الخطاب السياسي والإعلامي النزق والمضلل الذي تمارسه القوى الانقلابية وحلفاؤها من المنتفعين والانتهازيين والوصوليين والمنافقين والفاسدين، بهدف قلب الحقائق وتزييف وعي المواطن والتستر على الأهداف والغايات الحقيقية والنوايا الانقلابية، هذا الخطاب البائس والمفضوح لم ينطل على شعبنا اليمني الأبي الذي خبرهم واختبرهم وكشف مآربهم واستهجن ممارساتهم وأعمالهم العدائية والعدوانية ضد الوطن خلال السنوات الماضية وأثناء الأزمة السياسية الراهنة التي افتعلوها، بل إن ذلك الشطط ومضامين التهديد والوعيد التي عادة ما يتسم بها الخطاب السياسي لأولئك المارقين المتآمرين، يكشف ضحالة الوعي وعقم الفكر وطيش التوجه والجهل التام بمخاطر المنزلق الذي يقودون أنفسهم إليه ويجرون الوطن إلى مجاهله، الأمر الذي قوبل باستهجان واستنكار شعبي واسع، وأكد لشعبنا وكل قواه الوطنية الشريفة وللرأي العام العربي والدولي بأن ما يجري في اليمن ليس إلا محاولة فاشلة للانقلاب على الشرعية الدستورية والانقضاض على مؤسسات الدولة واغتصاب السلطة. إن أوهام أولئك الأشخاص بالعودة إلى السلطة عن طريق الانقلاب، ليست إلاّ أضغاث أحلام، فزمن الانقلابات قد ولى إلى غير رجعة وبات السبيل الوحيد للوصول إلى الحكم هو الاحتكام لصناديق الاقتراع والانصياع لخيار الديمقراطية والتنافس النزيه والشريف بالوسائل الحضارية التي تعبر عن إرادة الجماهير وحقها في اختيار حكامها وطبيعة نظامها السياسي في ظلال الحرية والديمقراطية والأجواء السياسية الصحية والمناخات السلمية. وليعلم أولئك المندفعون والمتهورون والمتعطشون للسلطة، أن قضايا الوطن ومصالحه وسلامته وحاضره ومستقبله، ليست محل رهان ولم ولن تكون خاضعة للانتهاك أو المساومة، وأن شعبنا اليمني المناضل الذي ضرب أروع الأمثلة في الدفاع عن كيانه وثورته ووحدته والحفاظ على منجزاته السياسية والاقتصادية والاجتماعية وكل مكتسباته الوطنية التي تحققت على مدى عشرات السنين من العمل والجهد والمثابرة، لن يخضع لنزوة نفر من المتآمرين الذين عبثوا بمقدرات الوطن ونهبوا ثرواته وعاثوا في الأرض فساداً، ولن يسمح لهؤلاء بالعودة مجدداً لممارسة أفعالهم وتدمير وتخريب منجزات الوطن واغتصاب مؤسساته الدستورية وهدم نظامه السياسي الوطني الديمقراطي والعودة به إلى ما قبل ثورة ال26 من سبتمبر و14 اكتوبر وال22 من مايو. لقد جرب هؤلاء كل الوسائل غير الشرعية وغير القانونية وغير الأخلاقية في محاولاتهم لتركيع الوطن وإذلال المواطنين ظناً منهم أنها الوسائل المثلى للانقضاض على السلطة وهدم الدولة وتدمير مؤسساتها ونظامها السياسي بالقوة، والوسيلة الوحيدة التي رفضوها ويرفضون الأخذ بها هي الوسيلة الديمقراطية واحترام إرادة الشعب ونتائج صناديق الاقتراع، لأنهم يدركون جيداً أن شعبنا سيلفظهم كما فعل في سائر الدورات الانتخابية السابقة لسوء أهدافهم وخبث نواياهم التي لا ترى في هذا الوطن إلا مصالحهم الشخصية الضيقة وأحلامهم السلطوية في التحكم بمفاصل القوة والاستئثار بالثروة. لقد أدرك شعبنا حقيقة هؤلاء المتآمرين وكشف نواياهم السيئة منذ وقت مبكر، وزادت أفعالهم اليومية منذ ما يربو على سبعة أشهر، التأكيد على حقائق الفكر التدميري والنهج الدموي والممارسات غير الأخلاقية وغير الإنسانية في حق الوطن والشعب من خلال قيامهم بالاعتداء على المؤسسات والأجهزة الخدمية وقطع الطرق ونهب المصالح العامة والخاصة وترويع الناس وإخافة الآمنين وبث الرعب في أوساط المواطنين وتقطيع أوصال البلاد إلى كانتونات عسكرية وقبلية وقروية. ولم يقتصر الأمر على سائر الأيام الماضية، بل إن أخلاقهم الفاسدة لم تنههم عن انتهاك حرمة الشهر الكريم وقدسية المعاني الروحية الإسلامية لعيد الفطر المبارك فأمعنوا في بث أجواء الرعب والخوف والهلع في عموم الوطن، واعتدوا على حقوق الأطفال وصادروا أفراحهم واغتالوا سعادتهم ومنعوهم من ارتياد الحدائق العامة واللعب مع أقرانهم بأمن وأمان.. فهل هذه الأعمال والممارسات هي ما يسعى هؤلاء الانقلابيون إلى فرضها؟.. إنها البدايات فقط.