انهيار كارثي.. الريال اليمني يتراجع إلى أدنى مستوى منذ أشهر (أسعار الصرف)    الريال ينتظر هدية جيرونا لحسم لقب الدوري الإسباني أمام قادش    إنريكي: ليس لدينا ما نخسره في باريس    أول تعليق من رونالدو بعد التأهل لنهائي كأس الملك    جامعة صنعاء تثير السخرية بعد إعلانها إستقبال طلاب الجامعات الأمريكية مجانا (وثيقة)    جماعة الحوثي تعيد فتح المتحفين الوطني والموروث الشعبي بصنعاء بعد أن افرغوه من محتواه وكل ما يتعلق بثورة 26 سبتمبر    جريدة أمريكية: على امريكا دعم استقلال اليمن الجنوبي    بن الوزير يدعم تولي أحد قادة التمرد الإخواني في منصب أمني كبير    وفي هوازن قوم غير أن بهم**داء اليماني اذا لم يغدروا خانوا    الرئيس الزُبيدي يُعزَّي الشيخ محمد بن زايد بوفاة عمه الشيخ طحنون آل نهيان    محلل سياسي: لقاء الأحزاب اليمنية في عدن خبث ودهاء أمريكي    أولاد "الزنداني وربعه" لهم الدنيا والآخرة وأولاد العامة لهم الآخرة فقط    15 دقيقة قبل النوم تنجيك من عذاب القبر.. داوم عليها ولا تتركها    الخطوط الجوية اليمنية توضح تفاصيل أسعار التذاكر وتكشف عن خطط جديدة    الانتقالي يتراجع عن الانقلاب على الشرعية في عدن.. ويكشف عن قرار لعيدروس الزبيدي    سفاح يثير الرعب في عدن: جرائم مروعة ودعوات للقبض عليه    مقتل واصابة 30 في حادث سير مروع بمحافظة عمران    خطوة قوية للبنك المركزي في عدن.. بتعاون مع دولة عربية شقيقة    يمكنك ترك هاتفك ومحفظتك على الطاولة.. شقيقة كريستيانو رونالدو تصف مدى الأمن والأمان في السعودية    احتجاجات "كهربائية" تُشعل نار الغضب في خورمكسر عدن: أهالي الحي يقطعون الطريق أمام المطار    العليمي: رجل المرحلة الاستثنائية .. حنكة سياسية وأمنية تُعوّل عليها لاستعادة الدولة    الكشف عن قضية الصحفي صالح الحنشي عقب تعرضه للمضايقات    الحوثيون يعلنون استعدادهم لدعم إيران في حرب إقليمية: تصعيد التوتر في المنطقة بعد هجمات على السفن    مخاوف الحوثيين من حرب دولية تدفعهم للقبول باتفاق هدنة مع الحكومة وواشنطن تريد هزيمتهم عسكرياً    غارسيا يتحدث عن مستقبله    مبلغ مالي كبير وحجة إلى بيت الله الحرام وسلاح شخصي.. ثاني تكريم للشاب البطل الذي أذهل الجميع باستقبال الرئيس العليمي في مارب    الرئيس الزُبيدي يعزي رئيس الإمارات بوفاة عمه    رئاسة الانتقالي تستعرض مستجدات الأوضاع المتصلة بالعملية السياسية والتصعيد المتواصل من قبل مليشيا الحوثي    مكتب التربية بالمهرة يعلن تعليق الدراسة غدا الخميس بسبب الحالة الجوية    مأرب ..ورشة عمل ل 20 شخصية من المؤثرين والفاعلين في ملف الطرقات المغلقة    عن حركة التاريخ وعمر الحضارات    انتقالي لحج يستعيد مقر اتحاد أدباء وكتاب الجنوب بعد إن كان مقتحما منذ حرب 2015    مياه الصرف الصحي تغرق شوارع مدينة القاعدة وتحذيرات من كارثة صحية    بعد شهر من اختطافه.. مليشيا الحوثي تصفي مواطن وترمي جثته للشارع بالحديدة    رئيس الوزراء يؤكد الحرص على حل مشاكل العمال وإنصافهم وتخفيف معاناتهم    إبن وزير العدل سارق المنح الدراسية يعين في منصب رفيع بتليمن (وثائق)    الذهب يهبط إلى أدنى مستوى في 4 أسابيع    الشيخ الزنداني يروي قصة أول تنظيم إسلامي بعد ثورة 26سبتمبر وجهوده العجيبة، وكيف تم حظره بقرار روسي؟!    صحة غزة: ارتفاع حصيلة الشهداء إلى 34 ألفا و568 منذ 7 أكتوبر    كيف تسبب الحوثي بتحويل عمال اليمن إلى فقراء؟    