النجاح سمة يتمنى الجميع أن يتصف بها بالعمل الذي يقوم به وفي ظل الظروف التي تمر بها بلادنا تعرضت العديد من الأعمال إلى التراجع وقد لا أبالغ بتعبيري أن الكثير من الأعمال تعرضت للإغلاق بسبب تدهور الحالة الاقتصادية للبلاد، إلا أن وسط كل هذا الظلام الذي فرض علينا العدوان الغاشم لابد من وجود بصيص أمل في النجاح وليس النجاح فقط، بل التميز.. وهذا هو النجاح الذي سوف نلقي عليه الضوء في هذا الاستطلاع القصير مع شريحة من النساء الناجحات اللاتي تغلبن على الظروف والعوائق التي صادفتهن في مشوار اعمالهن وربما لا يتسع لنا الوقت لإبراز نجاحهن وتتميز هذه المشاريع والأعمال بأنها نجحت منذ بدء الحرب ويبقين هؤلاء النساء مجرد أمثلة نفتخر بهن فقد جعلن من ظروف الحرب سبباً في أن ترى مشاريعهن النور ويكسرن حاجز التردد الذي يمتلك معظم الناس في افتتاح مشاريع وخوفهم من الخسارة بسبب الأوضاع المتدهورة التي تمر بها البلاد«26سبتمبر» ألتقت بهن ليسردن تجاربهن الناجحة وما واجهينه من صعاب حتى تميزت هذه الأعمال بالنجاح..فإلى الحصيلة: استطلاع: إيمان الربع البداية كانت مع الأخت أسماء المشرقي – صاحبة معمل صغير لصنع الشكولاتة تحدثت إلينا قائلة: ظروف الحرب التي تمر بها بلادنا كانت كافية لتشجعني فلأوضاع التي وصلت إليها بلادنا من تدهور الحالة الاقتصادية والحصار الخانق وكذلك تأخر المرتبات كل هذه الأسباب جعلتني أبحث عن مشروع يدر علي وعلى عائلتي عائدا ماديا يلبي احتياجاتنا اليومية.. وقد كانت بدايتي مع هذا العمل وما انجزته في عملي حتى اليوم كانت بعمل بسكويتات أقوم بتوزيعها على الأصدقاء والجيران من حولي وقد لاقى عملي استحسان الجميع مما شجعني إلى تطوير عملي ليغطي مناطق أكبر فقمت بتخصيص معمل صغير لصنع الشكولاتة وتوزيعها على مستوى السوبر ماركات حولي وهذا يعتبر بالنسبة لي إنجازاً كبيراً.. ومن دعمني ووقف إلى جانب أسماء وبسكويتات «يمن سويت» فالفضل الأول يعود لله ثم لزوجي فقد كان مشجعاً كبيراً لي في أن يرى هذا المشروع حيز العمل بتشجيعه الدائم لي وكذلك تقديمه الدعم اللازم لهذا العمل وكذلك لا أنسى دور وزارة الصناعة والتجارة ممثلة بالأستاذ عبدالوهاب الدرة الذي قابل عملي باستحسان كبير وشجعني على الاستمرار في عملي وقدم لي الدعم من خلال وقوفه إلى جانبي وزودنا بالآلة لتغليف الشكولاتة التي أقوم بصناعتها وكذلك استفدت من القرار الذي قدمته وزارة الصناعة لرائدات الأعمال ومنحهن التصاريح والأسماء التجارية . ظروف الحرب وفيما يخص المعوقات التي تواجه أسماء وتقف في طريقها وتحد من تطوير عملها أضافت أن المعوقات التي تواجهنا لليوم هو عدم قدرتنا على توفير آله لصنع الشكولاتة فما زال عملنا يدوياً وهذا يمنعنا من زيادة الإنتاج وتغطية بقية السوق اليمنية فعدم قدرتنا على توفير هذه الأجهزة والتقنيات الحديثة كانت بسبب الظروف التي تمر بها البلاد من حصار خانق وأوضاع اقتصادية متدهورة. وأمنيتي أن أمتلك معملا مجهزا بأجهزة تقنية حديثة لصنع الشكولاتة وأن يغطي السوق اليمنية كلها فالمنتج اليمني يجب أن يأخذ فرصته في التشجيع طالما تميز بالجودة وأن أوفر فرصة عمل جديدة لكثير من الأيدي العاملة في حال توسع العمل، وأقول لكل امرأة يمنية لديها رغبة في أي عمل أو أي مشروع مهما صغر أن تبادر وتجعله يرى النور ولا تجعل للحرب أي دور في إحباطها بل يكون تحدياً جديداً لها وفرصة للنجاح في جميع المجالات. موهبة التصميم أما الأخت صفاء الأغبري – صاحبة مشغل للعبايات فقد أضافت قائلة: لم تكن فكرة المشروع الذي نفذته مخططاً لها مسبقاً لكن بسبب الحرب والأوضاع الاقتصادية التي تمر بها بلادنا قررت أن استثمر موهبة التصميم التي كانت موجودة لدي منذ صغري فاخترت تصميم العبايات لأنها كانت تعتبر الأسهل والحمدلله نجحت ولقيت تصاميمي إقبالا كبيرا فقد كانت بدايتي من منزلي كنت أصممها وأعرضها للبيع وبعدها بفترة بسيطة نجحت أعمالي واستطعت بعد فترة وجيزة من العمل أن افتتح مشغلا خاصا لخياطة العبايات مجهز بشكل جيد وأصبح لدي أيدي عامله تعمل معي رغم الظروف