يشهد سوق تنظيم اللقاءات العاطفية عبر الانترنت ازدهارا بشكل جعل منه صناعة مربحة، فقد ذكرت بيانات اتحاد ناشري الانترنت أن إنفاق المستهلكين في السوق الامريكية بلغ 245.2 مليون دولار على خدمات اللقاءات العاطفية في النصف الاول من عام 2005 أي نحو 500 مليون دولار سنويا، وبزيادة 7.6 في المئة عن الفترة نفسها من العام الماضي، حيث يدفع كل مشترك نحو 30 دولارا شهريا مقابل فرصة التعرف على الراغبين في علاقة عاطفية. ويبدو أن سوء الحظ يلازم بعض الباحثين عن الحب عبر الانترنت، ليضاف إلى فشلهم خيبة وقوعهم ضحايا لعمليات نصب، قام بها أكبر موقعين لتنظيم اللقاءات العاطفية. احد هذين الموقعين هو موقع "ماتش دوت كوم"، الذي اتُهم بإرسال خطابات عاطفية مزيفة بالبريد الإلكتروني يكتبها موظفو الشركة التي تديرالموقع، لدفع مشتركيه إلى الاستمرار في دفع قيمة اشتراكاته، إلى جانب استخدام بعض العاملين للقيام بلقاءات عاطفية مع المشتركين، اذا لم يكن هناك من يرغب في ذلك. اما الموقع الآخر، وموقع "ياهو"، فقد اتهم بنشر بيانات لشخصيات وهمية ترغب في لقاءات عاطفية لتشجيع قراء الموقع على الاشتراك في خدماته. وتحدث تقرير نشرته صحيفة "السياسة" الكويتية، عن دعوى رفعها ثلاثيني أمريكي، هو ماثاو ايفنس، ضد الشركة المسؤولة عن موقع " ماتش دوت كوم"، أمام محكمة في لوس انجلوس. وقال ايفنس في دعواه، أنه تمكن، من خلال الموقع، الاتفاق على لقاء عاطفي مع إحدى السيدات، ليكتشف انها تعمل لدى الشركة بهدف اجتذاب العملاء. واضاف ان الشركة قامت بذلك "لانها ترغب في استمراره دفع قيمة الاشتراك في خدماتها، أملة أن يخبر غيره من العملاء عن تلك السيدة الجذابة التي تعرف عليها" من خلال الموقع. ولم تتطور العلاقة مع السيدة، كونها اعترفت له بعملها مع الشركة لاجتذاب العملاء، وأنها لا ترغب في الدخول في اية علاقة عاطفية. ويقول المحامي الامريكي سكوت ليفياند، الذي رفع الدعوى باسم ايفنس، ان ما قامت به الشركة المسؤولة عن ادارة الموقع يعد عملية تزييف من الناحية القانونية. ويضيف شارحاً: "من المفترض ان المشتركين في خدمات هذا الموقع وثقوا في ما تعلنه الشركة، وائتمنوها على بياناتهم الشخصية فما كان من هذه الشركة الا ان قامت بتضليلهم واستغلالهم". ورفضت الشركة التعليق على الاتهام، على اساس انها لا تتناول الامور المطروحة امام المحاكم، الا ان المتحدثة باسمها كريستين كيلي نفت تماما انها قامت بتوظيف البعض ليشاركوا في لقاءات عاطفية مع عملاء، الشركة او يقوموا بارسال خطابات عاطفية لهم. ورفع أمريكي ثان، هو روبرت انطوني من ولاية فلوريدا، دعوى قضائية ضد موقع "ياهو"، بعدما اكتشف أن موقعها ينشر بيانات عن شخصيات وهمية ليظهر عدد الراغبين في التعارف اكثر مما هو عليه الامر في الواقع. كما اتهم الشركة بمخالفة العقود وبالغش واستخدام ممارسات تجارية غير عادلة.