هربت من اليمن وفحصت في فرنسا.. بيع قطعة أثرية يمنية نادرة في الخارج وسط تجاهل حكومي    التعادل يحسم قمة البايرن ضد الريال فى دورى أبطال أوروبا    كأس خادم الحرمين الشريفين ... الهلال المنقوص يتخطى الاتحاد في معركة نارية    وزير المالية يصدر عدة قرارات تعيين لمدراء الإدارات المالية والحسابات بالمؤسسة العامة لمطابع الكتاب المدرسي    تنفيذية انتقالي لحج تعقد اجتماعها الدوري الثاني لشهر ابريل    المخا ستفوج لاول مرة بينما صنعاء تعتبر الثالثة لمطاري جدة والمدينة المنورة    السامعي: مجلس النواب خاطب رئيس المجلس السياسي الاعلى بشأن ايقاف وزير الصناعة    هذا ما يحدث بصنعاء وتتكتم جماعة الحوثي الكشف عنه !    النخب اليمنية و"أشرف"... (قصة حقيقية)    بنوك هائل سعيد والكريمي والتجاري يرفضون الانتقال من صنعاء إلى عدن    اعتراف رسمي وتعويضات قد تصل للملايين.. وفيات و اصابة بالجلطات و أمراض خطيرة بعد لقاح كورونا !    وزارة الأوقاف بالعاصمة عدن تُحذر من تفويج حجاج بدون تأشيرة رسمية وتُؤكّد على أهمية التصاريح(وثيقة)    عودة تفشي وباء الكوليرا في إب    القرءان املاء رباني لا عثماني... الفرق بين امرأة وامرأت    يونيسيف: وفاة طفل يمني كل 13 دقيقة بأمراض يمكن الوقاية منها باللقاحات    - نورا الفرح مذيعة قناة اليمن اليوم بصنعاء التي ابكت ضيوفها    من كتب يلُبج.. قاعدة تعامل حكام صنعاء مع قادة الفكر الجنوبي ومثقفيه    الشاعر باحارثة يشارك في مهرجان الوطن العربي للإبداع الثقافي الدولي بسلطنة عمان    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



المناضل خالد باراس: الجنوب محتل من أدوات بريطانيا في المنطقة
نشر في 26 سبتمبر يوم 28 - 09 - 2018

في الجزء الثاني من الحوار الموسع الذي أجريناه مع المناضل خالد باراس مستشار رئاسة الجمهورية رئيس مكون الحراك الجنوبي المشارك في مؤتمر الحوار الوطني والموقع على اتفاق السلم والشراكة تحدث فيه عن ثورتي 26سبتمبر و14أكتوبر وما حققتاه من انجازات.. مؤكداً ان الإخفاقات في تحقيق أهداف الثورتين كاملة يعود إلى الحكام الذين استأثروا بالسلطة فتحولت الجمهوريات ليس في اليمن فحسب وإنما في مختلف الدول العربية ذات النظام الجمهوري إلى جمهوريات وراثية وأصبح لا فرق بينها وبين الأنظمة الملكية وقال: إن غياب المجتمع المنظم على أسس سليمة قد ساعد هو الآخر على المزيد من الإخفاقات وعبر عن تفاؤله بخروج اليمن من محنته وأنه منتصر بإذن الله لأن الحق يعلى ولا يعلى عليه ودعا كل القوى الوطنية إلى التكاتف والوقوف في وجه العدوان.. فيما يلي التفاصيل:
حاوره: أحمد ناصر الشريف
ننتقل إلى الجزء الثاني من الحوار: سؤالنا يتعلق بمناسبة حلول العيدين ال56 وال55 لثورتي 26سبتمبر و14أكتوبر .. كيف تقيمون ما انجزتاه للشعب اليمني بعد أكثر من خمسة عقود على قيامهما.. ولماذا الحكام ظلوا يجعلوا من حكم الأئمة والاستعمار البريطاني شماعة لتعليق عليها الاخفاقات؟
ثورة 26 سبتمبر وثورة 14أكتوبر أنجزتا بعض المهام عقب قيامهما من أهمها إسقاط نظام الأئمة الوراثي في الشمال وطرد الاستعمار البريطاني من الجنوب وتحقيق الاستقلال الذي كان له الفضل في توحيد المحافظات الجنوبية والشرقية لكن مع الأسف الشديد في المراحل التي أعقبت قيام الثورتين أصبح الحكم الجمهوري شبه وراثي ليس في اليمن وحدها وانما في كل الدول العربية حيث تحولت فيها الجمهوريات إلى جمهوريات وراثية ليس بينها فرق وبين الأنظمة الملكية.. على سبيل المثال خلال العقود الأربعة الماضية كان كل حاكم عربي يطمح إلى المزيد من السلطة فيعد أولاده لخلافته ولا يريدها أن تخرج من محيطه العائلي.. وما حدث في اليمن ومصر والعراق وسوريا وليبيا وتونس أكبر دليل على ذلك.. ولولا احداث 2011م التي تم الالتفاف عليها لكانت السلطات في هذه الدول وغيرها قد انتقلت إلى الأولاد وهو نفس النهج الذي يسير عليه الملوك والأئمة بفارق التسمية في النظام هذا ملكي وذاك جمهوري.
