في الآونة الأخيرة وبعد مضي أربع أعوام من شن العدوان على اليمن بدأ الرأي العام العالمي يفطن إلى ما يرتكبه تحالف العدوان من ممارسات تنسحب بكارثيتها على الأقليم بل وعلى العالم أجمع من خلال انتهاجها سياسة داعمة لحركات التطرف والإرهاب فضلاً عن ما تقوم به من انتهاكات فجة لحقوق الإنسان في اليمن. وقد بدأت بعض المنظمات الحقوقية العالمية وبعض وسائل الإعلام الغربية المنصفة تسلط الأضواء على بعض الجرائم والممارسات اللانسانية الإماراتية، وفي هذا السياق أكدت صحيفة دنماركية أن دور الإمارات في الانتهاكات التي تشهدها الحرب في اليمن، هو الدور الأكبر؛ لافتة إلى أن الإمارات تطمع إلى تحقيق أكبر قدر من النفوذ الدولي على حساب أمن واستقرار اليمن ومعاناة المواطن اليمني، من خلال إطلاق المجرمين من السجون متخذة منهم أمراء حرب متوحشين ، دافعة بهم لتوسيع رقعة الحرب واستخدامهم أدوات لتنفيذ بعض مخططاتها الجهنمية من قتل وسلب وتخريب وترويع للآمنين. وضربت الصحيفة الدنماركية مثالا على ذلك من خلال قصة حليف أبوظبي المدعو أيمن عسكر، وذكرت أنه: «كان قبل 4 سنوات يقضي محكوميته بالسجن المؤبد في أحد سجون جنوباليمن لارتكابه جريمة قتل، أما اليوم، فالرجل واحد من أثرى الناس، وصاحب نفوذ كبير، ويملك شبكة واسعة من الصداقات عبر خطوط الحرب الأهلية». وأضافت الصحيفة «إنفارماسيون» متحدثة عن أيمن عسكر ودعم الإمارات له: «عُيّن أخيراً مسؤول الأمن عن منطقة كبيرة في عدن، بل إن تعيينه جاء من (الحكومة اليمنية)؛ لكن الرجل هو صديق وحليف للإمارات، الشريك الأكثر عدوانية في (التحالف) الذي تقوده السعودية». ولفتت الصحيفة، الانتباه إلى أن تحالفات أبوظبي «مع شخص أيمن عسكر، الذي لم يكن حتى فترة وجيزة ماضية سوى عضو في تنظيم القاعدة، والذي من المفترض أنه عدو مشترك للإمارات و(للحكومة اليمنية)». وبينت الصحيفة الدنماركية كيف أن هذا الرجل المدعوم إماراتيًّا اعتلى هرم سلطة مجموعات «تنظيم القاعدة» في السجن، «فبانتهازية صار يلبس مثلهم، ويقسم بالولاء لقضاياهم (القاعدة)، معتمداً على مظهره القوي». وفي تأكيد من الصحيفة على أن دويلة الإمارات تقوم بدعم وتفريخ مليشيات مسلحة تابعة لها أضافت: «فيما السعوديون يتلقّون الجانب الأكبر من الاستياء الدولي، فإن الإمارات تقوم بالدور الأقوى على الأرض من خلال مليشيات محلية، ففي الجنوب تتحالف مع السلفيين والانفصاليين الجنوبيين». وذكرت «إنفارماسيون» أنه مع بداية الحرب: «كان عسكر لا يزال في السجن، ومع الفوضى اندفع مقاتلو القاعدة لاقتحامه، فهرب هؤلاء وبينهم عسكر مع أصدقائه، وميّز الرجل نفسه كقائد بلا رحمة في القتال، كما في عمليات النهب». وتطرقت الصحيفة إلى ما مارسه المدعو أيمن عسكر من جرائم وممارسات لا إنسانية معتمدا على دعم الإمارات له قائلة: «فرض نظام ابتزاز في موانئ مدينة عدن تحت مسمى كومسيون (عمولة) عن كل شحنة تدخل إلى البلد» بما في ذلك شحنات المواد الإغاثية. وأشارت الصحيفة -في حديثها عن تعاظم نفوذ هذا الإرهابي- إلى أن «السلطات المحلية لم تستطع إعادة اعتقاله (قبل