أدى العدوان السعودي الأمريكي إلى مقتل وإصابة آلاف الأطفال اليمنيين إما بغارات الطيران وقصف البوارج والمدفعية والقصف الصاروخي أو من توفي منهم بسبب الجوع وانتشار الأمراض والأوبئة التي سببها الحصار المفروض على اليمن, ومن أولئك الأطفال الطفلة أمل حسين ( سبع سنوات ) التي تحدث عنها الصحافة العالمية, وأعلن عن وفاتها أخيرا حيث تحدثت الصحافة الأمريكية عن الطفلة أمل حسين قائلة: بدا مظهر أمل حسين - وهي طفلة في السابعة من عمرها ملقاة بصمت على سرير بمستشفى في شمال اليمن - تلخيصا مخيفا للظروف القاسية لبلدها الذي مزقته الحرب. ومنذ أن نشرت صورة الفتاة بدأ الكثير من القراء التعاطف مع قصتها من خلال التبرع لأسرتها والسؤال عن حالتها الصحية وإن كانت تتحسن، إلا أن عائلتها أعلنت أنها توفيت في مخيم للاجئين على بعد أربعة أميال من المستشفى. وقالت أمها مريم علي التي بكت خلال مقابلة هاتفية مع نيويورك تايمز " قلبي مكسور.. كانت أمل تبتسم دائما. الآن أنا قلقة على أطفالي الآخرين". وتقول نيويورك تايمز إن أمل كانت مستلقية على سرير مع والدتها بمركز صحي في منطقة أسلم الواقعة على بعد 90 ميلاً شمال غرب العاصمة صنعاء. وكانت الممرضات يغذينها بالحليب كل ساعتين، ولكنها كانت تتقيأ بانتظام وتعاني من الإسهال، وقد جلست الطبيبة المسؤولة مكية مهدي إلى جوارها في السرير وهي تمسح شعرها وجلدها الذي بدا مثل عصا ناشفة، وتقول الطبيبة وهي تمسك يد أمل "انظر لا لحم. عظام فقط". وكانت أم أمل أيضا مريضة، حيث تعافت من حمى الضنك التي كانت على الأرجح قد سببها البعوض الذي يتكاثر بالمياه الراكدة في مخيمهم. وقد عانى اليمن العام الماضي من أكبر وباء للكوليرا في العصر الحديث، مع أكثر من مليون حالة. خرجت أمل من مستشفى أسلم الأسبوع الماضي دون أن تتعافى. لكن الطبيبة مكية قالت إن الأطباء احتاجوا مكانها لإفساح المجال أمام مرضى جدد. وأضافت "كانت طفلة نازحة تعاني من المرض والتشريد.. لدينا العديد من الحالات مثلها". وقد أخذت الأسرة أمل إلى كوخ من القش والأغطية البلاستيكية، في مخيم تقدم فيه وكالات الإغاثة بعض المساعدة مثل السكر والأرز. لكن لم يكن كافياً لإنقاذ أمل. وقالت أمها إن حالتها تدهورت مع نوبات متكررة من القيء والإسهال. وفي 26 أكتوبر بعد ثلاثة أيام من خروجها من المستشفى ماتت أمل. وكانت الطبيبة قد حثت الأم على نقل الطفلة إلى مستشفى "أطباء بلا حدود" في عبس، على بعد حوالي 15 ميلاً. لكن العائلة لم تكن تملك المال للتنقل، فقد ارتفعت أسعار الوقود بنحو 50% العام الماضي، مع انهيار اقتصادي أوسع، الأمر الذي دفع حتى الرحلات القصيرة المنقذة للحياة بعيدًا عن متناول العديد من العائلات. تقول والدتها بأسى "لم يكن لدي المال لأخذها إلى المستشفى، فأخذتها إلى المنزل".