والسبب يتمثل في غياب الوعي الوطني الحقيقي والمجتمع المنظم المترابط بمنظمات مجتمعية تشكل البديل بحيث أن أي قائد يأتي على رأس السلطة لا بد أن يلتزم بالدستور والقانون ولا يتهور في السلطة وعليه أن يدرك أنه يحكم شعب واع ومنظم ومدرك يعرف واجبه وحقوقه.. إذا ما توافرت هذه الشروط فإن أي حاكم يأتي فيما بعد لن يستطيع ان يستفرد بالسلطة وإنما سيظل ملتزماً بما تم الاتفاق عليه.. وعندما يشعر أي رئيس دولة أو حاكم بأن فترة حكمه مؤقتة ومحكوم بسنوات محددة اختاره الشعب ليكون حاكماً فيها انه بعد انتهائها يمكن تقييم فترة حكمه فإن وجد الشعب فيها أنه عمل بشكل جيد وحقق مصالح لشعبه ففي هذه الحالة يمكن اعادة انتخابه لفترة ثانية فقط وهنا يسقط احتمال الحكم مدى الحياة..
كيف تصف الأوضاع التي سادت في اليمن خلال الخمسة عقود الماضية.. ولماذا غابت عملية التحديث والتطوير والانتقال إلى مرحلة متقدمة؟
الذي حدث في اليمن سواء كان في الشمال أو الجنوب قبل أعادة تحقيق الوحدة أو بعد الوحدة هو نتيجة لغياب المجتمع المنظم على أسس صحيحة ويعرف مصالحه ويدافع عنها..
ثورة 26سبتمبر و14أكتوبر انتهت شعلتهما ووهجهما عندما ركبت موجتهما المصالح والعلاقات على أسس اخرى لا تخدم مصالح الشعب.. هناك بعض الإيجابيات حققتها الثورتين بعد قيامهما من ضمنها السير في ركاب العصر لكن الإخفاقات والسلبيات طغت على مسيرتهما.. صحيح إن قادة الثورة ليسوا ملائكة ولا هم شياطين ولكن عندما يفلت الزمام ويصعب التحكم فيه يبقى المجال مفتوحاً للدخلاء فيهدمون ما تم بناؤه.
ما يهمنا اليوم وما نتطلع إليه لإعادة ترتيب أمورنا من جديد وبناء الدولة الحديثة هو خروجنا من هذه الكارثة التي حلت باليمن والمتمثلة في العدوان ثم ننتقل إلى دولة يمنية عصرية يشارك في نظامها السياسي القوى الوطنية الحية الموجودة في المجتمع بشرط أن كلاً من هذه القوى يجب أن يعرف قيمته وحجمه من خلال ما يقدمه للوطن فلا ينقص من قيمته وحجمه ولا يبالغ في المزايدة أي على قدر فراشه يمد أرجله.
والحركة الأكثر انتشاراً وتأثيراً ستكون مشاركتها مقارنة بغيرها أقوى وأكثر يعترف الآخرون بحقهم ..فرحم الله امرؤ عرف قدر نفسه.. أملنا كبير في أن ننتقل قريباً إلى مفاوضات أو مشاورات بين اليمنيين في البداية تفضي إلى مصالحة وطنية ولكن هذا لن يتأتى إلا إذا رفع الآخرون أيديهم عنا وعن اليمن ويتركوا الشعب اليمني ليسير أموره بنفسه وبدون تدخل منهم.
أنا شخصياً أشعر لو أعطيت فرصة لليمن بهذا الشكل من الدول الأخرى الأجنبية ومن دول تحالف العدوان وفي مقدمتها السعودية والإمارات اللتان تقودان العدوان على اليمن وتحتلان اجزاء من اراضيه لاستطعنا أن نصل إلى حلول.
