كان حديث رئيس مصلحة الضرائب في أمسية رمضانية الأسبوع الفائت نظمتها صحيفة الجمهورية بالنسبة لنا معشر الزبائن المخلصين للأسواق كمن اكتشف الصندوق الأسود الخاص بالتجار فقد كشف النقاب عن الحقيقة التي فحواها:"ليس لضريبة المبيعات أي دخل بالارتفاعات السعرية الأخيرة"...والله اكبر ولله الحمد !! * وللأمانة كانت ضربة معلم سددها اللاعب المحترف احمد غالب و(بالبلانتي) في مرمى التجار الذين أزبدوا وأرعدوا في مجلس النواب قبيل إقرار ضريبة المبيعات وكأنهم يحاربون من أجل البقاء و(فوكوياما ) إلى جانبهم يهدد بنهاية التأريخ والإنسان الأخير.. وفي الأخير تطلع الأمور سلامات.. كيف ؟ أقول لكم :المواد الغذائية والصحية والمستلزمات التعليمية وغيرها من مواد ذوي الدخل المحدود معفية تماما من الضرائب ,وطلعت محاولات التجار كلها حركات !!!! * وإذا ما أصروا على موقفهم سنشبههم (باليزابيث باتوري) مصاصة الدماء الأشهر في القرن الخامس عشر.. بس المشكلة عندنا إن الناس نشف دمهم بسبب لهيب الأسعار المستعر!! * واستنادا إلى ذلك وما بعده على التجار أن يكفوا عن أداء أدوار الاحتيال البريء بعد حقيقة الصندوق الأسود التي صدع بها رئيس مصلحة الضرائب وهي مرونة ضريبة المبيعات التي لا تتجاوز 5% وتلزم التجار بفتح سجلات منتظمة تكشف عن الحجم الحقيقي لأرباحهم حتى يكونوا مجبرين على دفع ضريبة الدخل والتي رغم زهادتها استجدوا الحكومة تخفيض ضريبة الدخل من 35% إلى 20% وظفروا بما تمنوه ..واعتقد أكثر من كذا بطره ويبطلوا يضحكوا علينا!! * يعني من الآن وصاعدا عليهم أن يتخلوا عن نجوميتهم كسوبرمانات غلاء فاحش ويعلموا أن التعامي عن حكمة "البصر بالزَّبُونِ تجارة"فيه خسارة كبيرة لهم خصوصا أمام زبائن (عرطة ) ومخلصين في دفع ما يطلبون من زيادة سعرية على السلع دون التفكير حتى بقول (لا)! ولو لمرة واحدة ناهيك عن تفكير هؤلاء الزبائن بطوباوية مفرطة ومواصلة الإيمان بأن سبب ارتفاع بعض أسعار المواد الغذائية الأساسية يرجع إلى تدهور سعر صرف الريال مقابل الدولار خلال الأيام القليلة الماضية وكذلك بسبب موجة الفيضانات والكوارث التي شهدتها كل من باكستان وروسيا واستراليا الأمر الذي أدى إلى امتناع هذه الدول عن تصدير مادة القمح وكذا الدقيق والأرز وهي تحتل موقع الصدارة في تصدير هذه المواد! . * مهلا!! المباراة لم تنته بعد والقادم يستدعي توضيحا من الضرائب والجمارك للصحافة من باب أن "الصراحة أفضل وسيلة للتعامل مع الصحافة"خصوصا بعد ضربة حرة مباشرة سددها نائب رئيس الغرفة التجارية بالأمانة إلى مرمى الجمارك والضرائب تشير إلى أن وجود العديد من السلع الغذائية المغشوشة أو الفاسدة سببه الإعفاءات الضريبية والجمركية حيث يتم إدخال مثل هذه المواد بعيدا عن الجهات الرقابية وهذا كلام من بيت التجار أنفسهم (الغرفة التجارية) الذين يفتح لبعضهم باب المغالطة على إيقاع افتح يا سمسم أبوابك نحن التجار..والله المستعان!! * سأحسم النتيجة لصالح الزبائن الذين اختاروا دور المشجعين في هذه المباراة وأنا واحد منهم وباسمهم انصح تجارنا الأشاوس: لاتهولوا الحقائق "فالذئب الذي يبكي حتى يدخل بيت الحملان يصبح من الصعب أن يسمعه احد في المرات القادمة!! * وبالمناسبة طبعا-لايهمنا- حديث الاقتصاديين عن خلل ميزان المدفوعات وتأخر استراتيجية الأمن الغذائي التي تعدها وزارة التخطيط والتعاون الدولي والجهات ذات العلاقة فقط يهمنا الآن تحديد أسعار مختلف السلع التي لها علاقة مباشرة بمعيشة المواطن وضرورة إلزام مختلف التجار بإشهار أسعار السلع الغذائية الاستهلاكية إلى جانب تكثيف الحملات الميدانية لضبط المتلاعبين بالأسعار وإتلاف مختلف المواد الغذائية والاستهلاكية المقلدة والمغشوشة والفاسدة. * واختم بسؤال ونصيحة للزبائن أما السؤال: متى ستخرجون من حلبة المصارع الواحد لأنكم مربوطون وتتلقون ضربات التاجر المصارع وحدكم ؟وأما النصيحة فتقول : كفوا من اليوم عن تعليق السبحات الجديدة أو البحث عن القديمة وحشد ما احتوته مخازن التجار من غثه وسمينه إلى مطابخكم بغير هدى لأن "سكين الأسعار بلغ العظم".. "واجمعوا دومان".. وهذا علمي وانتم أخبر!!.