تصاعدت الضغوط الدولية بقيادة الولاياتالمتحدة على الحكومة السودانية، لقبول نشر قوات دولية بإقليم دارفور المضطرب لتتسلم مهمة حفظ السلام من الاتحاد الأفريقي.وقال البيت الأبيض الأميركي إن الرئيس جورج بوش أبلغ نظيره الفرنسي جاك شيراك ضرورة أن يضطلع حلف شمال الأطلسي (الناتو) بدور في الأزمة. وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي إن بوش عبر عن قلقه للوضع المتدهور في إقليم دارفور غرب السودان، وطالب بدور فعال للناتو في الجهود الدولية. وحثت واشنطنالأممالمتحدة على أن تسارع باستكمال خطتها لتشكيل القوة الدولية. وأعلن المتحدث باسم الخارجية الأميركية آدم إيرلي أن هناك قوة دفع متزايدة باتجاه تولي قوة تابعة للأمم المتحدة المهام من القوات الأفريقية. واعتبر أن من مصلحة الجميع قبول ذلك، وقال إن الوضع في دارفور غير مقبول ويحب القيام بتحرك سريع لإنهاء النزاع. إلا أن المتحدث الأميركي قال إنه لا يمكن الحديث حاليا عن موعد محدد لعقد اجتماع لمجلس الأمن لاتخاذ قرار نشر القوات الأممية غرب السودان. من جهته كشف وزير الخارجية السوداني لام أكول عن ضغوط أميركية وأوروبية على مجلس الأمن والسلم التابع الاتحاد الإفريقي، لإجباره على تقديم مقترح بنقل مهمته بدارفور إلى الأممالمتحدة. وحذر الوزير السوداني في كلمة ألقاها أمام البرلمان من حرب جديدة بين القوات الأممية والقبائل الرافضة لتدخلها، وجدد في تصريحات له رفض الخرطوم نشر القوات الأممية مؤكدا أن ما ينقص القوات الأفريقية فقط هو التمويل.وسيتخذ وزراء الخارجية الأفارقة قرارا نهائيا أوائل الشهر المقبل بخصوص احتمال تسليم المهمة للأمم المتحدة. وقال رئيس بعثة الاتحاد بالسودان بابا غانا كينغيبي في بيان له إن نقل التفويض إلى الأممالمتحدة "أمر لا يمكن تجنبه على المدى الطويل". من جهته ذكر مبعوث الاتحاد الأوروبي بيكا هافيستو أن محادثات السلام بين الحكومة ومتمردي دارفور بمرحلتها الأخيرة، لكن تدهور الامن على الأرض قد يعرقل تنفيذ أي اتفاق. من جهته حذر وزير التنمية الدولية البريطاني هيلاري بين في مؤتمر صحفي بالخرطوم من أن صبر العالم بدأ ينفد تجاه البطء في عملية السلام، وقال إن المساعدات الدولية لا يمكن أن تستمر للأبد. ويرى الغرب أن القوة الأفريقية البالغ قوامها نحو 7 آلاف جندي، فشلت في وقف هجمات المتمردين والمليشيات المسلحة على المدنيين. من جهته ينفى مبعوث الأممالمتحدة يان برونك اتهامات الخرطوم بتحريض الاتحاد الأفريقي على نقل تفويض مهمته التي تنتهي رسميا يوم 31 مارس/آذار المقبل إلى المنظمة الدولية. واقترح الشهر الماضي توسيع نطاق هذه المهمة بنشر 20 ألف جندي تحت راية الأممالمتحدة.