من المؤسف، بل والمعيب أن تظل الدولة والمجتمع ككل ينظرون للمعلم نظرة دونية وناقصة.. كما انه من المخجل أيضا أن يظل المعلم اليمني الحلقة الأضعف وصاحب الدخل المتدني جداً في المنظومة الوظيفية العامة للدولة!! ولماذا كل هذا الإهمال غير المبرر له؟ ومن المستفيد من بقائه على هذا النحو من المستوى المعيشي والاجتماعي الضعيف؟!.. أسئلة تطرح نفسها بقوة ولا توجد لها إجابات مقنعة ولا آذان صاغية تنصت إليه وتستمع لمعاناته!! وفي ظل الظروف الصعبة والمعقدة التي تمر بها بلادنا من عدوان ظالم وغاشم من قبل أعتى الدول المارقة نجد المعلم يعاني الأمرين (ظروف معيشية قاسية وحالة نفسية تكاد تصل به إلى حافة الانهيار) ومع كل ذلك ما يزال صامداً متحدياً يؤدي واجبه الوطني والتربوي على أكمل وجه وبتفان لا نظير له رغم انقطاع راتبه ومصدر معيشته الوحيد الذي كان يعتمد عليه اعتماداً كلياً في مأكله ومشربه ومسكنه وكذا الإنفاق على أفراد عائلته التي قد يصل تعدادها في كثير من الأحيان من خمسة إلى سبعة أشخاص على أقل تقدير. قد يقول أحدهم إن الشعب اليمني ككل يمر بهذه الظروف ويعاني نفس المعاناة.. نقول نعم لكن المعلم يشكل حالة مجتمعية استثنائية كونه مرتبطاً بالعملية التربوية والتعليمية التي لا يحتمل الوطن مسألة تعطيلها أو إيقافها ولابد من استمرارها فهي ضرورية للنشء كضرورة الهواء والماء للبقاء على قيد الحياة. وعليه فإن على الجهات ذات العلاقة والمتمثلة بوزارة التربية والتعليم ووزارة المالية ومجلس الوزراء وعلى رأس كل هذه المؤسسات المجلس السياسي الأعلى العمل على توفير ما أمكن من مبالغ مالية معقولة لا نقول شهرية ولكن على الأقل كل ثاني شهر حتى يتمكن المدرس من مواجهة متطلبات الحياة اليومية الضرورية والتي تمكنه من العيش وتعينه على أداء مهامه التربوية المنوطة به. المعلم يا سادة لا يقل أهمية وشأناً من ذلك المقاتل في مختلف الجبهات فكلاهما يشكلان سداً منيعاً في مواجهة جبروت وطغيان العدوان الكوني الظالم على وطننا الحبيب. أعيدوا النظر تجاه المعلم اليمني المهضوم على كل المستويات وتحملوا المسؤولية تجاه هذا الموظف الذي توليه الدول المتحضرة الأهمية القصوى في السلم الوظيفي للدولة فهو عماد الأوطان وهو من على أكتافه تنهض الأوطان وتتقدم الشعوب وليس أي أحد غيره.. قم للمعلم وِّفه التبجيلا كاد المعلم أن يكون رسولاً