كلامي هذا يشبه النصيحة وقد يكون غريباً أن تنصح من يدمرك ويعتدى عليك ويحتلك.. لكن هدفي من هذا الكلام هو التذكير للحكام الشباب في السعودية والإمارات بأن يستفيدوا ممن حكموا قبلهم حيث أوجدوا علاقة طيبة مع الشعب اليمني وكان اليمنيون يحترمونهم فعلاً لأنهم كانوا يتعاملون بشكل تجربة في الحكم والقيادة ولهذا اوجدوا علاقة طيبة مع اليمن.. على سبيل المثال الشيخ زايد حاكم الإمارات السابق كان محبوباً لدى أبناء الشعب اليمني فكيف يأتي ابنه محمد بن زايد ويعطل تلك العلاقة الطيبة التي كانت بين الإمارات واليمن .. ومع ذلك يريدون منا أن نسلم بما يقومون به من عداء لليمن وهذا مستحيل.. الذين حكموا قبلهم بنوا حصوناً من العلاقات مع اليمن فجاء من حكموا بعدهم ليهدموا هذه الحصون مراهنين على بعض المتمصلحين من أبناء اليمن الذين يغلبون مصالحهم الشخصية على مصلحة وطنهم وشعبهم وفي نفس الوقت بحجة دعم الشرعية المزعومة..
كيف تدعمون شرعية موجودة خارج بلدها وتقفون ضد شرعية داخل بلدها.. مثل سورية مثلاً .. الرئيس بشار الأسد ونظامه الشرعي وجيشه كدولة موجود في بلده ومنتخب من الشعب ومع ذلك يقفون ضده ويدعمون متمردين على نظامه.. وبالعكس عندنا في اليمن يدعمون مايسمونه شرعية في الخارج ويدمرون الشرعية الحقيقية الموجودة داخل البلد .. لم يتركوا شيئا ما دمروه حتى خزان المياه الذي في حوش منزلي دمروه ولا ندري ما هو ذنب هذا الخزان.. الشرعية هي تلك الموجودة في بلدها وتدافع عن وطنها ضد العدوان الخارجي وليست الشرعية المتمثلة في مجموعات خارجة عن الشرعية الأصلية تعيش في الخارج.. أملنا أن يعودوا إلى صوابهم ويعترفون بالشرعية في صنعاء ويفتحون حواراً جاداً معها.
في رأيكم ما أهم ما تحقق للشعب اليمني خلال أكثر من خمسة عقود على قيام ثورتي سبتمبر وأكتوبر؟
تحقق أولاً نظام جديد جمهوري في الشمال وفي الجنوب طرد الاستعمار البريطاني وتحقيق الاستقلال ثم بناء دولة بشكل ما وفقاً لطبيعة وظروف ومستوى وثقافة المجتمع .. وقد حاول النظام الجديد أن يعمل شيئاً مثل بناء الجيش في الجنوب وبناء جيش في الشمال وإيجاد إدارة معينة وسلطة موجودة على مستوى كل اليمن بعد إعادة تحقيق الوحدة ايضاً تحقيق هدف من أهداف الثورتين والذي هو هدف تحقيق وحدة اليمن هذا تم.. ووفقاً لظروف البلد الذي تحقق شيئا معقولا بقدر الممكن ان يتحقق.. الأوضاع في اليمن لم تستقر عقب قيام الثورة والصراع على السلطة لم يسمح بتحقيق المزيد من اهداف الثورة.. العدو الذي نواجهه اليوم هو نفسه العدو الذي وقف ضد الثورتين سبتمبر واكتوبر ونقصد به السعودية هذا العدو هو الذي كان يواجههم ويعطل مسيرتهم بل وكان يهدف إلى الزامهم بالانصياع له وهو ما يؤكد وصفه في المناهج الدراسية في الجنوب بأنه العدو التاريخي لليمن.

الرؤساء الذين حكموا اليمن شماله وجنوبه لم يتخل أحدهم عن السلطة طواعية فكان لابد من انقلاب عليه أو اغتياله.. ما هو الفارق بينهم وبين الملوك؟
هذا هو اليمن وهذا مستوى الثقافة ومستوى الوعي والادراك الوطني وكذلك مستوى وعي وادراك الحكام اضافة الى مطامع الاخرين.. لا نستطيع ان نطلب منهم اكثر مما تحقق.. وحتى لو جاء غيرهم وحلوا محلهم سيكونون كذلك وسيصلون الى نتائج لن تكون بعيدة عما توصلوا اليها من كانوا قبلهم.. ما كانت الامور صافية والساحة نظيفة اطلاقاً.. الاوضاع كانت صعبة جداً في الجنوب حدث التطرف اليساري واخذ فترة من عمر النظام تزيد عن خمس سنوات حدث خلالها الكثير من الاخفاقات.. وفي الشمال القبيلة كان لها دور في عرقلة الامور وكذلك اطماع الدول الخارجية وعلاقتها بالواقع الموجود كالحالة الاجتماعية والسياسية وغير ذلك..
