تنشط عصابات مرتبطة بتحالف العدوان ومرتزقته المحليين، في القيام بعمليات تهريب مئات القطع والمقتنيات الأثرية اليمنية النادرة والثمينة، والمتاجرة بها في السوق العربية والدولية، مستغلة تحكّم العدوان في المنافذ البحرية والجوية، لممارسة نشاطها العدائي ضد آثار اليمن وتراثه الثقافي والإنساني بدون عوائق أو قيود. وتفيد تقارير دولية، بأن الآثار في اليمن تتعرض لأعمال عدائية غير مسبوقة، منذ بدء الحرب السعودية الإماراتية على اليمن، وبإسناد لوجستي أمريكي وبريطاني، في26 مارس 2015, حيث تم ضبط شخصين يعملان ضمن عصابة لتهريب وبيع الآثار، الأسبوع الماضي، في مديرية الظهار محافظة إب. وقالت السلطات الأمنية أن "الشخصين اللذين تم ضبطهما وبحوزتهما تمثال أثري، وصور لعدد من القطع الأثرية النادرة، اعترفا أنهما كانا بصدد بيع التمثال لسماسرة يتبعون حكومة المرتزقة وتحالف العدوان، كما اعترفا أن القطع المصورة موجودة لدى شخصين من أعضاء العصابة، يتواجدان في محافظة أخرى". وتستدعي هذه الواقعة، التذكير بإعلان السلطات نفسها، قبل أسبوعين تقريبا، عن ضبط شخص كان بحوزته قطعة أثرية نادرة من الذهب الخالص تعود للعهد الحميري وتزن 400 جرام. ويشترك مسئولون ودبلوماسيون في حكومة الارتزاق، في نهب وسرقة وبيع الآثار اليمنية، عبر تقديم خدمات دبلوماسية تسهل وصولها وعرضها للبيع في السوق الدولية، ضمن نشاط ممنهج ومنظم له أدواته وسماسرته في الداخل والخارج، ورعاية سخية من قطبي تحالف العدوان، السعودية والإمارات. وأكد تقرير خاص بالمؤسسة الأمريكية "تحالف حماية الآثار" ديبور لير، ونشرته "الواشنطن بوست" الأسبوع الفائت، أن السوق الأمريكية صارت من أكثر الأسواق استقبالا للآثار المهربة من اليمن خلال السنوات الأخيرة. وفي حين تحدث التقرير عن أن "الولاياتالمتحدة استوردت خلال العقد الماضي ما قيمته 8 ملايين دولار من الفن المستورد من اليمن", فإنه يستغرب بقاء الأسواق الأمريكية مفتوحة للمقتنيات الأثرية القادمة من هذا البلد، في الوقت الذي يبدو مستوعبا التهديد الإرهابي، وتمويله عملياته من الآثار( في إشارة صريحة الى تورط تنظيم القاعدة في تمويل نشاطاته من الإتجار بالآثار الى جانب مصادر تمويلية أخرى كالنفط وغسيل الأموال وغيرها ). وبالإشارة لتنظيم القاعدة، فإن تحالف العدوان وعلى رأسه السعودية، البلد "الفقاسة" لكيانات التطرف والإرهاب، استثمر عناصر التنظيم الذين يتواجدون أساسا في المحافظاتالمحتلة الجنوبية والشرقية، للقتال في صفوف قواته على طول الشريط الساحلي الغربي. ويعزز من تورط "القاعدة" في جرائم تهريب آثار اليمن والمتاجرة بها، مظاهر التفاهم والتنسيق التي تبدو في بعض الأحيان مفضوحة، مع تحالف العدوان وجهات في حكومة المرتزقة. وقال مهند السياني رئيس هيئة الآثار اليمنيةبصنعاء، ل26"سبتمبرنت" إن القاعدة، وداعش لعبا دورا كبيرا في تفجير المواقع الأثرية، وساهما في تهريب المقتنيات الأثرية، مستغلين ظروف الحرب. لافتا الى أن أبرز المشكلات التي تواجه خطط الحد من تهريب الآثار هي أن الأسواق العالمية التي تبدي تعاونا في مهمة إيقاف تهريب المقتنيات، هي نفسها مفتوحة أمام استقبال تهريب، بحكم القوانين المعمول بها. وناشد السياني المنظمات الدولية والمجتمع الدولي ككل، بسرعة التحرك من أجل إيقاف الأعمال العدائية ضد التراث والموروث الثقافي والإنساني في اليمن. ولم تتحدث حكومة الارتزاق بشكل صريح عن كيف تم نهب متحف زنجبار في أبين من قبل عناصر القاعدة، وكيف جرى نهب المتحف الوطني بعدن، عقب مزاعم تحرير المدينة في أواخر 2015، كما لم تتحدث عن نهب متحف تعز من قبل عناصر معروفة بارتباطاتها بتنظيم القاعدة. وتحاول جماعات ضغط، في الولاياتالمتحدة، مكونة من مختصين أثريين وباحثين وصحفيين، تصعيد هذه القضية الى مستويات عليا، بهدف ايقاف النهب والاعتداء الحاصل ضد الآثار في اليمن, مشددة على أنه "يجب أن يتوقف "التحالف" عن القتل اليومي لليمنيين، وحصارهم وتجويعهم وتشريدهم، كما يجب أن يتوقف العبث الذي يجري ممارسته ضد تراث وتاريخ وآثار البلد المعروف بعراقته". وتأمل هذه التحركات تعزيز دعوات ومطالبات في هذا الاتجاه، إلى الخزانة الأمريكية" باستخدام نظام العقوبات الأمريكي لوقف سوق المقتنيات الأثرية اليمنية", كما تشدد على أهمية أن يضطلع الكونغرس بدور ايجابي "مماثل لدوره في منع وصول المقتنيات المسروقة من العراق وسوريا". وتتواطأ حكومة المرتزقة مع عروض مزاد علني لقطع ومقتنيات أثرية يمنية، في دبي وبيروت وعمان ونيويورك وواشنطن ولندن وباريس وسويسرا. ووصف أكاديمي أثري تحركات ورسائل حكومة المرتزقة الى الأممالمتحدة واليونيسكو في وقت سابق، بأنها محاولة بائسة لتغطية تورطها بشكل فعلي في معظم عمليات التهريب والبيع والشراء. وقال: " سوف نكتشف لاحقا كيف أجادت هذه الحكومة دور السمسار المخلص لقوى العدوان، في اتجاه رغبة تدمير وتجريف المكتنز الآثاري والثقافي للبلد". وتعرض نحو 85 موقعا أثريا وتاريخيا للقصف المباشر وغير المباشر، وفقا لإحصائيات وإفادات من هيئة الآثار. واستهدف العدوان مواقع أثرية مسجلة ضمن لائحة التراث الإنساني، منذ عقود طويلة، أبرزها استهدافه العديد من المنازل في صنعاء القديمة، ما تسبب في تدمير أجزاء منها، كما استهدف أجزاء من مدينة زبيد التاريخية , ولم تسلم من القصف، قلعة القاهرةبتعز، ومثلها قصر السلاح بصنعاء، وهو المبنى المقام على أنقاض قصر غمدان التاريخي.