تشكل العملية التعليمية برمتها اساسا متينا وأرضية صلبة الاجيال متسلحة بالعلم والمعرفة وقادرة على العطاء والإنتاج والإبداع في كافة ميادين ومجالات الحياة اذا ما كانت هذه العملية مبنية على اسس علمية سليمة وراقية ومعاصرة سواء من حيث المناهج الدراسية لمختلف المراحل الدراسية الاساسية والثانوية وصولا الى الجامعية والدراسات العلياء او من حيث كفاءات وقدرات الطاقم التربوي المتمكن من ايصال مفاهيم وخامات تلك المناهج الي المتلقين من الطلاب الدارسين بطرائق وأساليب خلاقة ذات قدرة استيعابية مثلى ..او من حيث التطوير المستمر للقاعدة المادية التربوية الفنية .. ولهذا باعتقادنا ان الحديث عن العملية لتعليمية في بلادنا يظل ذات خصوصية متفردة ينبغي اثراءها بالأفكار والاطروحات التي التي ترتقي درجات عالية بمستوى التعليم بكافة مراحله .. فا الملاحظ ان المناهج التعليمية في بلادنا متدنية او شبة رتيبة خاصة في المراحل الاساسية التي تعتبر النواة الولى لنشاءه جيل قاد ر على استيعاب المعارف في المراحل اللاحقة بدون مشقة وعناء كبيرين كما هو حاصل اليوم لدى غالبية الدارسين في المرحلة الثانوية وما فوقها ..وهذه المعضلة بحاجة الى معالجات حقيقة من قبل المعنيين والمهتمين بالشأن التعليمي ..وتبرز في مفاصل هذة العملية اشكالية عالقة بالتعليم الفني والتدريب المهني الذي يعتبر ذات خصوصية عن سواه من المستويات التعليمية الاخرى باعتباره يؤهل الكادر الفني العلمي الوسطي بين الاساس والجامعي وفي تخصصات قابلة للاستيعاب في سوق العمل الذي هو حاجة ماسة لها اذا تطوير مستويات مناهجه ,لتنعكس قدرات ومهارات مخرجات هذا التعليم بشكل ايجابي وذات فاعلية في قطاعات السوق الاقتصادية في البلد . كما تبرز في مفاصل هذه العملية ايضا اشكالية اكثر تعقيدا تتمثل في الحصول على المقاعد الدراسية الجامعية في قطاع التعليم الحكومي فهناك من يحصل على تلك المقاعد وهم غير مؤهلين لها ولا تتناسب مع قدرتهم ومؤهلاتهم ودرجاتهم ..كل ذلك بالواسطة والرشوة او المحسوبية اجمالا ومثل ذلك المنح المنح الدراسية الجامعية او للدراسات العليا من المبتعثين الي الخارج .. حيث تختل الكثير من المعايير في هذا المنحى ويكون ابناء وأقارب المسئولين او ذات النفوذ على نصيب الاسد ,حتى وان كانوا غير مستوفين للشروط فيما يظل الكثير من ابناء المواطنين العادين حبيسين احلامهم وطموحاتهم برغم مستوياتهم الدراسية الممتازة وقدراتهم العلمية الرفيعة ..ولذا نرى امام حكومة الوفاق الوطني وذات الشأن بطموحات وتطلعاتى كل اليمنيين وكل شباب الوطن ايلاء اهتماما خاصا وإعادة النظر في هذه المسالة والتي ينبغي تنتفي من حساباتها المحسوبية او الجهوية المناطقية والحزبية وكل ما يفرق ويخلق روح الكراهية بين شباب الحاضر وجيل المستقبل حتى يستطيع الجميع الاسهام الخلاق الفاعل في بناء وطنهم ونقول ان الانسان هو اغلى ثروة نمتلكها.