خيرات الوحدة المباركة لا تعد ولا تحصى.. والإنسان اليمني حقق فيها حاضره ومستقبله الوحدة اليمنية أعظم منجز حضاري وإنساني تحقق في القرن العشرين توجيهات الرئيس مهدي المشاط بتفعيل وزارة الحوار الوطني ومشروع المصالحة الوطنية دول العدوان وبالذات السعودية والإمارات تدفع باتجاه خلق كيانات لا صلة لها بما يسمى الشرعية سيناريوهات غبية تُظهر للناس بأن دولتي الغزو والاحتلال مختلفتان بينما ما يحدث عبارة عن تقاسم أدوار عام رابع للصمود والثبات مفخرة لليمن العظيم وجيشه البطل ولجانه الشعبية المجاهدة نحني الهامات للأبطال المجاهدين في مختلف الجبهات إجلالاً وإكباراً واعتزازاً بتضحياتهم مارس العدوان الأعرابي بحق أهلنا في عدن أبشع أنواع التعذيب وعاقبوهم بحرمانهم من خدمات الكهرباء والمياه والانفلات الأمني نقل السفارة الأمريكية للقدس فصل جديد لتصفية القضية الفلسطينية لصالح المشروع الصهيوني اليهودي
في مرحلة حساسة من مراحل الصمود والثبات في مواجهة العدوان السعودي الصهيوأمريكي, والانتصار لقيم الحرية والعدالة والتحرر والاستقلال.. ينبري معادن الرجال الأوفياء للوطن والأرض اليمنية, صادحين بالقول الفصل, والمواقف الثابتة التي تجسد عظمة الإنسان اليمني قولاً وفعلاً.. رئيس مجلس الوزراء الدكتور عبدالعزيز صالح بن حبتور خص صحيفة «26سبتمبر» في ذكرى العيد الوطني ال28 للجمهورية اليمنية, بحوار شفاف وصادق تناول فيه العديد من القضايا الوطنية الهامة.. إلى نص الحوار: حوار/ عبدالحميد الحجازي- احمد فرحان- الفضل العليي وشعبنا اليمني العظيم يحتفل بالذكرى ال28 لقيام الجمهورية اليمنية.. ماذا يمكنكم القول عن أهمية هذا الإنجاز الوطني التاريخي؟ شكراً كثيراً لكم في صحيفة «26سبتمبر» الغراء على إجراء الحوار معنا في هذه الظروف الاستثنائية من تاريخ شعبنا اليمني العظيم المقاوم لكل أشكال الظلم والعدوان, هذا الشعب اليمني الأصيل يتصدى اليوم لأبشع عدوان عرفته الجزيرة العربية وربما الإقليم والعالم.. فبإمكاناتنا المحدودة وبصلابة جيشنا ولجاننا الشعبية نتصدى لعدوان أكثر من 15 دولة تقودهم أغنى وأبشع دولة في العالم الإسلامي كله هي المملكة السعودية ومشيخة الإمارات, وحتى في هذا الشهر الرمضاني الفضيل لازالت تحوم فوق رؤوس الشعب طائراتهم وقصف بوارجهم ونستقبل في كل ساعة تقريباً صواريخهم وقنابلهم العنقودية وغيرها وكلها تُصب فوق رؤوس شعبنا الصائم القانت الصابر والمجاهد, لكن بثبات وعزم قل نظيره بالعالم, ويذكرنا صمود شعبنا أمام الغُزاة السعوديين والإماراتيين بصمود الشعب الفيتنامي البطل في وجه المارينز الأمريكي حتى أجبروه على الهروب والرحيل من أرض فيتنام, وما أشبه الليلة بالبارحة.. وحول سؤالكم بمناسبة احتفاء شعبنا اليمني العظيم بأعياد الوحدة اليمنية وبالذكرى ال28 لقيام الوحدة اليمنية المباركة في ال22 من مايو 1990م, هنا أتذكر قصيدة للشاعر اليمني الكبير عبدالله عبدالوهاب نعمان والتي تحولت إلى النشيد الوطني للجمهورية اليمنية, يرددها الجميع بدون استثناء وحدتي.. وحدتي.. يا نشيداً رائعاً يملؤ نفسي *** أنت عهد عالق في كل ذمه. رايتي.. رايتي.. يا نسيجاً حكته من كل شمس *** أخلدي خافقة في كل