رجحت مصادر اقتصادية إقليمية أن توقع دول مجلس التعاون العربي ودول الاتحاد الأوروبي اتفاقية للتجارة الحرة بينهما قبل نهاية 2006، لكنها اعترفت بوجود بعض العقبات "هنا وهناك". وقال الدكتور حمد البازعي المنسق العام لمفاوضات دول مجلس الخليج ودول الاتحاد الأوروبي ووكيل وزارة المالية للشؤون الاقتصادية في المملكة: "أعتقد أننا الآن قريبون من التوقيع مع الجانب الأوروبي (بخصوص اتفاقية التجارة الحرة) قبل نهاية 2006، كما أن المسؤولين في دول مجلس التعاون مهتمون ويتابعون المفاوضات للانتهاء منها في أسرع وقت ممكن لأنه يحقق مصالح دول المجلس". ولفت البازعي إلى أن الاجتماعات التي شهدتها الرياض اليوميين الماضيين تعتبر استكمالا لاجتماعات لم تكن مجدولة بعد اجتماعات بروكسل، "ومن المهم أن نكمل هذه المفاوضات لإنهاء بعض الموضوعات العالقة بين الطرفين". وأضاف المنسق العام لمفاوضات دول مجلس الخليج ودول الاتحاد الأوروبي، أنه كان هناك اجتماعات على المستوى الفني من خلال لجان فنية وذلك في مجال المشتريات الحكومية، الاستثمارات، والخدمات منذ الثلاثاء الماضي، مبينا أن النقاشات كانت مطولة لحصر النقاط المعلقة والبت في بعضها والعمل على حصر النقاط التي تحتاج إلى العودة إلى سلطات البلدان المتفاوضة. وقال: "الآن تم تحقيق الهدف من بعض النقاط وما بقي إلا القليل منها حيث سيكون هناك لقاء في الأسبوع الثاني من شهر شباط (فبراير) 2006 في الرياض للجنة الاستثمار والمشتريات الحكومية والخدمات". وبيّن البازعي أنهم يسعون لإنهاء الاتفاقية قبل عقد الاجتماع الوزاري المشترك بين دول المجلس ودول الاتحاد الأوروبي الذي سيعقد إما في آذار (مارس) وإما في نيسان (أبريل) العام المقبل. وأشار المنسق العام لمفاوضات دول مجلس الخليج ودول الاتحاد الأوروبي إلى أن المفاوضات خلال الأشهر الستة الماضية حققت تقدما ملموسا وكبير حيث استطاع الجانبان حصر النقاط العالقة في هذا الملف التي تحتاج إلى الحديث والنقاش في الجولات المقبلة من المفاوضات، حيث إن كل طرف حدد النقاط والقوائم على عرض الجانب الآخر، كما تم طلب تحسين بعض متطلبات النقاط لكل جانب في الدول المتفاوضة، مضيفا أن المفاوضات حققت شوطا كبيرا في حصر النقاط التي يجب أن يسهلها الطرف الآخر، وزاد :"صحيح أن المفاوضات أخذت بعض الوقت، لكن كانت هناك متطلبات لكل جانب، ومن أبرزها الاتفاق على الاتحاد الجمركي الذي بدأ تطبيقه في الماضي، كما أن زخم المفاوضات بعد الاتفاق تكثف خلال السنوات الأربع الماضية". وأبان أنه ما زالت هناك مناقشات "بسيطة" لموضوعات التونة والبتروكيماويات والألمنيوم حيث إن الطرف الأوروبي قدم عرضه في هذا بعد انتهاء موضوع مناقشة السياسة تأثير الغاز الذي كان التفاوض بشأنه في منظمة التجارة العالمية. واستبعد البازعي أن يجري الاتحاد الأوروبي مفاوضات أحادية مع كل دول في المجلس على شكل منفرد، مؤكدا أن الاتحاد عبر عن رغبته في التوقيع مع دول الخليج بشكل كامل، كما أن دول الخليج ترغب أن يكون التفاوض مع الاتحاد بشكل جماعي لأنه يصب في مصلحة دول المجلس ودول الاتحاد الأوروبي. يشار إلى أن المفاوضين الأوروبيين واصلوا أمس مباحثاتهم في الرياض مع ممثلي دول مجلس التعاون الخليجي، بشأن اتفاقية التجارة الحرة بين أوروبا ودول الخليج. ويأمل المفاوضون تحقيق تقدم ملحوظ في عدد من الموضوعات المدرجة على جدول الأعمال والمهم منها المتعلقة بالخدمات، الاستثمارات، المشتريات العامة، المواد الصناعية، الصناعات الأولية، القوانين الخاصة بالمنشأ، وصيد الأسماك . "الاقتصادية"