نحن نعرف كم كان يوجد من زعامات سياسية وقبلية وغيرها مرتبطة بالسعودية وباموالها ورصدت لهم رواتب وموازنات كل هذه تراكمات واعاقة التحديث والتطوير في اليمن.. اليوم وبعد كل هذه السنوات الطويلة على قيام ثورة سبتمبر وأكتوبر نحن منتظرين الجديد.. ولو تساءلت لماذا تم شن العدوان على اليمن وشعبها سنجد الجواب واضحاً وهو ان تلك الدول التي كانت تتدخل في الشأن اليمني وتعرقل مسيرة بناء الدولة عندما شعرت ان انصار الله لديهم رغبة هدفها الاستقلال بالقرار السياسي اليمني ولا يقبلون ان تكون عليهم وصاية فجعلوا من ذلك سبباً لشن العدوان على اليمن لانهم ارادوا اخضاع هذا الصوت مثلما كان الوضع بالنسبة لهم سابقاً حيث لم يكن احداً يعترض على تصرفاتهم.. وعندما يتوحد اليمنيون تقوم قيامتهم مثل ما حدث بعد الوحدة واليوم اليمنيون توحدوا في مواجهة العدوان فليس من المعقول ان لا يكون هناك عمل مضاد يدافع عن الوطن وسيادته واستقلاله ولان العدوان قد فشل في تحقيق اهدافه فإنه يشن هجمة اعلامية شرسة في محاولة منه لاستدرار عطف من يناصرونه من ضمن هذه الحملة ان انصار الله يعملون لصالح ايران وان ايران وصية عليهم وهناك مع الاسف من يصدق هذه النكتة والدعاية المغرضة..
انا في صنعاء منذ بدء العدوان على اليمن لم المس هذه الوصاية المزعومة ولم أشاهد إيراني واحد يا ليت وكان معنا علاقة مع ايران فتلحقنا وتساعدنا وتعطينا اي شيء نقدمه للناس تنقذنا بأموال لدفع مرتبات الموظفين على الاقل لعام واحد ولكن هذا الشيء لم يحدث الوصاية عادة لا تكون مجانية وانما تكون مدفوعة الثمن..
كما قلت لم أشاهد ايرانياً واحداً في صنعاء ولا شاهدت تقليد لإيران وانما الذي يحدث هو تقليد للسعودية والامارات من قبل المتعاونين معهم وقد شاهدنا من يلبس الشماغ والعقال ويعلق صور حكامهم على صدره..
بما ان انك من المناضلين الذين كان لهم شرف اخراج المستعمر البريطاني من الجنوب وتحقيق الاستقلال.. هل كنت تتوقع ان يحتل الجنوب مرة اخرى؟
لم أكن أتوقع نهائياً ان الجنوب اليمني الذي أخرجنا منه الاستعمار البريطاني بقوة السلاح وهزمنا الامبراطورية التي لا تغيب عنها الشمس انه سيتعرض للاحتلال مرة اخرى من قبل اعراب السعودية والامارات.. لكن الشيء الملفت للنظر ان هذا الاحتلال يوجد به بصمات بريطانية وتقليد لتجربة البريطانيين خلال احتلالهم للجنوب وهذا دليل على ان لبريطانيا يداً في هذا الاحتلال وان كان المعروف ان لبريطانيا تأثيرها على السلطة في الامارات وانها هي الحاكم الفعلي من وراء الستار..
لقد كنا ايام الكفاح المسلح نناضل ضد البريطانيين كمحتلين وادواتهم من السلاطين والامراء, لكن كنا نقاومهم بشرف فلم نكن نتعرض لعائلاتهم وللمدنيين لان اخلاقنا كانت تمنعنا مع اننا كنا نجدهم امامنا على الشواطئ وفي كل مكان وانما كنا نركز على العسكريين..
والشهادة لله ان البريطانيين المحتلين كانوا غير متقيدين بأخلاق الحرب فعندما كانت المقاومة تطلق النار على دورياتهم في وسط شارع مكتظ بالسكان كانوا يتقافزون ويرمون ليجعلوا كل شيء يتحرك امامهم مثلما يعملوا العرب حيث لا يفرقون بين هدف عسكري وهدف مدني وانما يقتلون من يشاهدونه وهذا ما تفعله السعودية في عدوانها على اليمن حيث لم يسلم من قصفها الاطفال ولا الشيوخ ولا النساء تدمر كل شيء وتقصف التجمعات بما في ذلك صالات العزاء والاعراس مثلما حدث لأولئك الذين قتلوا في سنبان في ليلة الزفاف عرسان قتلوا مع اهاليهم ومع من يحتفل معهم من ضيوفهم ومثل هذا المشهد يتكرر كثيراً في اكثر من مكان انها فضيحة وجريمة رهيبة.. البريطانيون لم يكونوا يتعاملون معنا هكذا رغم وحشيتهم لانهم كانوا متقيدين بنظامهم ولم يكونوا يقصفوا التجمعات في الشوارع والاحياء السكنية..