قمة. أمتي.. أمتي.. امنحيني البأس يا مصدر بأسي *** وأذكريني لك يا أكرم أمة. بهذه الأبيات الشعرية البليغة العميقة المعنى والدلالة أجيب على سؤالكم, فالوحدة اليمنية أعظم منجز حضاري وإنساني تحقق في القرن العشرين لليمانيين, إذ التأمت الأسر اليمنية وتفجرت مواهب أبنائها في كل المجالات وتآخى المواطنون من جديد بعد انفصال قسري فرضه المحتلون البريطانيون والأتراك على شعبنا لردحٍ طويل من الزمان.. وخيرات الوحدة اليمنية لا تعد ولا تحصى من الناحية الإنسانية والسياسية والاقتصادية والاستراتيجية, وحقق الإنسان اليمني فيها حياته وحاضره ومستقبله.. مكائد ودسائس ضد الوحدة واجهت الوحدة المباركة منذ اليوم الأول لاستعادتها في ال22 من مايو 1990م الكثير من التحديات والمخاطر.. كيف تصفون طبيعة المعضلات والتحديات التي واجهت مسارات الجمهورية اليمنية؟ نعم.. نعم الوحدة اليمنية ومنذ اليوم الأول واجهت تحديات كبيرة كادت أن تعصف بها نهائياً لولا حزم القيادة السياسية آنذاك وفهمها لوضوح المشروع التآمري الخبيث على دولة الوحدة, والذي خططت له الدوائر الاستخباراتية المحيطة باليمن وكذا الصادرة من دوائر الغرب الاستعماري, لهذا قاوم الشعب اليمني كل أشكال التآمر والوقيعة بين أبنائه.. وأصبحت اليوم الأمور والمعلومات واضحة بان عدداً من دول مجلس التعاون الخليجي دبرت المكائد والدسائس ضد استمرار دولة الوحدة وخلقت جملة من العراقيل لكي تئد الوحدة في مهدها, ولولا صمود الشعب اليمني وحسم الأمور والمعركة فيما سُمي بحرب تثبيت الوحدة آنذاك في صيف 1994م ربما قد دخلت دولة الوحدة آنذاك في مأزق الانفصال, لأن قيادة الحزب الاشتراكي اليمني حينها تماهت مع مخطط السعودية بإعادة تقسيم اليمن إلى ما قبل الوحدة, ألا ترون أن المشروع التقسيمي لازال هو المشروع وأن العدوان الذي شُن على اليمن في ال26 من مارس 2015م يريد تحقيق ما فشلوا فيه في يوليو 1994م, هكذا هي المشاريع القذرة لا يتوانى أصحابها من إعادة تكرارها مرات ومرات.. سجون عدن تشهد عليهم من وجهة نظركم.. كيف ترون طبيعة تلك الممارسات العدوانية للاحتلال الأعرابي في المحافظات الجنوبية خصوصاً في محافظتي عدن وجزيرة سقطرى؟ دول العدوان على اليمن بدأت عدوانها وهي تسعى لتحقيق أهدافها, فحينما احتلت عدن في بادئ الأمر في يوليو 2015م.. أنزلت مرتزقتها من الجنجويد السودانيين والسنغاليين ومجرمي البلاك ووتر من جميع مرتزقة العالم وتشكيلات تنظيم القاعدة والإرهابيين واللصوص والمرتزقة وعملائهم من اليمنيين وأنزلت معهم أطنان من الذخائر والأسلحة, وفريق من المرتزقة الذين قاموا بسجن واختطاف الشرفاء من اليمنيين القاطنين في عدن وضواحيها, وبدأت بأساليب التحقيق والتعذيب والاغتيال, كل ذلك تشهد عليها سجون عدن الرسمية والخاصة, وتحولت إلى سجن "أبو غريب العدنية" مارسوا في تلك السجون أبشع أنواع التنكيل والتعذيب بأهلنا في عدن على أمل إخضاعهم وتركيعهم بشكل دائم, لكن كل المعلومات تشير إلى أنهم فشلوا في ذلك.. ومارس الغُزاة الأَعْرَاب عقاباً جماعياً بحرمان عدن وضواحيها من جميع خدمات الكهرباء, والمياه, والنظافة والأمن العام, وكل ذلك انتقاماً لعدم انصياع اليمنيين لرغباتهم الاحتلالية, عدا الخونة من اليمنيين الذين تحولوا إلى عبيد مأجورين بالريال السعودي والدرهم الإماراتي, مثل هؤلاء موجودون في كل زمان ومكان ولكن أبنائهم وأحفادهم لن يسكتوا لخيانة آبائهم الذين أشعروهم بالعار والخزي والمهانة.. مشروع للمصالحة الوطنية ما الذي يمكن أن تنفذه حكومة الإنقاذ الوطني للحفاظ على النسيج الاجتماعي.. وماذا عن مشروع المصالحة الوطنية التي خصصتم لها وزيراً من أبناء المحافظات الجنوبية؟ عملنا مجموعة من الإجراءات بعد أن تم قبلها إعداد الدراسات العديدة لكي نبقي الجبهة الداخلية والنسيج الاجتماعي اليمني الداخلي متماسكاً, ومتضامناً ومتآخياً, وكانت كل تلك الإجراءات الحكومية بتوجيهات كريمة من سيادة الرئيس مهدي المشاط رئيس المجلس السياسي الأعلى وكذا المجلس السياسي ذاته, ولدينا وزارة للحوار الوطني ومشروع المصالحة الوطنية والتي يقودها الأستاذ المناضل أحمد القنع وهي تقوم بدورها وخصصت معظم برامجها ونشاطها في هذا الاتجاه.. سيناريوهات غبية أهداف العدوان ومخططاته باتت واضحة في استهداف الوحدة اليمنية ومشروع التجزئة ليمن 22مايو المجيدة.. ما أبعاد هذا العدوان في ظل المتغيرات الراهنة؟ أشرت في معرض ردي على الأسئلة السابقة إلى أن دول العدوان وبالذات السعودية والإمارات تدفع باتجاه خلق كيانات خارج سياق القرار الذي ادعت بأنها غزت اليمن بهدف إعادة (الحكومة الشرعية) المنتهية ولايتها إلى صنعاء, ولكنها على أرض الواقع الحقيقي تُشرعن لتأمين وجود عسكري وأمني وحتى سياسي للجماعات الانفصالية وتمولها بسخاء, حتى أنها أصبحت تنافس حكومة المنفى القابعة بالرياض وتهزمها في أكثر من واقعة عسكرية, وليس أدل على ما نقول من معركة 28يناير 2018م التي دارت في شوارع وأحياء عدن والتي تم فيها الاستيلاء على مُعظم معسكرات وأحياء عدن, ونهبت المؤسسات بوثائقها وأثاثها وتجهيزاتها بما فيها كرسي ومكتب من يدعي ذاته كرئيس لحكومة "الشرعية" هذه سيناريوهات غبية تُظهر للناس بان دولتي الغزو والاحتلال لجزء من الأراضي اليمنية بأنهما مختلفتان, لكن الواقع يؤكد بأن ما يحدث عبارة عن تقاسم للأدوار لا أكثر ولا أقل, وما حدث مؤخراً من إنزال عسكري إماراتي واحتلال للميناء والمطار في جزيرة سقطرىاليمنية يأتي في هذا السياق الاحتلالي فحسب.. سفر نضالات الأمة اليمنية عام رابع من المواجهة والثبات والصمود.. ماذا عن الأبعاد السياسية والعسكرية والأمنية لهذا الصمود؟ نعم عام رابع من الصمود والثبات هو مفخرة لليمن العظيم وجيشه البطل ولجانه الشعبية المجاهدة, هذه الحرب العدوانية على شعب الحكمة والإيمان هو سِفرٍ جديد في نضالات الأمة اليمانية العظيمة للانعتاق من هيمنة الدول العميلة لإدارات الولاياتالمتحدةالأمريكية ومشروعها الاستكباري الداعم للصهاينة اليهود.. هذا الصمود الأسطوري الذي قل نظيره بالعالم أجمع, علماً بأننا قد درسنا وحللنا العديد من الأبحاث والكتب التي روت وحكت حروباً عدة في العالم, نجد بأن عدوان الأشقاء الأعراب لم نجد له مثيلاً في الحروب التي دارت رحاها بالعالم, والشواهد عديدة, نقول بأن دلالاته عظيمة ودروسه بليغة ونتائجه بإذن الله باهرة.. بطولات وتضحيات خالدة ما هي رسالتكم لأبطال الجيش واللجان الشعبية المدافعين عن الوطن والمواجهين للعدوان؟ هؤلاء الأبطال من أبناء الجيش والأمن واللجان الشعبية اليمنية, تعجز الكلمات والحروف والعبارات وحتى المجلدات من الكتب, تعجز عن وصف لحظة من لحظات بطولاتهم وتضحياتهم الخالدة في كل جبهات المواجهة, ونحن هنا كمواطنين ومسؤولين نُحني الهامات لهم إجلالاً وإكباراً واعتزازاً لتضحياتهم, ونوصل الليل بالنهار بالدعوات والابتهالات لهم بالتضرع إلى الله العلي العظيم بأن يكلل كل تضحياتهم بالنصر المؤزر العظيم وأن يعودون من جبهات الشرف والعزة في محراب مواجهة وقتال الأعداء مكللين مجللين بالنصر إلى أسرهم وأحضان مجتمعهم, فهم اليوم أصبحوا يمثلون عنواناً بارزاً لكرامة الأمة اليمنية, وبهم تصان كرامة الأوطان وعزتها وفخرها.. تصفية القضية الفلسطينية المخطط الصهيوني الأمريكي في المنطقة العربية وعملية نقل سفارة أمريكا إلى القدس ما خطره على القضية الفلسطينية وعلى مقومات الوحدة العربية؟ الأمة العربية والإسلامية وأحرار العالم أدانوا بأشد المواقف والعبارات نقل السفارة الأمريكية الصهيونية من تل أبيب إلى القدس الشريف, وهي إدانة للحكام العرب المتواطئين مع مشروع ما سُمي ب"صفقة القرن" لتصفية القضية الفلسطينية لصالح المشروع الصهيوني اليهودي, وما نقل السفارة إلا فصل جديد من فصول مشروعهم التصفوي لأنبل وأشرف قضية نحياها ونعيشها اليوم وهي قضية مقاومة الاحتلال اليهودي لفلسطين, ومقاومة التطبيع مع العدو الإسرائيلي الذي هرول اليه عدد من المنبطحين من القادة العرب الخليجيين الرجعيين, لكن وللتذكير بأن احتفاء أهلنا بفلسطين بمرور 70 عاماً على ذكرى يوم نكبة تقسيم فلسطين عام 1948م والتضحية والفداء بأكثر من 60 شهيداً وأكثر من 2600 جريح هو عنوان ورسالة بأن الشعب الفلسطيني ومن خلفه الأمة العربية والإسلامية وأحرار العالم لن يتركوا المحتل بسلام وسيقاومونه في كل مكان يعتقد أنه فيه آمن, والاحتلال الصهيوني لفلسطين بعد كل هذا التضحيات, ما هي إلا مسألة وقت فحسب وسيزول.. جذوة النضال المقاوم مشتعلة مشروع المقاومة العربية يستهدف بشكل مباشر سواءً في سوريا أو العراق أو اليمن.. كيف تنظرون إلى انتصار المقاومة في ظل وضوح المشروع التوسعي والشرق أوسطي؟ مشروع المقاومة في عالمنا العربي بدأ بقوة وسيستمر طالما وهناك مشروع احتلالي لأرضنا العربية من قبل العدو الصهيوني ومحمي من قبل الغرب الاستعماري الرأسمالي بقيادة أمريكا المتصهينة، ولهذا فجذوة النضال المقاوم ستبقى مشتعلة ومستعرة إلى أن يزول الاحتلال بجميع صنوفه وألوانه.. لا حياة كريمة في ظل العدوان رسالة تودون توجيهها لأبناء المناطق الجنوبية والقوى السياسية في ذكرى تحقيق الوحدة اليمنية؟ دعوة مخلصة للقوى السياسية من أبناء المحافظات الجنوبية والشرقية بأن يواصلوا النضال الكفاحي التحرري لطرد المحتل الغازي السعودي والإماراتي من أرض اليمن وأن العملاء وخونة الأوطان لن يسجل لهم التاريخ سوى الْخِزْي والعار, وأن أشقاءهم من القوى السياسية في المحافظات الشمالية والغربية على جهوزية تامة لدعم وإسناد نضالهم الوطني التحرري من النواحي اللوجستية والمعنوية, وان لا حياة كريمة وعزيزة في ظل العدوان والحصار والاحتلال والهيمنة.