بقلم اللواء الركن/ محمد ناصر العاطفي عام انقضى وعام بدأ والشعب اليمني يواجه عدواناً كونياً لا يقل وحشية عن النظام الامبريالي المنبثق منه.. انتهى العام 2018م مفعماً بملاحم انتصارات هذا الشعب العظيم وجيشه ولجانه الشعبية.. صحيح أن تكالب تحالف العدوان كان أكثر سُعاراً في هذا العام خاصة في جبهات الساحل الغربي وفي الحد الشمالي وجبهات الوسط، لكنهم وجدوا أمامهم مقاتلين أشداء ميامين يفوقونهم إيمانًا وبأسًا اعتادوا اجتراح المآثر الخالدة وصنع الانتصارات الملحمية التي تفوق كل أساطير الحروب عبر التاريخ. العام 2018م كان كما أراده الرئيس الشهيد صالح الصماد بالستياً بامتياز وتشهد على ذلك قواعد ومطارات وقصور ومعسكرات تحالف العدوان في نجران وجيزان وعسير وصولاً إلى الرياض وأبوظبي ودبي، كنا في هذا العام نوجه الرسائل للأعداء لنريهم بعض براكيننا وطائرات صمادنا المسيرة علّهم يعودون إلى رشدهم ويعون من يحاربون! من جديد يعودون كارهين إلى لعبة المشاورات والمفاوضات لكسب الوقت غير مدركين أن هذه اللعبة انتهت وأن التشاور إن لم يتحول إلى تفاوض مع من يشن هذه الحرب العدوانية البربرية الوحشية الشاملة على شعب مسالم لا يعتدي على أحد، لكنه لا يقبل الاعتداء عليه وإن لم يقرأوا التاريخ ننصحهم بالمرور عليه ليفهموا أن اليماني لا يقبل أن تدنس أرضه أقدام الغزاة والمحتلين وإن بقي بعض الوقت فإن براكين هذا الشعب العظيم تلتهمهم وتحولهم إلى رماد ومنه تتجدد روح طائر الفينيق الأسطوري, وهذا هو حال شعبنا عبر تاريخه القديم والحديث. بدأ العام 2019م مددنا فيه أيادينا للسلام وكنا نريد إرادة السلام أن تلاقينا بوقف العدوان ورفع الحصار الجائر المفروض على شعبنا براً وبحراً وجواً، وإيجاد حل شامل يحفظ لليمن سيادته ووحدته واستقلاله ويصون كرامته وعزة أبنائه، لكن هذه الإرادة على ما يبدو لم تنضج في عقول من اعتقدوا أن اليمن لقمة سهلة يمكن ابتلاعه في أيام أو أسابيع.. قبلنا لأسباب قيمية أخلاقية وإنسانية، تجزئة الحل السياسي وقلنا لتكن البداية من الحديدة، وبين نهاية العام المنصرم وبداية العام الجديد, كان اتفاق السويد من يوم إعلانه أوقفنا إطلاق النار كما أعلنه ممثل الأمين العام للأمم المتحدة مارتن غريفيث وبحضور الأمين العام في استوكهولم ولكن تحالف العدوان ومرتزقته لم يلتزموا وارتكبوا آلاف الخروقات الموثقة، ومع ذلك صبرنا وتحملنا، كما كنا دوماً من أجل مصلحة شعبنا ووطننا حتى لا يغلق بصيص الأمل للسلام.. قد يقرأ هذا أعداؤنا أنه ضعف لكنه على العكس من ذلك هو نقطة قوة وإن ظلوا في غيهم سائرين سيدركون بعد فوات الأوان أننا غدا كنا ولا نزال في موقع القوي المؤمن بعدالة قضيته، وهذا هو الغد المؤلم لهم في العام الجديد 2019م. وفي هذا كله ننطلق من فهم عميق أن صبرنا وصمودنا طوال هذه السنوات ليس في صالح من يشنون العدوان علينا، وان دماء أبناء اليمن سوف تجرفهم وان المتغيرات الإقليمية والدولية الخارجية من أعمالهم الإجرامية- ليس ضد اليمن، بل والمنطقة كلها- ستكمل المهمة وتأخذهم إلى حيث يجب أن يكونوا في مزبلة التاريخ، وهكذا إن أصروا على استمرار عدوانهم فليس أمامنا إلا الصمود وليس أمام شعبنا إلا التحشيد إلى جبهات المواجهة المقدسة فمسافة الألف ميل نحو النصر قد قطعناها ولم يبق إلا الميل الأخير الذي يحتاج المزيد من الاصطفاف الوطني وتوحيد الجبهة الداخلية، لاسيما وأن أهداف العدوان المعلنة تثبت أنها كذبة والصحيح أن اليمن كله مستهدف من أقصى جنوبه إلى أقصى شماله، وأن ما يتعرض له منذ أربع سنوات من عدوان غاشم وحصار جائر هدفه المُبيّت احتلال أرضنا ونهب ثرواتنا وتقسيمنا إلى كيانات متناحرة هشة وضعيفة ممزقة الأوصال، وهذا واضح اليوم في سقطرى والمهرة وشبوة وحضرموت وباب المندب، وحيثما وطأت أقدام الغزاة المحتلين وأذنابهم.. فليكن العام الجديد عام النصر المؤزر والكامل الذي لا يحققه إلا شعب حضاري عريق وعظيم.