ونحن كثوار مقاومين للمحتل كنا متقيدين بأخلاق لا تسمح لنا بقتل المدنيين كانت عائلات البريطانيين واطفالهم على الساحل امامنا لم نؤذيهم ابداً..
تكوين النخبة الحضرمية والنخبة الشبوانية.. هل هي اشبه بما تم تكوينه في منتصف الخمسينيات من القرن الماضي كجيش البادية الحضرمي.. كيف ترون وجه المقارنة؟
كما سبق وقلت فإن بصمات البريطانيين تتمثل في تشكيل وحدات محلية للقيام بالواجب نيابة عن البريطانيين.. حينما كانت عدن مستعمرة كان يوجد جيش بريطاني لكن كان بجانبه جيوش محلية تتبع ما كان يسمى بالاتحاد الفيدرالي.. وفي حضرموت أضيف الى جيش السلطنة القعيطية وشرطتها جيش البادية الحضرمي وكانت تصرف بريطانيا عليه وقائده بريطاني.. لكن الشيء المحير هو ان البريطانيين انفسهم لا يعلمون اذا كان هذا العمل الذين يقومون به من تشكيل الجيوش ناجحاً.. جيش البادية الحضرمي كان اكبر دعامة لثورة 14أكتوبر وكان منه ضباط وقادة كبار اعضاء في الجبهة القومية وقيادات في التنظيم السياسي السري وبرزوا بعد الاستقلال من جيش البادية نخبة معروفة جداً للناس مثل سالم عمر الجوهي والعقيد عبدالله احمد باقروان وصالح ابوبكر بن حسينون وعمر علي العطاس وعبود علوي الجنيد رحمهم الله جميعاً وسالم محمد بامرضي وعلي محمد باهبري هؤلاء قادة برزوا على مستوى الجنوب واحتلوا مناصب كثيرة معروفة وهم من جيش البادية ونفس الشيء في جيش الاتحاد دعموا ثورة 14أكتوبر أمثال حسين عثمان عشال ومهدي عبدالله عشيش وابو زنجبيلة وعلي عبدالله الميسري واحمد صالح الحمر ومجموعة كبيرة لا اتذكرهم جميعاً في هذه الجلسة..
كل هؤلاء انتجتهم هذه الوحدات التي شكلتها بريطانيا فكانوا فعلاً دعامة الثورة في عدن كانوا ينقلون الاسلحة للثوار ضباط شرطة من العرب ومن الذين تشكلوا على يد بريطانيا ونعتقد ان هذه التجربة سيتم تكرارها من هذه النخب نفسها..
ما الذي يجعلك متأكداً ان هذه النخب ستنضم لمقاومة الاحتلال؟
هؤلاء هم اولادنا ولابد ما يقتفون آثار آبائهم وأجدادهم في مقاومة المحتل وسيشكلون دعما قويا للمقاومة لأنهم أكيد ابناء او احفاد الجيل الذي سبقهم وكانوا دعامة لثورة 14أكتوبر وعند المحك الحقيقي سيكونوا الى جانب شعبهم انا هكذا أتصور..
المهرة ترزح تحت احتلال سعودي واضح.. الى أين يمكن تتواصل حالة التدهور والانهيار هذه.. وكيف تقرأون أفقها المستقبلي؟
الوجود في المهرة سواء كان سعوديا او إماراتيا هو بالدرجة الاساسية وجودا غير طبيعياً وإنما هو مؤقت ولن يدوم بل هو عبث.. إذا كانت السعودية تريد فعلا منفذ لها عبر المهرة لمد أنبوب لتصدير النفط كما يقولون فعليها ان تأتي البيوت من أبوابها.. تأتي عبر دولة مستقرة وثابتة بقوانينها وهيئاتها وتطلب ما تريد فهناك مصالح متبادلة بين الدول وستكون المنفعة مشتركة لها ولنا كنظام ودولة ولا نعتقد انها ستجد ممانعة طالما وما تريده يتم عبر اتفاق بين دولتين وحكومتين لكن ما تقوم به حاليا من فرض ما تقوم به بالقوة وعبر احتلال فإن ذلك لن يتم أبدا ما لم يكن مصادق عليه من الهيئات التي تمثل الشعب اليمني..