أن يعيّن مسؤولاً أمنياً اليوم)، فعلاقاته وصداقاته بالضباط الإماراتيين كان يمكن ملاحظتها بتجواله معهم في المدينة، حتى صارت له أقوى العلاقات والاتصالات من خلال إقامته المتكررة في كل من دبيوأبوظبي». ووصفت الصحيفة الدنماركية لقاءها بحليف الإمارات مع أصدقائه، صيف العام الماضي، في مزرعته شمالي مدينة عدن، قائلة إنه «بكثير من المزاح والبهجة، وعلى طريقة اللصوص، روى القصص عن مغامراته وجولاته الأخيرة خارج البلد». وقالت الصحيفة إن «الإمارات تبدو الطرف الوحيد في التحالف الذي يملك استراتيجية واضحة، فهي تستخدم جيوشاً خاصة أسستها ودرّبتها وموّلتها في محاولة لضرب خصومها التقليديين بشكل أساسي». وتطرقت الصحيفة إلى استراتيجية الإمارات في تقوية نفوذها بأيادٍ يمنية عميلة قائلة:«تحالفت الإمارات مع حركة الانفصاليين في الجنوب، التي تعارض (الرئيس هادي) وتنازعه النفوذ والسلطة، فعمدت إلى بناء معسكرات وقواعد -لهذه الأيدي- تُعتبر في الحقيقة دولة موازية مع خدمات أمن واستخبارات خاصة بها». ولم يفت الصحيفة التطرق إلى أن ما وصلت إليه الإمارات في اليمن «ببناء جيش خاص وقوات انفصالية في الجنوب، والتآمر لضرب النظام السياسي كله، يأتي ضمن طموحات هذه الدولة الصغيرة للعب دور إقليمي». وبينت الصحيفة لجوء الإمارات إلى أساليب الخداع ودغدغة المشاعر والوعود الذهبية الزائفة في سبيل تحقيق أطماعها وتنفيذ أجندتها قائلة: «راح الإماراتيون بتدخلهم يخدعون أهل عدن بالوعود الكاذبة بجعل مدينتهم مثل دبي، فيما الواقع في الشارع مختلف تماماً بالتدمير وتشريد الفقراء، وتحويل الحرب إلى أكبر رب عمل للناس». وركزت الصحيفة الدنماركية في تقريرها الذي أفردت له خمس صفحات -في كثير من أمثلتها- على كيفية اعتماد الإمارات على عصابات ومليشيات تستقبل قادتها وتلمعهم، أمثال أيمن عسكر، لتحقيق أهدافها التي تراها الصحيفة متعارضة مع مصالح اليمنيين جملة وتفصيلا، وفي بعض تناولها للسياسة الإماراتية، لم تتردد الصحيفة بنقل أوصاف بعضهم بأنها "سياسة إمبريالية". وفي السياق نفسه، ذهبت "إنفارماسيون" لمقارنة سياسة الإمارات في اليمن بالسياسة الأميركية في العراق "التي قامت على كثير من الجهل، فأطلقت فيه حربا أهلية فظيعة بدعم طرف ضد طرف آخر، وهذا ما يقوم به الإماراتيون في اليمن بخلق ظروف مؤاتية لاستعادة صراعات الماضي وحرب أهلية مدمرة". وعرجت الصحيفة في النهاية على الأهداف الحقيقية لأبوظبي في اليمن: -- أولًا، تريد تدمير الإسلام السياسي بجميع أشكاله. - ثانيًا، التحكم بالقيمة الاستراتيجية للبحر الأحمر والسواحل الضيقة من القرن الأفريقي، حيث بنت لها قاعدة عسكرية في جيبوتي وإريتريا. - ثالثًا، تطوير وتعزيز قواتها الخاصة التي تدرب وتراقب القوات المحلية التي تنوب عنها باعتبارها جنود حزام أمان لمصالحها". لكن الاستراتيجية الإماراتية، وفقًا للصحيفة، تواجه الكثير من التحديات والمعارضة الشعبية "وبات الناس يرون فيها قوة احتلال، وحتى في صفوف السلفيين الذين تستخدمهم بات التململ ينتشر وهم يرون أنفسهم وقودًا لمدافع الإماراتيين".