أقر وزير الداخلية العراقي بيان جبر صولاغ بوقوع حالات تعذيب في سجن الجاديرية التابع لوزارة الداخلية، لكنه قلل من أهمية هذه القضية. واتهم صولاغ المعتقلين الموجودين بهذا السجن بأنهم من أخطر الإرهابيين، وأضاف في مؤتمر صحفي أن "بين هؤلاء مواطنين عربا إرهابيين من الذين قتلوا أولادكم من الوريد إلى الوريد"، رافضا الكشف عن أسمائهم أو جنسياتهم. ونفى الوزير العراقي أن يكون جميع المعتقلين من العرب السنة، وقال إن ملفات كل المعتقلين قانونية 100%، ولا يوجد ملف واحد دون قرار من القاضي. كما نفى صولاغ أن يكون السجن معتقلا "سريا"، مؤكدا أنه عبارة عن ملجأ بناه النظام السابق، وهو محصن ضد القنابل المتطورة، ويوجد فيه قاض وهيئة تحقيق تتكون من 29 ضابطا عراقيا. واتهم الوزير بعض الجهات ووسائل الإعلام بتضخيم القضية، وقال إنه ثبت أنه هناك سبع حالات فقط من أصل 170 أو 176 معتقلا تعرضوا للتعذيب، وتعهد بمعاقبة المتورطين في هذه الأعمال. من جانبها رفضت واشنطن مطالب قيادات العرب السنة بفتح تحقيق دولي محايد في انتهاكات حقوق الإنسان في العراق، واعتبرت أن التدابير التي اتخذتها الحكومة العراقية فعالة وكافية. وكان رئيس الوزراء العراقي المؤقت إبراهيم الجعفري قد أمر بإجراء تحقيق في فضيحة سجن الجاديرية. ويشار إلى أن الجيش الأميركي هو الذي عثر على المعتقلين أثناء عملية بحث عن صبي مفقود. وكان المعتقلون -وبينهم صبية- في حالة إعياء شديد من الجوع، وبدت على أجسامهم آثار تعذيب وحشي. وفي سياق ذي صلة بحقوق الإنسان اتهمت هيئة علماء السنة الحكومة العراقية بقتل أحد أعضائها.وقالت الهيئة في بيان لها إن قوات من استخبارات الداخلية اعتقلت مساء السبت الماضي عضو الهيئة الشيخ ياسر صلاح السامرائي، مع عدد آخر من المواطنين في حي الغزالية غرب بغداد، وأضافت أنه صباح أمس الأربعاء عثر على جثث أربعة منهم في مستشفى الطب العدلي، كانت من بينهم جثة الشيخ السامرائي، وعليها آثار التعذيب. من جهة أخرى حذر الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى من المبالغة في التوقعات بشأن النتائج المنتظرة للاجتماع التحضيري لمؤتمر الوفاق الوطني العراقي الذي سيبدأ السبت في القاهرة. ووصف موسى في مؤتمر صحفي الاجتماع بأنه خطوة أولى في مسيرة طويلة لتحقيق الوفاق الوطني العراقي، وبداية لحوار عراقي-عراقي، واعتبر موسى أن مشاركة كل القوى السياسية العراقية في هذا الحوار مؤشر على احتمالات نجاح المؤتمر. لكن موسى رفض الإجابة بوضوح عما إذا كان بعثيون سابقون سيشاركون في الاجتماع التحضيري، وقال "نحن لم نستبعد أي طرف، وإنما قللنا عدد الممثلين لكل طرف"، لكن مصدرا رفيعا بالجامعة أكد حضور بعثيين سابقين ضمن وفود مدعوة للاجتماع، مشددا على أنه تم الاتفاق على أسماء المشاركين بشفافية كاملة خلال المشاورات التي جرت مع كل الأطراف أثناء الإعداد للاجتماع. ميدانيا ارتفع اليوم إلى عشرة عدد الجنود الأميركيين الذين قتلوا في اليومين الماضيين، وذلك بإعلان الجيش الأميركي مقتل أحد جنوده من قوة "تاسك فورس" متأثرا بجروح أصيب بها قبل يومين جراء انفجار عبوة ناسفة في شمال غرب العاصمة العراقية. وفي الشأن الميداني قتل أستاذ جامعي وأصيبت زوجته بجروح خطيرة برصاص مسلحين مجهولين في بغداد، التي واجه فيها شرطي ومهندس عراقيان نفس المصير في حادثين منفصلين برصاص مجهولين. المصدر : وكالات