قال الدكتور وليد الارياني عميد كلية التربية بصعدة إن التعليم الجامعي في المحافظة قد توقف لمدة عام كامل بسبب الدمار الذي تعرضت له كثير من المباني والمنشآت الجامعية في بداية العدوان على البلاد وانه من خلال التكاتف والتعاون بين الجامعة وقيادة المحافظة والجهات المعنية تم بذل جهود مكثفة لتأهيل بعض المباني وإيجاد بدائل مؤقتة للمباني والقاعات المدمرة مما مكن من استئناف التعليم الجامعي مجدداً، وان صدور قرار انشاء جامعة صعدة قد شكل خطوة هامة في استقرار التعليم الجامعي ومعالجة الأوضاع والمتطلبات الجامعية المختلفة والذي يعول عليه كثير من الآمال في النهوض بالتعليم الجامعي وتلبية الاحتياجات الأساسية والضرورية الكفيلة باستقرار ودفع التعليم العالي بالمحافظة، جاء ذلك في حوار لصحيفة» 26 سبتمبر». حوار: خالد أحمد هل لك أن تضع القارئ أمام واقع سير العملية التعليمية بكلية التربية بصعدة في ظل العدوان؟ في البداية أشكر صحيفة»26 سبتمبر» على إتاحة هذه الفرصة الطيبة لتسليط الضوء على واقع التعليم الجامعي في المحافظة وإمكانياته ومتطلباته وحقيقة القول: إن العدوان خلال الفترة الماضية قد استهدف في بداياته امكانيات التعليم الجامعي في المحافظة في إطار خطته للقضاء على كل المقدرات التنموية والخدمية في المحافظة حيث تم التدمير النهائي لقاعات الأقسام العلمية مع المعامل تدميراً كلياً وكذلك سكن الطالبات وهي المباني الموجودة في إطار مبنى جامعة صعدة، كما تعرضت بقية المباني الجامعية الأخرى لأضرار كبيرة أدت إلى توقف التعليم الجامعي لمدة عام جامعي كامل. ومما لاشك فيه أن المباني الجامعية في المحافظة مدمرة أو متضررة ناهيك عن وجود قنابل عنقودية في ساحات الكليات الجامعية مما أدى الى مغادرة الطلاب لمقاعد الدراسة وبالتالي أدى إلى توقف التعليم الجامعي لمدة عام.. ومن ثم بدأت خطوات استئناف التعليم في ظروف قاهرة وصعبة وتم في البدء إعادة العمل من خلال ضم الطلاب الدارسين في الكلية طلبة كلية التربية بجامعة صنعاء واستكمال اجراءات التخرج لهم، وفي العام التالي عملت والدكتور علي حمود شرف الدين عميد الكلية آنذاك وكنت نائبا للعميد للبدء في إعادة أوضاع الكلية مجددا لاستئناف التعليم الجامعي وبتعاون من قيادة المحافظة ممثلة بالأخ محافظ المحافظة محمد جابر عوض ودعم رئيس جامعة عمران الدكتور محمد ضيف الله القطابري الذي بذل ما في وسعه لدعم هذا التوجه واستئناف الدراسة في المحافظة، وتم اعتماد عدد من فصول مدرسة القص الثانوية خلال الفترة المسائية كقاعات بديلة مؤقتا لاستيعاب الطلاب الدارسين في الكلية، وكان للأستاذ ناصر الطويلي أحد الكوادر التعليمية في الكلية الفضل في المبادرة ودخول مبنى الكلية خلال فترة القصف الاولى وحفظ الارشيف الخاص بالكلية كاملا وحفظ قاعدة البيانات تماما والتي لو فقدت لمثلت مشكلة كبيرة يصعب معالجتها ، وبحمد الله تم استئناف العمل الجامعي والتكيف مع الوضع القائم ومحاولة معالجة الاحتياجات والمتطلبات التعليمية تدريجيا للدفع بواقع التعليم الجامعي. جهود مكثفة برأيكم ما هي الخطوات التي قادت إلى ذلك النجاح والاستمرارية ؟ بعد سنة ونصف وفي بداية 2017 م تم صدور قرار إنشاء جامعة صعدة بعد أن كانت كلية التربية تابعة لجامعة عمران وتم صدور قرار تعيين الدكتور عبد الرحيم الحمران رئيساً للجامعة حيث بذل جهوداً مكثفة وحثيثة من اللحظة الاولى لتوليه رئاسة الجامعة في متابعة وتلبية احتياجات التعليم الجامعي فتم العمل على تأهيل مبنى كلية التربية من خلال العائدات الجامعية المتواضعة وتم توفير معامل (الفيزياء، الكيمياء، الاحياء) من خلال وزارتي التعليم العالي والتربية والتعليم وتم افتتاح أقسام جديدة هي: (الأحياء، نظم المعلومات، الفيزياء) وتم الفصل بين الكليات التي كانت في إطار كلية التربية والآداب والعلوم الى