سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
فيما لقي أكثر من 25 شخصاً مصرعهم في هجوم على مصنع للطوب قرب بغداد:جنرال أمريكي يتوقع نشوب حرباً أهلية بالعراق ومحللون يرون أن ذلك سيكون اختبارا صعبا للجيش الامريكي
قال قائد القوات الامريكية في العراق ان أزمة العنف الطائفي التي ثارت بسبب تفجير مزار شيعي الاسبوع الماضي قد مرت لكنه رفض استبعاد احتمال نشوب حرب اهلية. وقال الجنرال جورج كيسي للصحفيين في وزارة الدفاع الامريكية (البنتاجون) عبر دائرة تلفزيونية مغلقة من العراق انه لم يتخذ قرارا بعد بشأن ما اذا كان سيقدم توصية لوزارة الدفاع والرئيس جورج بوش بخفض مستوى القوات الامريكية في العراق. واضاف ان مثل هذه التوصية ستقدم خلال الربيع. وتساءل كيسي "هل العنف اصبح خارج نطاق السيطرة؟ بالتأكيد لا. الازمة مرت الان على ما يبدو." وتابع "ولكن يجب علينا جميعا ان ندرك ان العراقيين ما زالوا تحت تهديد الهجمات الارهابية التي يقوم بها اشخاص لا يتورعون عن القيام باي شيء لتقويض تشكيل حكومة منتخبة دستوريا.. حكومة وحدة وطنية تمثل جميع العراقيين." واندلع العنف الطائفي بعد تفجير المسجد الذهبي في سامراء يوم 22 فبراير شباط وهو واحد من الاضرحة الاربعة المقدسة لدى الشيعة في العراق. وعندما سئل عما اذا كان العراق يدنو من الحرب الاهلية او قد ينزلق في مثل هذا الصراع قال كيسي "اي شيء يمكن ان يحدث." واستطرد كيسي قائلا "ولكن اعتقد انه ما دامت قوات التحالف تعمل هنا على الارض مع قوات الامن العراقية وتظل الاغلبية الكبيرة من الشعب العراقي ملتزمة بتشكيل حكومة وحدة وطنية وهو ما اعتقد تماما انهم يفعلونه.. فانني اعتقد ان فرص تلك (الحرب الاهلية) ليست جيدة. من جانبهم قال خبراء ومحللون دوليون إن اندلاع حرب اهلية في العراق سيكون اصعب اختبار للجيش الامريكي منذ الغزو في عام 2003 .. مشيرين إلى أن القوات الامريكية قد ترغم حتى على الانسحاب من العراق في حال اندلعت مثل هذه الحرب. واودت عمليات قتل طائفية منذ تفجير مزار شيعي في 22 فبراير شباط بحياة مئات الاشخاص مما هدد باندلاع صراع أشد فتكا من العمليات المسلحة التي يقودها السنة منذ ثلاثة اعوام. ولقي حوالي 2300 جندي امريكي حتفهم بالفعل في العراق لكن مخاطر سقوط قتلى ستتضاعف اذا استدرجت القوات الامريكية لصراع تصبح فيه هدفا للمقاتلين من جميع الاطراف. وقال تيد كاربنتر المحلل الدفاعي في معهد كاتو بواشنطن "في حالة اندلاع حرب اهلية شاملة.. والعراق قريب جدا من تلك النقطة فيما يبدو.. حتى القوات التي يبلغ قوامها 134 الف جندي يمكن ان تكون في موقف تتعرض فيه لخطر شديد لاسيما عندما تفكر في عدد القوات المقاتلة حقيقة هناك." فكثير من القوات الامريكية في العراق افراد امداد وتموين. ولا يتوقع ان يكون للجنود المقاتلين البريطانيين والاستراليين تأثير كبير في حالة اندلاع حرب اهلية. وقد يحاول الجيش تقوية عزيمة القوات العراقية للحفاظ على سلطة الحكومة