التي تعرضت لها البلاد إلا أن عملي نجح بإذالله، والمعوقات التي واجهتني في بداية مشروعي هي كوني فتاة تعبت من خلال أثبات وجودي وسط مجتمع ذكوري بحت وكذلك الحصار الذي فرض على اليمن جعل السوق اليمني لا يوفر الكثير من المواد التي احتاجها في مجال عملي وكذلك عدم استقرار سعر الصرف. وأمنيتي أن تقف الحرب وأن يعم السلام والاستقرار لبلادنا، ونصيحتي لكل امرأة يمنية إذا كنتي تملكي فكرة اجعليها تخرج للنور وأثبتي وجودك واكسري حاجز الخوف لديكِ كذلك أنصح كل امرأة أن تستفيد من المشروع الذي طرحته وزارة الصناعة وكذلك بعض الجهات الحكومية التي تدعم فيها الرائدات اليمنيات وصاحبات المشاريع الصغيرة بتقديم الدعم لهن واللاتي لا يزلن في بداية الطريق. تحدي الواقع وتقول الأخت ديانا السقاف – صاحبة مشروع لبيع الشنط والأحذية: بعد العدوان الغاشم على بلادنا توقفت الحياة عندي في البداية وندرت فرص التوظيف وكوني درست جرافيك فقد أصبت بخيبة أمل أن أجد فرصة عمل لي وبعدها سافرت أنا وعائلتي إلى مصر لزيارة عائلتنا هناك, وبينما أنا أستعد للرجوع إلى اليمن ذهبت لشراء حقيبة فشدني نوعية المنتج فقررت أن أصبح الوكيلة لهذا المنتج فذهبت إلى الشركة وحاولت أن أقنعهم أن أصبح الوكيلة الحصرية لهم في اليمن لكني واجهت صعوبات كثيرة في إقناعهم بهذه الفكرة فقد عبروا لي أن اليمن بلد يتعرض للقصف والتدمير يومياً وأن القدرة الشرائية لكثير من الناس أصبحت ضعيفة إلا أنني استطعت أن أقناعهم بفكرتي وفق ضمانات حددوها لي وكان المشجعون والداعمون لي في هذه الفكرة هما والداي فقد قدما لي العون المالي الذي كنت بحاجة إليه وكذلك رفيقة دربي صفاء التي شجعتني كثيراً في أن يرى مشروعي النور بعدها واجهت صعوبات كثيرة في بداية عملي كوني امرأة أعمل في مجال الوكالة الحصرية لهذه الشركة التي لها اسم تجاري كبير ووجدت منافسين لي كثر لعدم اقتناعهم بأني امرأة أقوم بهذا العمل الذي يعتبرونه من وجهة نظرهم خاص بالرجال ومحاولاتهم الكثيرة بسحب هذه الوكالة مني لتجار آخرين ولكنني اليوم استطعت أن أفتح محلا خاصا بي لعرض هذه المنتجات التي لاقت نجاحا كبيرا واستطعت أن أقنع الشركة بأن أكون الوكيلة الحصرية لديها أيضاَ في دول الخليج وقد لاقيت معوقات كبيرة بالنسبة للضرائب التي واجهتني في بداية عملي إلا أن مديرة إدارة الصناعة والتجارة أفادتني كثيراً في هذا الجانب واستفدت من قرار رائدات الأعمال.. وأخيراً أتمنى لبلادي مع بداية العام الجديد السلام والاستقرار وأن ينتهي العدوان وأن يترك فرصة لأبناء اليمن بأن يبنوا اليمن الجديد ونصيحتي لكل امرأة يمنية تريد أن تفتح مشروعا خاصا بها أن تكون شجاعة ولا تتراجع فقد رأيت الكثير من النساء خارج اليمن ناجحات جداً ويجلبن أفكارهن إلى اليمن فاليمنية لديها صفة تميزها عن غيرها فهي قابلة للتطور بشكل كبير، بل وتضيف أشياء كثيرة على أي مشروع تقوم به ولا تقارن اليمنية بأي جنسية أخرى في هذا الجانب فهي امرأة تستحق التقدير والدعم في أية فكرة مشروع تتقدم بها. غيض من فيض هذه النماذج ليست سوى غيض من فيض فهناك الكثير من النساء يستحق أن يشار إليهن بالبنان بسبب النجاح الذي تحققه في ظل الحرب، فبعد أن كانت المرأة تعتبر معتمدة على غيرها في جميع الاحتياجات أصبحت قادرة على أن تساعد عائلتها وتقدم الدعم المادي إلى جانب أخيها الرجل بهذه المشاريع وأشير هنا أنه مازالت المرأة اليمنية اليوم بحاجة إلى الدعم المعنوي أولاً من البيئة التي حولها لتشجيعها في أي عمل تفكر بالقيام به ولا تظل حبيسة الفقر وانتظار الغير في تقديم العون لها فالحكومة اليوم مشكورة تقدم تسهيلات حتى وإن كانت بسيطة في قراراتها لتشجيع النساء في أنشاء أي مشروع.. شكراً لكل امرأة لم تكسرها ظروف الحرب، بل جعلت منها حافزاً لتكون سبباً في الاكتفاء المادي للمرأة وأن تقدم الدعم المادي لأسرتها.. ولكل يمنية مهما صغر مشروعك فيكفي أنك تواجهين هذا العدوان الظالم وهذه الظروف المتردية بعدم الرضوخ والاستسلام ولكل يمنية أوجدت البدائل لكل عائق يقف أمامها في ظل الحرب.