ثلاث كليات وبتعاون من السلطة المحلية في المحافظة تم توفير مبنى مدرسة الواسعي الثانوية وإعادة تأهيله لتصبح كلية الآداب « كلية مستقلة». العدوان وتأثيراته كيف تنظرون حالياً إلى مستوى إقبال الطلاب على الدراسة الجامعية ، وما مدى توافر الكادر التعليمي؟!! الواقع أن كثيراً من أوراق التعليم الجامعي تلخبطت كثيراً بسبب العدوان وما ترتب عليه والجامعة اليوم برمتها قائمة على 8 موظفين بينما 42 موظفاً تسربوا بسبب الظروف المادية ،وكان العجز كبيراً أيضاً في الكادر الجامعي العامل وقد بذل رئيس الجامعة جهوداً متواصلة لاستقطاب الكفاءات للكليات الجامعية الثلاث حيث تم تغطية العجز نسبيا وبلغ عدد الكادر الجامعي (115 بين دكتوراه وماجستير ومعيد) خاصة أن المعيدين لم يتمكنوا من مواصلة دراساتهم العليا بسبب الظروف المادية وعدم وجود فرص للدراسة في الخارج بسبب الحصار القائم.. وأود الإشارة أن جزءاً من الكادر الجامعي متواجد في صنعاء ونظراً لهذا الاشكال عمدنا الى تقسيم الترم الدراسي إلى نصفين، نصف ترم يقوم بالتدريس فيه الكادر الوافد من صنعاء لمدة شهر ونصف، ونصف الترم الآخر يقوم بتغطيته الكادر المتواجد في صعدة وتم توفير سلف مالية لهم وهذه الخطة جاءت مراعاة للظروف كون الكادر الجامعي نصفه مقيم في صنعاء ونصفه الآخر مقيم في صعدة. أما بالنسبة للطلاب الذين غادروا مقاعد الدراسة فقد أنصبت الجهود على إعادتهم وإيجاد الحوافز والتسهيلات اللازمة لعودتهم إلى مقاعد الدراسة من جديد، من ذلك اعتماد دورة أكتوبر لكل المستويات , وأيضاً الطلاب المسجلين في الكلية والذين هم في الجبهات وضعت لهم مساعدات لتمكينهم من مواصلة الدراسة الجامعية ومواصلة واجبهم الوطني،حيث تم إعفاؤهم من درجات أعمال السنة الجامعية وتصحيح امتحاناتهم بالدرجة النهائية وقد بلغ عدد الطلاب المقيدين في الكليات 4300 طالب وطالبة بينما الموجودين فعليا 2100 طالب وطالبة. وفي اعتقادي أن الجهود المبذولة والتعاون القائم بين الجامعة والمحافظة والوزارة والجهات ذات العلاقة قد كفل انتشال التعليم الجامعي من الهوة التي وقع فيها بسبب العدوان وظروف الحرب والحصار المفروض على البلاد منذ أربع سنوات وشكل تأسيساً جديدا للتعليم الجامعي في جامعة صعده ابتداءً من نقطة الصفر. الوضع المادي ما طبيعة الصعوبات والمعوقات الحالية والاحتياجات القائمة بصورة ماسة في الوقت الراهن؟ بغض النظر عن واقع الامكانيات والقدرات الحالية والصعوبات المختلفة التي تواجه التعليم الجامعي في المحافظة فإن هناك احتياجات أساسية وضرورية نحن بأمس الحاجة إليها وفي مقدمتها إنشاء قاعات جامعية جديدة لاستيعاب الاحتياج القائم والأعداد المتزايدة للطلاب كون القاعات الحالية 9 قاعات دراسية إلى جانب مدرجين فقط وبقية القاعات مدمرة بسبب القصف، كذلك هناك احتياجات ماسة لبناء 5معامل دراسية للفيزياء والكيمياء والأحياء بدلا عن المعامل التي تم تدميرها كليا، وكذلك إيجاد سكن للطالبات بديلاً عن السكن الذي تم تدميره في بداية العدوان خاصة وان عدداً كبيراً من الطلاب والطالبات الدارسين جاءوا من مديريات بعيدة خارج صعدة عاصمة المحافظة منها رازح حيدان، وساقين، مجز.. ومن مديريات محافظة الجوف المجاورة وتبلغ نسبة الوافدين من خارج عاصمة المحافظة بأكثر من 35% من العدد الكلي للدارسين. أيضاً يتوجب توفير بعض الدعم المادي او الحصص التموينية للكادر الجامعي لتحفيزهم على العمل ومضاعفة الجهد للقيام برسالتهم التعليمية. ونقدر عالياً دور كل الجهات والقيادات المسؤولة التي بذلت ولازالت تبذل جهوداً طيبة للتعاون معنا والدفع بواقع التعليم الجامعي في المحافظة عموما، ونقدر عاليا الدور الذي، يقوم به رئيس جامعة صعدة الدكتور عبدالرحيم الحمران لما من شأنه إنجاح وتطوير التعليم الجامعي في المحافظة وشكراً لصحيفتكم الغراء «26سبتمبر».