بنقل فرقة امريكية اخرى قوامها 20 الف جندي او اضافة قوات خاصة. لكن ذلك سيعتمد على بقاء القوات العراقية والشرطة التي دربها الامريكيون على ولائها للحكومة الوطنية خلال ازمة وليس للزعماء الدينيين او الميليشيات الطائفية والعرقية التي كان كثير منهم ينتمون اليها في السابق. وفي اسوا الحالات قد تضطر القوات الامريكية للانسحاب تاركة الشيعة والسنة العرب يتقاتلون مع احتمال ان تمزق صراعات اخرى البلاد. وقال كاربنتر "يمكن ان تواجه مواقف تقع فيها اشتباكات مسلحة شاملة بين الفصائل المتصارعة". واضاف "واذا تفجرت تلك الانقسامات متحولة الى عنف على نطاق واسع سيصبح الجيش الامريكي في موقف يائس." وذكر بالتدخل في لبنان بعد الغزو الاسرائيلي عام 1982. وانسحبت القوات الامريكية بعد التفجير الانتحاري لثكنات مشاة البحرية الامريكية في بيروت في عام 1983. وأرغمت ميليشيات مسلمة موالية لسوريا في ذلك الوقت الرئيس المسيحي في لبنان على الغاء اتفاق برعاية الولاياتالمتحدة مع اسرائيل. وتقول بعض الميليشيات العراقية بالفعل انها ستدافع عن مناطقها دون الاعتماد على قوات حكومية ينظر اليها على انها لا يمكن الاعتماد عليها او متحيزة. وحث رجال دين جماعاتهم على الدفاع عن المساجد. واظهرت فرق حراسة الاحياء. وبعد مقتل خمسة اشخاص في تفجير حافلة صغيرة هذا الاسبوع في ضاحية الصدر الشيعية الفقيرة في بغداد قال مسؤول في جماعة رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر ان ميليشيا جيش المهدي ستضطلع بالمهام الامنية. وتعهد الجيش الامريكي الذي وجه ضربات موجعة لجيش المهدي بقيادة الصدر خلال انتفاضتين في عام 2004 بالحيلولة دون حدوث هذا. وقال الميجر جنرال ريك لينش وهو متحدث باسم الجيش الامريكي "لن نسمح نحن ولا الحكومة العراقية له بالسيطرة على امن اي منطقة بالعراق." واتهم السنة العرب الذين يشكون في ان جيش المهدي وراء الكثير من عمليات القتل الانتقامية منذ فترة طويلة وزارة الداخلية التي يسيطر عليها الشيعة بادارة فرق اعدام ردا على هجمات المسلحين على الشيعة وهو اتهام تنفيه الوزارة. وللاكراد الذين قاتلوا الى جانب القوات الامريكية في الغزو تمثيل كبير في الجيش العراقي الجديد. وكتب المحلل الامريكي ستيفين بيدل تقريرا مؤخرا شكك فيه في سياسة الادارة الامريكية فيما يتعلق بتسليم المسؤولية الامنية للقوات العراقية وقال "ينظر السنة في العراق الى قوات الجيش والشرطة الوطنية باعتبارها ميليشيا شيعية كردية تعيش على المنشطات." واضاف بيدل وهو زميل بارز في سياسة الدفاع بمجلس العلاقات الخارجية ان "اخراج الولاياتالمتحدة من الصورة يعني ابعاد الطرف الاكثر ولاء لفكرة عراق مستقر وتعددي". ولا يزال الجيش الامريكي على الارض يمثل الثقة حتى في الوقت الذي يعترف فيه الضباط بان الكثير من العراقيين يشعرون بالخوف الشديد. وقال الكولونيل مايك بيتش وهو قائد اللواء الرابع بالفرقة الرابعة مشاة "هناك قدر كبير من التوتر وعدد كبير