خروج اليمن من أزمته واستعادة أمنه واستقراره وبنائه سياسياً واقتصادياً عسكرياً وأمنياً على أسس جديدة وطنية ديمقراطية وتنموية تؤدي إلى قيام بنية دولته الموحدة المؤسسية المدنية الحديثة القوية القادرة على تحقيق العدل والمساواة في الحقوق والواجبات لكل مواطنيها دون الالتفات إلى الانتماءات الضيقة القبلية والمناطقية والطائفية.. والقيم الوطنية الجامعة يجب أن تكون الغاية الكبرى التي يسعى ويعمل من أجلها كافة ابنائه الذين عليهم جميعاً أن يعوا ويستوعبوا أن اليمن كان وسيبقى وطنهم من الأسلاف الأقدمين والأجداد الى الأبناء والأحفاد وأن المجد والخلود فيما قدموه له من الأعمال العظيمة والنبيلة والخيرية المتسامية فوق الضغائن والاحقاد وانانية حسابات مصالح الاشخاص والجماعات والفئات المنحصرة عقلاً وتفكيراً في نطاقات نزعات متخلفة تعود إلى ازمنة ما قبل نشوء الدولة الوطنية والتي لولاها لما وصلنا إلى ما نحن فيه من مخاطر الدمار والخراب والفرقة والتمزق والفوضى. ومن هنا ينبغي التأكيد على حقيقة أن المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية المزمنة فرصة لإنجاز تسوية تاريخية تصب في مصلحة الأطراف السياسية الموقعة عليها بصفة خاصة واليمن الوطن والشعب بصفة عامة.. وأي قصور في إدراك ذلك إنما هو مبني على منطق خاطئ وواهم يتوجب مراجعته وتصحيحه قبل فوات الأوان لأن الأشقاء في مجلس التعاون الخليجي والأصدقاء من المجتمع الدولي معنيون بتنفيذها وإيصالها الى الأهداف التي جاءت من أجلها وهذا واضح وجلي في دعمهم وإسنادهم وتأييدهم القوي لرئيس الجمهورية المنتخب عبدربه منصور هادي من غالبية اليمنيين الذين منحوه أصواتهم ثقة به وبالمبادرة الخليجية وموقف المجتمع الدولي المجسد في قرار مجلس الأمن 2014 لتكون قراراته مستمدة من شرعية شعبية وطنية يمنية وشرعية إقليمية ودولية وهي بهذا المعنى ملزمة التنفيذ وجوباً وفيها تتجسد مصلحة اليمن وأمنه واستقراره الذي هو من أمن واستقرار هذه المنطقة الحيوية والاستراتيجية للمصالح العالمية وهذه حقائق يفترض ان تكون نصب أعين الأطراف والقوى السياسية الداخلية وعليها استشعار المسؤولية النابعة من حرص صادق وقناعة اكيدة أن ضرورة ص4 واهمية إخراج اليمن من أزمته لا يكون إلاّ بالامتثال لقرارات الاخ رئيس الجمهورية عبدربه منصور هادي باعتبارها تصب في المسار العملي التطبيقي للمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية المزمنة، وهذا وبكل مسؤولية وبالتقدير الذي يليق بها، يتوجب النظر اليها والتعاطي معها برؤية وطنية واسعة قائمة على فهم ان الوطن أهم وأعظم بما لا يقاس من اية مشاريع صغيرة أو قناعات محدودة لهذا الطرف او ذاك وعلى الجميع ان يكونوا كباراً بحجم اليمن وتاريخه الحضاري العريق والعظيم، وليكونوا عند مستوى هذه المرحلة المهمة والحساسة ليكونوا صناع مستقبل آمن ومستقر ومزدهر تذكرهم به الأجيال القادمة بدلاً من ان يذكروا كمعادل هدم وخراب وتفرق لن يكونوا في منأى عن حكم التاريخ الذي لن يسامح مثل هكذا مسلكية غير مسؤولة. إن اليمن وأزمته والظروف والأوضاع الناتجة عن تداعيات احداثها بكل تداخلاتها وملابساتها اصبحت اليوم مفهومة للاخوة في مجلس التعاون الخليجي وللمعنيين الدوليين بالازمة اليمنية وحلها وهم الولاياتالمتحدةالامريكية والاتحاد الاوروبي وروسيا والصين وهؤلاء جميعاً يقفون مع الشعب اليمني ورئيسه المعبر عن إرادته ولن يسمحوا بعودته الى الوراء لان ذلك سيكون له انعكاسات وتبعات سياسية واقتصادية وأمنية واخلاقية سلبية بالغة الأثر وهم لن يسمحوا بها لأنها مرتبطة بضمان استقرار اوضاع الشرق الاوسط وسيكون لها أبعاد عالمية في هذا الاتجاه تأتي زيارة ممثل الأمين العام للأمم المتحدة جمال بن عمر ولقائه بالاخ رئيس الجمهورية، ورئيس الحكومة.. حيث عبر عن ذلك بوضوح في تصريحاته المؤكدة على الوقوف الداعم والمؤيد للأخ الرئيس عبدربه منصور هادي وقراراته التي هي من صلب تطبيق المبادرة الخليجية ومن ثم نجاحها في التغيير الذي سيضع اليمن على طريق غد اليمن الآمن والمستقر المتطور والمتقدم.