قال سليم الحص رئيس وزراء لبنان الأسبق أن حالة عدم الاستقرار والنزاعات التي القائمة في الشرق الأوسط تعتبر نتيجة لسياسية الإدارة الأمريكية التي تسعى الى تغيير الخريطة السياسية لهذه المنطقة. وقارن سليم الحص اغتيال رئيس وزراء لبنان الأسبق رفيق الحريري بزلزال أصابت هزاته منطقة الشرق الأوسط كلها. وأضاف الحص لوكالو "نزفستي" أن لبنان يعاني من عواقب هذه المأساة حتى الآن. وقد أتى اغتيال جبران تويني نائب البرلمان اللبناني المدير العام لصحيفة "النهار" مؤخرا تأكيدا على ذلك. ومن الواضح بالنسبة للحص أن اغتيال تويني والشخصيات السياسية والاجتماعية اللبنانية الأخرى هو لصالح أعداء لبنان والعالم العربي. وقال الحص إنه لا يستبعد أن الموساد الإسرائيلي كان وراء اغتيال الحريري من أجل إثارة الفوضى في المنطقة. وهو على يقين من أن زعزعة الوضع في المنطقة تتفق والأهداف البعيدة المدى لإسرائيل والولاياتالمتحدة التي تساندها. ويقول إن الأعمال الإرهابية في لبنان موجهة ليس ضد لبنان وسوريا بل منطقة الشرق الأوسط الكبير كلها. ويرى سليم الحص أن واضعي هذا "المشروع" يسعون الى إنهاء فكرة الوحدة العربية وتقسيم البلدان العربية الى دويلات صغيرة غير حيوية تتخاصم فيما بينها ولن تشكل أي خطر على إسرائيل. وستصبح هي بالذات جزءا من الشرق الأوسط الكبير. وبإرادة من الولاياتالمتحدة تم وضع بلد آخر في المنطقة – العراق على فوهة بركان.. ويرى أن ثورة هذا البركان تهدد العراق بحرب أهلية. وإذا حدث ذلك فإن عواقب الأحداث في العراق ستؤثر أكبر تأثير سلبي في بلدان الجوار - إيران وتركيا وسوريا ولبنان ودول الخليج العربية. وأضاف الحص أن سيناريو العراق إذا تكرر في سوريا أيضا فإن هذا سيعني نهاية المنطقة كلها. ولا توجد أية أدلة على أن الوضع في النقطة الرئيسية الثالثة للشرق الأوسط أي فلسطين سيتغير نحو الأحسن. ويتوقع سليم الحص أن يبقى الفلسطينيون محرومين من حقوقهم وكرامتهم وحقهم في أن تكون لهم دولتهم. ولهذا ستشتد مقاومة الشعب الفلسطيني في العام القادم على خلفية محنه وأعمال العدوان والاغتيال والعنف التي يقوم بها الجانب الإسرائيلي. وسوف تؤدي سياسة الغرب المزدوجة أيضا إلى زيادة المقاومة. وفي الوقت الذي يعتبرون فيه العمليات المسلحة للفلسطينيين والعراقيين أعمالا إرهابية حالا يصفون أعمال الإسرائيليين المماثلة حتى وإن ارتكبت في الأراضي المحتلة بأنها دفاع عن النفس بينما تُعتبر أعمال الأمريكيين دفاعا عن الديمقراطية وحقوق الإنسان والحريات في العالم. ولا يرى سليم الحص أن هدف سياسة الولاياتالمتحدة في العراق هو إحلال الديمقراطية فيه.." إذ أن واشنطن تخفي في الواقع جرائمها في العراق بشعارات الديمقراطية". وقال الحص أن الديمقراطية لا تقتصر على الانتخابات. وأن الانتخابات في العراق وفلسطين ليست مؤشر بعد للديمقراطية الحقيقية التي لا يمكن أن تكون في ظل الاحتلال والعدوان وانعدام الحريات.