اعلنت اللجنة الوطنية لشؤون الأسرى ، الثلاثاء، إطلاق سراح الأسير السعودي ، موسى عواجي، تنفيذا لأوامر قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، الذي كان ابلغ لمبعوث الأممي إلى اليمن، مارتن غريفيث، خلال اللقاء الذي جمعهم الاثنين في صنعاء استعداده إطلاق سراح الاسير عواجي لدواعٍ انسانية، وفقا لما نقله رئيس الوفد الوطني للمفاوضات، محمد عبدالسلام، اعقبها توجيه الجهات المختصة ايضا بترجمة تلك الخطوة على ارض الواقع، كما يقول رئيس اللجنة الوطنية لشؤون الاسرى، عبدالقادر المرتضى، وقد اعلنت اللجنة بالفعل اجراءاتها بدعوة الأممالمتحدة والصليب الأحمر لاستلامه وتسليمه لأهله، وهذه الخطوة، بحسب المرتضى، جاءت في اعقاب وساطات قادتها الأممالمتحدة وشخصيات قبلية واجتماعية بهدف إجراء عملية تبادل سريعة للأسير عواجي مقابل جرحى الجيش واللجان الشعبية وبما يحقق انقاذ حياة الجميع، غير أن السعودية التي تخطط لحسابات أخرى في ملف الأسرى تخلت عن أحد جنودها ولم تلتفت حتى لأنين وجعه. بمبادرته الإنسانية للإفراج عن الأسير السعودي، موسى عواجي، يكون قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي قد انقذ حياة شخص، كاد فيروس الكبد يفتك بصحته، واربك حسابات تحالف العدوان الذي ظل يعرقل اتفاق تبادل الأسرى منذ اللحظات الأولى لمفاوضات السويد، غير أن الأهم في هذه الخطوة يعكس اهتمام قائد الثورة بأسرى الجيش واللجان ومساعيه الحثيثة لإطلاق سراحهم من سجون العدوان ومرتزقته، ناهيك عن اخلاقياته في التعامل مع اسرى العدو بغض النظر عن جرائم العدوان بحق الأسرى من الجيش واللجان الشعبية. على مدى السنوات الماضية، ظلت قضية الاسرى محل اهتمام الدولة وعلى رأسها السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي الذي يفرد مساحة كبيرة في خطاباته للتأكيد على أولوية اطلاق سراحهم، وقد ترجمت تلك الخطابات فعليا على ارض الواقع بتنفيذ عمليات تبادل في الميدان افرج خلالها بحسب المرتضى عن أكثر من 3 آلاف اسير رغم مساعي العدوان لإجهاضها، وحتى خلال جولات المفاوضات والتي كان أخرها السويد، ظل ملف الأسرى كأبرز اهتمامات الوفد الوطني ، وكان من المتوقع أن تحقق تلك المفاوضات التي ترعاها الأممالمتحدة تقدما خلال الشهر الماضي لإنهاء معاناة الآلاف لكن تحالف العدوان عرقل المساعي الأممية مجددا، بتعمده إخفاء المعلومات بشأن الأسرى المحتجزين في سجون خاصة به في الداخل والخارج وباعتراف وفد حكومة الفار هادي، وفقا للمرتضى، وكأن تحالف العدوان يريد أن يجعل من الأسرى بندا للمساومات في تحقيق اهدافه التي عجز عنها عسكريا وحتى سياسيا. اهتمام الدولة بأسرى الجيش واللجان الشعبية كان واضحا عندما طرحت لجنة الاسرى اسماء أكثر من 7 آلاف اسير لدى العدوان على طاولة مفاوضات السويد واعلنت جاهزيتها لتنفيذ عملية التبادل وذلك خلافا لحكومة المرتزقة التي راح اعضاء وفدها يبحثون في مواقع التواصل الاجتماعي عن اسماء لأسراهم لينتهي بهم المطاف بتقديم كشف تضمن غالبيته اسماء مكررة، وأخرى لعناصر في تنظيم القاعدة إضافة إلى محتجزين على ذمة قضايا جنائية، وفقا لما ذكره المرتضى في تصريحات سابقة. مبادرة قائد الثورة في إطلاق سراح الأسير السعودي شكلت ضربة قاصمة للعدوان ومرتزقته خصوصا في إطار التعاطي مع اسرى الحرب، فالتحرك الانساني للسيد عبدالملك بدر الدين الحوثي ليس الأول ولا على مستوى القادة فالإعلام الحربي لطالما نشر مقاطع فيديو لفرق الجيش واللجان الشعبية وهي تداوي جرحى العدوان ومرتزقته في الوقت الذي كان فيه المرتزقة يحتفلون بإعدام اسرى أو دفنهم احياء، وتلك ممارسات لا يحلها دين ولا تبيحها شريعة، بقدر ما تعكس فوارق الاخلاق لدى الطرفين.