الشعب ومؤسساته الدستورية التي اضطلعت بدورها الوطني في مواجهة تلك الفتنة التي أشعلتها العناصر الظلامية الحالمة بعودة الحكم الكهنوتي المتخلف. حيث أكد أبناء شعبنا باصطفافهم وراء إخوانهم في القوات المسلحة والأمن الذين يؤدون واجبهم الوطني المقدس في مواجهة تلك الشرذمة المارقة التي استباحت دماء الأبرياء من أبناء محافظة صعدة وانتهكت الأعراض والمحرمات وعمدت إلى السلب والنهب والتخريب وقطع الطرق، والاعتداء على الممتلكات العامة والخاصة، وإقلاق السلم الاجتماعي، على أن الإنسان اليمني لا يمكن له أن يفرط في مبادئه وثوابته والمصالح العليا لوطنه، وأنه بما يمتلكه من فطنة ووعي حضاري قادر على تحديد طريقه ومساراته، دون أن يلتفت للمواقف المتلونة والانتهازية والرمادية الممجوجة، بعد أن عرف حقيقة أصحاب هذه المواقف ونواياهم السيئة وأهدافهم المريضة والذين اعتادوا على المتاجرة بالوطن والتمصلح من وراء الأزمات، واللهث وراء مطامعهم ونزواتهم الذاتية والأنانية. ولهؤلاء وأمثالهم نكرر القول: لقد آن الأوان لكي تتعلموا من الدروس التي يقدمها أبناء الشعب اليمني من حولكم وأمامكم في تلاحم وطني تجسدت فيه كل معاني التعاضد والتكافل والإيثار. حيث وأن في ذلك مؤشراً واضحاً على أن من سيتخلف عن الركب سيفوته القطار، ولن يكون له موطئ قدم في ميدان النصر القادم الذي دنت ساعته وصار قاب قوسين أو أدنى. وإذا ما شئنا الدقة فإن من لم يتعلم من هذه الدروس العظيمة، فلن يتعلم أبداً، وسيبقى غارقاً في قوقعته ومزايداته ورؤيته السوداء واحتقانه الذهني والنفسي ونظرته القاصرة، التي لا يرى فيها إلاّ تحت قدميه الواقفتين على أرضية رخوة. والأعجب أن يصر إنسان منحه الله العقل الذي يرشده إلى طريق الصواب، على مكابرته، ليبني حساباته على الوهم مع أن الحقيقة واضحة وضوح الشمس. وفي كل حال فإن الرجال مواقف وحين يبرز التحدي تظهر معادن الرجال ومن لا موقف له. لا مبدأ له.