أكد الأخ عبد القادر باجمال رئيس الوزراء أن اليمن بخير مقارنة بما كانت عليه الأوضاع في البلاد قبل الوحدة ، مشيراً إلى أن هناك مسيرة إصلاحية تاريخية تسير بثقة في البلاد رغم كل الصعوبات المحلية والإقليمية والدولية. وقال باجمال في حوار مطول مع صحيفة " السياسة" الكويتية نشرته في عددها الصادراليوم إن المنحى الإصلاحي في اليمن يسير على أسس متينة تكرست بعد الوحدة واختيار سياسات اقتصادية واجتماعية ملائمة لواقع العالم الحديث واعتبر أن المعارضة تعيش واقعاً من الحرية يفوق بكثير ما تعيشه مثيلاتها في بقية الدول العربية فهي لها منابرها وصحفها وإعلامها ونوابها ومؤيدوها من دون أي تدخل من السلطة التي تتلقى نقداً لاذعاً بشكل دائم من إعلام المعارضة. ورداً على سؤال حول مفهوم الرسالة الأبدية في الدول العربية ومدى انطباقه على فخامة الرئيس علي عبدالله صالح قال باجمال أن رئاسة صالح الأبدية غير واردة لكنه أكد أن رغبة الرئيس بعدم الترشيح للرئاسة خلال الانتخابات المقبلة لا تلقى قبولاً عاما كما يشاع، إلى أن هناك أجندة يتعين عليه أن يكملها بصفته رائد لهذه المرحلة. وقسم باجمال رئاسة فخامة الرئيس إلى مرحلتين ما قبل الحرب وما بعدها حيث لكل منهما مقتضياته، مؤكداً أن البلاد ما زالت فعلاً بحاجة إلى علي عبدالله صالح وأعاد باجمال أزمة البطالة في صفوف الخريجين الجامعيين إلى ضعف قدرة القطاع الخاص الناشئ مع التحول الرأسمالي وإلى كون الدولة لم تعد اشتراكية راعية لكل الشعب اقتصادياً ,وقال إن برامج مكافحة الفقر ستتركز على تنمية المدن الساحلية ولا سيما عدن والحديدة الأكثر تضرراً من التحول الاقتصادي. وذهب باجمال إلى القول أن النظام الاشتراكي الذي كان سائدا في البلاد حول الجميع إلى موظفين لكنه في النهاية عجز عن دفع أجورهم وقال منتقدا سياسات التعبئة الجماهيرية على حساب الاقتصاد ورثنا طابوا طويلا من أناس منتمين إلى اتحاد الفلاحين واتحاد النساء.. " وكل هؤلاء هتيفة في مهرجانات بالروح بالدم". ورفض باجمال استخدام مصطلح جرعات اقتصادية لتسمية برنامج حكومته متحدثاً عن عملية إصلاح شاملة تتمثل في حزمة من الإجراءات والقواعد والقوانين، مشيراً إلى أن أثرها الإيجابي سيظهر سنه بعد أخرى. ورداً على سؤال حول تصنيف المنظمة الدولية للشفافية اليمن كأحد أكثر البلدان فسادا في العالم قال باجمال إن تقارير هذه المنظمات تأتي بناء على معطيات من أصحاب مصالح متعددة وأصحاب صراع قد يكونون هم أحد أهم عناصر الفساد. وفي الشأن الدولي أكد باجمال أن فخامة الرئيس علي عبدالله صالح هو من أكثر الزعماء صراحة في حواراته مع المسئولين في الولاياتالمتحدةالأمريكية ، موضحاً أن الطلبات الأمريكية من دول المنطقة تركز على المواضيع والقضايا التي تتورط فيها واشنطن مثل العراق وأفغانستان وغوانتانامو... واعتبر أن طلبات أمريكا ليست مستحيلة التحقيق إذ جرى الحوار مع الأمريكيين من دول الانطلاق من منطق الرفض المسبق لكنه شدد على أن " السيادة الوطنية هي العنصر الأساسي في أي علاقة دولية وفيما عدا ذلك فنحن جزاء من الحرب العالمية على الإرهاب". وعلق باجمال على تصريح شهير لفخامة الرئيس علي عبدالله صالح في هذا الخصوص هو " أن نحلق لأنفسنا قبل أن يحلقوا لنا " موضحاً أن الرئيس يقصد ألا نتباطأ في إجراءات مطلوبة للمستقبل وأن نمتلك المبادرة والحكمة للتصرف قبل أن يطلب الآخرون. وحول العلاقات مع المملكة العربية السعودية قال باجمال إن الجغرافيا انتقلت من حالة شك وريبة إلى واقع ثقة وشراكة سياسية واقتصادية، معتبراً أن المملكة هي وحدها من الدول الإسلامية والعربية قادرة على إكمال مسيرة اليمن نحو عضوية مجلس التعاون لدول الخليج العربية. وعن العلاقات اليمنية – الكويتية قال باجمال إن العلاقة لم تعد متوجسة كما في السابق وأن جسوراً من الثقة بدأت بالتكون بين البلدين. وأكد أن العلاقة القديمة مع رئيس الوزراء الكويتي الشيخ صباح الأحمد ساهمت في نمو العلاقات مؤكداً " إننا نجدد الماضي مع الكويت ولا نصنعه ".