أما الآن فنحن تعيش وضعاً استثنائياً فلا السلطة في صنعاء لها الحق ان تحسم قضايا مثل هذه ولا أولئك الذين يدعون انهم شرعية وتدعمهم السعودية سيكون لهم الحق ان يثبتون لها ما تريده.. هذا شيء لن يستمر وسينتهي إلا إذا جاءوا عبر الطريق الصحيح والقانوني والسليم وبقاءهم ايضا لن يستمر مهما احتلوا من الموانئ والجزر وان عملهم هذا هو فتنة بين اليمنيين وسترتد على رؤوسهم في المستقبل.. غدا المواطن اليمني في الشمال والجنوب سيتوحد ضدهم ولن يقف الى جانبهم فهل يستطيعون الدفاع عن انفسهم من الآن وصاعداً بدأ العد التنازلي للتفاهم معهم والانصياع لهم وسيكونون فيما بعد محتلين بشكل ظاهر ويجب مقاومتهم واخراجهم ومن الافضل لهم ان لا ينتظرون حتى تأتيهم هذه اللحظة..
ايضاً ماذا عن سقطرى الارخبيل والمحافظة.. وهل هناك آمال بحدوث متغيرات لمصلحة القوى الوطنية الرافضة للاحتلال والوصاية؟
المستقبل هو للحق والله سبحانه وتعالى يدعم الحق وينصره فعندما يأتي الآخر ويحتل ارضك ويحتل بيتك حتى لو كنت مريضا وضعيفا لكن ستعمل بأية وسيلة من اجل اخراجه وقهره.. المسألة محسومة.. هذا احتلال اجنبي هذا احتلال غلط وهذا العمل لاشك انه محسوب عندهم في الخطط وراهنوا عليه وان كانوا اليوم يعملون على تعديل الخطة التي وضعوها قبل اربع سنوات وربما قبل هذا التاريخ حيث كان لديهم حسابات بان اليمنيين سيسلمون لهم وينهارون ويشكلون لهم حكومة تحكمهم وتكون الى جانبهم وهذه الحكومة ستوقع لهم على اتفاقات تبقيهم في الموانئ وفي سقطرى وفي الجزر هكذا كانت حساباتهم لكن بعد أكثر من ثلاث سنوات ونصف وهم يشنون عدوانهم الظالم على اليمن ولم يستطيعوا هزيمتنا ولن ننهزم فليس من المعقول ان الحق ينهزم..
كيف تقرأ مستقبل المجلس الانتقالي في المحافظات الجنوبية؟
المجلس الانتقالي يفترض انه يلتقي بالجميع بكل المكونات والتجمعات والشخصيات الوطنية الموجودة في المجتمع ليكون له علاقة بهم ويتساوى معهم ويصلون الى تفاهم كتيار وطني جنوبي يمثل طموحات وتطلعات معينة للشعب في هذه المحافظات الجنوبية في أي مفاوضات في اي حوارات قادمة.. لكن عندما يحاولون ان يخدعون انفسهم ويعتقدون انهم هم من يمثلون الجنوب مستندين الى قوات الحزام الأمني التي تصرف عليها الامارات فلن يقبل احد بان قوات الحزام الامني هي من تمثلنا وننتظر منها ان تأتي بشيء يفرحنا او يشرفنا لن يأتوا بشيء إلا بأمر ومصلحة المعتدي المحتل وهو شيء مرفوض.. ان شعب اليمن بملايينه لن يقبلوا ابداً بهذا التوجه.. وتقرير مصير الجنوب أوحل القضية الجنوبية وفصل الجنوب في ظل الاحتلال الخارجي.. الجنوبي الوطني الحقيقي لا يشرفه ان يعيش في دولة فصلها له العدو الخارجي وتعتمد على القوة الخارجية من اجل انا احكم الجنوب وافصل الجنوب.. حتى اذا انا اريد الانفصال لاسباب معينة لن اقبل انفصال يدعمه الخارج.. هذا امر مرفوض.. انا شخصياً نادم على خطأ ارتكبته عام 1994م حينما ايدت الانفصال وان كنت اشعر حينها انني لست السبب وإنما السبب هي تصرفات النظام في صنعاء.
كنا في نهاية عام 1993م قد عقدنا مؤتمراً للشعب في حضرموت وترأست انا هذا المؤتمر وكان طلبنا الوحيد في هذا المؤتمر هو حكم محلي واسع الصلاحيات.. فقالوا هذا انفصال الوحدويون والعباقرة في تلك الأيام.. لماذا لأنه حكم محلي لن يسمح لأولئك مع الحراسات التابعة لهم عندما يأتون إلى حضرموت ان يتصرفوا على هواهم.. ولن يسمح هذا الحكم المحلي المستند الى القانون لأحد أن يأتي فيسور لنفسه كيلو متر من الارض ليتملكها دون وجه حق.. كانوا يريدون ان تبقى الوحدة بهذه الطريقة وحاربونا على هذا الأساس.. والآن ومع الأسف الشديد الذين وقفوا مع الوحدة عام 1994م وكان يطلق عليهم وحدويون هم اليوم الانفصاليون.
