يُعرف المرتزق بأنه ذلك المحارب في جيش معاد, أو دولة معادية للحصول على المال وقد يكون المرتزق من أبناء البلد أو مستقدماً من الخارج. والمرتزقة حاضرون عبر التاريخ وقد ظهرت مؤخراً نوعيات جديدة وفي ميادين شتى منها: الارتزاق السياسي, والارتزاق الإعلامي أبواق العدو إضافة إلى الارتزاق الاجتماعي “الطابور الخامس” وفي مقدمة كل ذلك الارتزاق العسكري والقتال المباشر في صفوف العدوان.. وقد كشف العدوان السعوصهيوأمريكي على بلادنا وأسقط الأقنعة عن وجوه الكثير ممن يحملون هذه الصفات الارتزاقية بهدف الكسب المادي أو الحصول على مكاسب سياسية مصالح شخصية أو حزبية بعيداً عما تمليه عليهم ضمائرهم أو قناعاتهم تجاه وطنهم أو أبناء شعبهم..وقد يصل الارتزاق بهؤلاء حداً فاحشاً من السلوك بحيث أنهم لا يأبهون بما يحدث لبلدهم من دمار وخراب ولا لما يحدث لإخوانهم من قتل وتجويع وحصار.. ولا يعنيهم إن أنهك أبناء وطنهم الفقر والجوع والمرض. وفي الحالة اليمنية مثل المرتزقة اليمنيون أسوأ وأقبح أنواع الارتزاق على مر التاريخ الحديث والمعاصر.. ولأن المرتزق ينتظر أجر المال ممن اشترى ضميره, فإنه لا يتردد في تنفيذ ما يمليه عليه المشتري كأن ينقل الأخبار ويزيف الحقائق, بل ويدافع عن سيده ويلتمس له العذر في كل ما يرتكبه من جرائم بحق أبناء وطنه.. ومن أبرز الأمثلة التي دافع فيها المرتزقة من العدو السعودي المجرم وعلى سبيل المثال لا الحصر' تلك الجريمة المروعة التي أرتكبها في حق المعزيين في الصالة الكبرى بصنعاء, حيث وصلت بهم الوضاعة والحقارة لدرجة أنهم ظلوا يدافعون عن مرتكب الجريمة حتى بعد أن اعترف بارتكابها والتي راح ضحيتها عدداً كبيراً من المواطنين مابين شهيد وجريح وهذا ما يسمى ب(الارتزاق الإعلامي). وقد ذكر لنا التاريخ كيف أن مثل هؤلاء المرتزقة الرخاص ممن باعوا أوطانهم وأعراضهم وقضية أمتهم في سبيل إرضاء أسيادهم بحفنات قليلة من الأموال المدنسة والملطخة بدماء الأبرياء من أبناء بلدهم”. وما المرتزقة من سلاطين الأمس في جنوباليمن إلا أكبر دليل على ما نقول.. فقد خدموا الاستعمار البريطاني بكل تفانٍ وإخلاص على مدى أكثر من مائة وثمانية وعشرين عاماً. وهاهم اليوم يعيدون الكرة ويدفعون بأبناء الجنوب ليقاتلوا إخوانهم من أبناء الشمال في الساحل الغربي وفي الحد الجنوبي لمملكة قرن الشيطان إرضاءً للمستعمر الجديد المتمثل بدويلة الإمارات ومملكة داعش الكبرى وإن اختلفت مسمياتهم وصفاتهم فالتاريخ يعيد نفسه ولكن بحلة جديدة, وهذا يطلق عليه مسمى “الارتزاق الجماعي” الذي أضحى عدواً للامة العربية والإسلامية بما فيهم أذنابهم من الخونة حكام العرب المستأجرين الذين باتوا يصنعون جيوشاً ارتزاقية “ تنفذ للأعداء سياساتهم ومشاريعهم وأطماعهم الاستعمارية الخطيرة لا يمنعها من ذلك صحوة ضمير ولا يردعها رادع وهكذا تترابط حلقات الارتزاق ويتواطأ معها المرتزقة وتصبح عملية الارتزاق للأجنبي ثقافة تنشر في أوساطهم وهم لا يستحون ولا يتحرجون من ذلك.. وبما أن الجو المحيط بثقافة الارتزاق وما يفيض به من سوء وانحطاط ديني وأخلاقي فإنها في ذات الوقت غير قابلة للديمومة, لأن حبلها قصير وزمن كشفها غير طويل.. وتبقى إرادة الشعوب أقوى من إرادة الخيانة والارتزاق, ويبقى سلاح الحق أقوى وأمضى من سلاح الزور والباطل.. “فأما الزبد فيذهب جفاءً وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض” صدق الله العظيم.