من الناس يشعرون بالخوف" مضيفا ان الشائعات تغذي المخاوف. واضاف بيتش "نتلقى مكالمات يوميا تقول ان مسجدا به حريق لكنها في الحقيقة كومة من النفايات (تحترق)". ويصر الرئيس الامريكي جورج بوش على ان بناء قوات امن عراقية وتعزيز حكومة وحدة وطنية عراقية سيؤديان في نهاية الامر الى استقرار العراق ويسمحان بعودة القوات الامريكية الى بلادها. واستبعد اعلان اي جدول زمني للانسحاب قائلا ان هذا سيعطي المبادرة للمقاتلين المصممين على هزيمة امريكا. كما انه يرفض فكرة ان العراق يواجه حربا اهلية. ويحذر بعض المحللين من اي استنتاجات متعجلة. وقال انتوني كوردسمان المحلل العسكري في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية في واشنطن "الناس يريدون ان يتحرك التمرد في اتجاه واضح عندما يحدث ما يسوء لكن الامر يستغرق بضعة اسابيع ليتضح ما اذا كان هناك نمط. اعتقد انه من السابق لأوانه الحكم على ذلك هذا وكانت الشرطة أعلنت ان عشرات ممن يشتبه بانهم من المسلحين السنة هاجموا بلدة صغيرة قرب بغداد عند الغسق يوم الخميس وقتلوا 25 شخصا على الاقل وربما اكثر من ذلك. وقال علاء عبد الصحاب اللامي رئيس المجلس المحلي لبلدة النهروان لرويترز ان الشرطة انتشلت 21 جثة معظمها لعمال مهاجرين من الشيعة من مصنع للطوب بالبلدة. واضاف ان اربع جثث اخرى نقلت من محطة محلية للطاقة. وكان هذا احد اكثر الحوادث دموية في العراق بعد عشرة ايام من العنف الطائفي والذي دفع العراق الى حافة حرب اهلية بعد تفجير مزار شيعي في 22 فبراير شباط . وفي الاسبوع الماضي قتل 47 شخصا قرب النهروان بعد حضور ما وصفته الشرطة بمظاهرة تدعو الى وحدة المسلمين. وقالت مصادر الشرطة ووزارة الداخلية العراقية في بغداد انها لا تستطيع تأكيد مجمل عدد القتلى ولكنها قالت ان تسعة حراس في محطة للكهرباء قتلوا الى جانب عمال "كثيرين" بالمصنع.. وقال لامي "كان هجوما طائفيا." واضاف ان الشرطة تخشى من احتمال العثور على جثث اخرى في مصنع الطوب. وقال مسؤول بوزارة الداخلية في بغداد"نفهم انه توجد جثث في كل مكان حول المصنع ..في الحقول.. "الشرطة لا تستطيع اخراجها كلها لانها تخشى الدخول دون مزيد من الحماية العسكرية." وقالت عدة مصادر بالشرطة ان اكثر من 50 مسلحا يعتقد انهم من المسلحين السنة المتحالفين مع القاعدة ويتمركزون في محافظة ديالا دخلوا البلدة فيما بين الساعة الخامسة مساء والسادسة مساء . وقالوا انهم هاجموا ودمروا محطة الكهرباء المحلية وقتلوا تسعة اشخاص قبل ان ترد وحدات الجيش الامريكي والجيش العراقي. ولدى انسحاب المسلحين اقتحموا مصنع الطوب وبدأوا في قتل العاملين هناك. وقال متحدث عسكري امريكي في بغداد انه لا يعرف شيئا عن الحادث. وقال لامي ان من بين 21 جثة انتشلت من المصنع ونقلت الى مركز الشرطة في النهروان كانت هناك جثة لامرأة وثلاث جثث لاطفال من بينهم طفلة عمرها نحو ست سنوات. وكثيرون من القتلى كانوا مصابين بطلقة واحدة في الجبهة. (رويترز):