يلاحظ ان حضرموت لم تنسجم ولم تتفاعل مع المجلس الانتقالي الجنوبي.. ترى لماذا وماذا تريد حضرموت صراحة؟
لا استطيع ان أتحدث نيابة عن ابناء حضرموت وانا موجود في صنعاء.. صحيح انهم يعانون وربما اعرف نفسياتهم.. لكن من خلال هذا العدوان وما بثه علينا من مشاكل ومفاسد واغراءات وتأثيرات على الناس لاشك ان النفوس قد تغيرت واكيد ان فيه شيء جديد لا اعرفه.. الذي اعرفه حالياً واعتبره منطقي ان ابناء حضرموت لن يقبلوا ان يكونوا اقليماً تابعاً لأقليم الجنوب هذا في حالة عندما يتم الاتفاق على اقليمين شمالي وجنوبي لأنهم يفضلون ان يكونوا اقليماً خاصاً يتبع الدولة وتكون علاقته بمركز الدولة مباشرة لأن أي امتياز وأية افضلية حتى تصير حضرموت خاضعة لأقليم عدن بحكم أن فيها ميناء وهذا لا تحتاجه حضرموت لان فيها موانئ وليس ميناء واحداً..
أنا اشعر انه من الافضل ان تبقى اليمن مقسمة الى محافظات.. انا كنت في مؤتمر الحوار نائباً لرئيس لجنة الاقاليم وتحديدها انا والفقيد الدكتور عبدالكريم الارياني رحمه الله وكنت متحمساً كثيراً للاقاليم لكني لم اكن اقدر ما معنى الاقاليم ومتطلباتها..
وكان حينها وجود شبه دولة او بقايا دولة.. فكيف اليوم يتحدثون عن الاقاليم في ظل وضع معقد نريد فيه فقط ان نشاهد الميري في الشارع وفي اي مكان.. نريد ان نرى دولة يمنية بسلطاتها مسيطرة وموجودة في كل محافظة.. على الاقل لمرحلة محددة تعيد لنا هيبة الدولة وسلطتها وبعد ذلك سوف نتفاهم.. لكن ان نسعى الى اقاليم والدولة غير موجودة فهذا جنون.. يجب ان تبقى المحافظات كما هي وتمنح حكماً محلياً واسع الصلاحيات.
تم اعلان وتشكيل محافظي للمحافظات الجنوبية المحتلة.. هل ترى ذلك مهماً.. وما الذي ينتظر منهم في هذه المرحلة؟
الوضع واحد.. هناك محافظين تم تعيينهم من قبل من يسمون انفسهم بالشرعية.. وشرعيتنا في صنعاء هي من عينت المحافظين وكلهم في مستوى واحد.. وتنطبق عليهم نفس الحالة.. هم موجودون كبشر لكن ليس كلهم.. على سبيل المثال عدن بلا محافظ ولحج لو سألت من هو محافظها فلن تعرف من يكون.. المعين من الشرعية المزعومة في المحافظة الوحيدة حضرموت التي يوجد فيها لواء وطني معروف فرج البحسني هذا موجود لان حضرموت محافظة منظمة واهلها عقلاء يصبرون على كل شيء..
محافظتهم هي هكذا نسبياً, لكن رغم هذا كله فهو لا يسيطر على كل المحافظة فهناك تنازع بينه وبين تيارات وشخصيات اخرى ومع ذلك فهو أحسن الموجودين.
وكذلك المحافظين المعينين من الشرعية في صنعاء هم يعيشون بنفس المستوى من العقد والتعقيد في اعمالهم.. الشرعية الحقيقية التي تمثل الشعب هي التي توجد في صنعاء ومن حقها ان تعين محافظين لكل المحافظات.
في ختام هذا الحوار.. هل يتوقع المناضل خالد باراس ان يخرج اليمن من محنته؟
انا بطبيعتي متفائل ولا ايأس من رحمة الله والشعب اليمني شعب طيب ولا اعتقد انه يستحق عقاباً اكثر مما يجري وان الله سبحانه وتعالى سوف يرحمه ويرحم عباده المظلومين وسينقذ هذا الشعب الطيب فهو شعب يستحق كل خير وتقدير من جيرانه ومن العالم كله.. لدي اطمئنان وشعور بان الفرج آت لا محالة وستأتي تسوية لا سيما وان مصالح الدول الاخرى في اليمن لن تتحقق إلا في ظل الاستقرار والسلام.. لكن لابد ان نبذل جهوداً تساعد على التقريب في وجهات النظر وتقدم شيئاً يطمئن الآخرين ونفهمهم من نحن سواء كانوا اجانب او حتى الجيران.. هم قلقون لان مع اليمن صواريخ هذه صواريخ للدفاع عن النفس وليست للاعتداء على احد وعندما يهدأون نحن سنهدأ.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.