{ استمددنا قوتنا في وزارة الخارجية من الانتصارات المتحققة في الميدان على ايدي الأبطال من ابناء الجيش واللجان الشعبية { اليوم ندخل العام الخامس برؤوس مرفوعة لا تنحني الا لله { الدبلوماسية اليمنية نجحت في اختراق سياسة تحالف العدوان وأوصلنا قضية اليمن الى المحافل الدولية رغم عدم اعترافهم بنا { مواقف بلادنا التي يجب ان يعلم بها العالم هي مواقف تتعلق بالدرجة الاولى بسيادة اليمن وكرامته في هذا الحوار الصريح الذي أجرته 26 سبتمبر مع المهندس هشام شرف وزير الخارجية بمناسبة مرور اربعة أعوام من الصمود الوطني في وجه العدوان على اليمن وشعبها العظيم ومقاومته ودخول اليمن في سنة خامسة عدوان كشف فيه بأن العملاء والمرتزقة لا يريدون تحقيق السلام في اليمن خوفا على مصالحهم وانقطاع التمويل عنهم وذلك بعكس القوى الوطنية التي تدافع عن الوطن وسيادته واستقلال قراره السياسي والتي تنادي بالحوار وانهاء العدوان الظالم على اليمن مؤكداً ان الشرعية الحقيقية هي شرعية الأرض والانسان وليست شرعية العملاء والعدوان.. وقال الوزير شرف ان الشعب اليمني شعب مقاوم ولايمكن ان يرضى بالاحتلال من أي طرف كان وان اراضينا وجزرنا المحتلة ستعود الى حضن سيادة اليمن القوي .. وأشاد بصمود الشعب اليمني في وجه تحالف العدوان وبما حققه الأبطال من ابناء الجيش واللجان الشعبية من انتصارات عظيمة في مختلف الجبهات رفعت رؤوس ابناء اليمن عاليا في كل المحافل الدولية .. مشيرا الى ان هذه الانتصارات المتحققة على الأرض كانت السند القوي للدبلوماسية اليمنية التي حققت هي الأخرى انتصارات عبر الأثير وأوصلت قضية اليمن ومايجري فيها الى كل العالم .. فيما يلي تفاصيل الحوار.. الجزء الاول: حاوره: أحمد ناصر الشريف سؤالنا الأول يتعلق بتد شين الشعب اليمني وقيادته الثورية والسياسية للعام الخامس من صموده الوطني وهو اكثر قوة وصلابة وتلاحماً في مواجهة تحالف العدوان.. ماهي الكلمة او الرسالة التي توجهها بهذه المناسبة للشعب اليمني وفي طليعته الأبطال من أبناء الجيش واللجان الشعبية ؟ الكلمة التي اوجهها لشعبنا اليمني وكافة أطيافه وأحزابه الوطنية التي تقف ضد العدوان وفي المقدمة الجيش واللجان الشعبية هي الاستمرار في الصمود والوقوف في صف واحد بوجه العدوان .. لأن الصمود في وجه العدوان ومقاومته هو الذي سيوصلنا الى ما نرغب او نصبوا اليه في انهاء العدوان على اليمن. لقد كانت هناك مراهنات منذ بداية العدوان على سقوط القوى الوطنية في المناطق غير المحتلة سياسيا اواقتصاديا أو ماليا أو بأي شكل من الأشكال حسب مراهناتهم.. لكن كل هذا تبخر وكل تلك الأحلام الواهنة والتخيل ات التي راودت الموالين للعدوان فشلت وضاعت وظللنا صامدين والعالم ينظر الينا بذهول واكبار.. ورسالتي القصيرة جدا في هذه المناسبة تتمثل في الاستمرار في الصمود والثبات على موقف حب اليمن والحفاظ على سيادة اليمن واستقلاله والعمل في اتجاه مصلحة اليمن وشعبها العظيم ومستقبل الملايين من ابنائنا وبناتنا الذي يجب ان نحافظ عليه . تفوق الدبلوماسية اليمنية لاشك ان الدبلوماسية اليمنية ممثلة في وزارة الخارجية المدافعة عن سيادة الوطن اليمني واستقلال قراره السياسي واجهت صعوبات وتحديات مرتبطة بالعدوان على اليمن.. ماهي النجاحات التي حققتها الدبلوماسية اليمنية لكشف التآمرات على اليمن وشعبها ؟ المصاعب التي واجهتنا كثيره ومختلفه ،وأقولها بصراحة بأن معظمها كانت مصاعب مالية ومصاعب ادارية وتشغيلية في الداخل.. لكن هدفنا القوي والواضح في رفع شأن اليمن واسم اليمن والحفاظ على سيادة اليمن من خلال مايمكن ان نطلع العالم عليه عن وضعنا هو الذي جعلنا نستمر في الصمود ومواصلة العمل برغم كل الاشكالات والصعوبات التي واجهتنا داخليا سواء في مجال عملنا اوفي مجال امكاناتنا التي نحتاجها، رغم الحملة الاعلامية الضخمة المعادية والتي اعتمد لها مئات الملايين من الدولارات من قبل تحالف العدوان ..وكذلك رغم محاولة قطع العالم عنا والاتصال بكل السفارات والدول والحكومات لتحذيرهم بعدم التعامل مع حكومة الانقاذ الوطني الا اننا فتحنا اكثر من خط مع اكثر من دولة ولو ان تلك الدول لا تعترف بنا رسميا لأنها تسيرفي اطار من الدبلوماسية والسياسة الدولية.. هذه الدول لا تريد ان تحتك بتحالف العدوان مباشرة، او يحدث احتكاك بينها وبين دول العدوان ومصالحها للحفاظ على مصالحها أصلا. وبالتالي نحن اولا غطينا كل ما يتعلق بالأحداث في اليمن ونقلناها الى كل دول العالم بدون استثناء ماعدا دولة الكيان الصهيوني بالطبع والدول المشاركة بشكل مباشر في العدوان على اليمن.. ان كلما يحدث في اليمن تم نقله الى الخارج بشكل شفاف وواضح وأول قناة استخدمناها في هذا الجانب ومازلنا نتواصل معها هي الأممالمتحدة ومقرها في نيويوركبالولاياتالمتحده ،لأن منظمة الأممالمتحدة ترتبط بمختلف المجالات السياسية والاعلامية الدولية، وهي عبارة عن ملتقى وتمثيل لكل العالم موجود في نيويورك.. وهناك تمثيل آخر في جنيف.. ولذلك فقد بدأنا الاتصال ببعثات الدول التي لدى الأممالمتحدة ونقلنا لها بشكل شبه مستمر ومتواصل مايحدث في اليمن.. ان مواقف بلادنا التي يجب ان يعلم بها العالم هي مواقف تتعلق بالدرجة الأولى بسيادة اليمن وكرامته وكانت هذه المواقف تشكل أولوية بالنسبة لنا في وزارة الخارجية. وسنضرب لكم بعض الأمثلة في هذا الجانب : جزرنا التي احتلوها بالقوة في وقت عدوان وحرب.. مجالنا الجوي المنتهك.. مرافقنا الأساسية التي لاتعمل وحاولوا ان يدمروها كميناء الحديدة ومطار صنعاء هذه كانت من اولوياتنا بالاضافة الى مواقفنا تجاه قضايا عديدة وحيوية في حينه ، وقد كانوا يحاولون صنع ستار حديدي أمامنا ليوهموا العالم كله بأن الجماعات الموالية للعدوان والخونة والعملاء والمرتزقة هم الذين يمثلون الشعب اليمني المتواجد على ارضه في المناطق غير المحتلة، ولذلك فقد كانت أهم الأولويات لدينا هي وضع العالم في الصورة الحقيقية وقلنا بكل وضوح اننا ضد احتلال جزرنا وضد احتلال اراضينا وضد اغلاق الموانئ والمطارات وضد انتهاك السيادة اليمنية التي تنتهك بسبب العدوان وبسبب الحملة الاعلامية الموجهة وتجاوزنا ذلك بدعوة العالم للقدوم الينا ورؤية الامور والواقع كما هو دون ريبورتاجات العربيه والاخبارية السعودية وسكاي نيوز الخليجية وتابعاتها من قنوات العدوان . هذه القضايا تم التعامل معها بنجاح الى حد انه عندما ذهبت دول العدوان الى المهرة والى سقطرى وحاولوا ان يوهموا العالم بأن سكان سقطرى يرحبون بالاحتلال وان موقفهم في المهرة قوي والعالم يدعمهم اوضحنا للكل بأن هذا الزعم غير صحيح، وارسلنا تقارير وصوراً تثبت بأن هذه الأراضي هي يمنية وانه لا يستطيع احد اثناء الحرب العدوانية ان يبسط سيطرته عليها وانه بحسب القانون الدولي لايحق للمحتل ان يجري اية تعديلات في هذا الجانب وبالتالي كانت اولى اهتماماتنا اثبات السيادة وتوضيح اننا اهل اليمن الوحيدون الذين يحق لهم القرار بشان ارضهم وشؤونهم .. الشيء الآخر مظلومية الشعب اليمني .. الكثيرون كانوا يعتقدون ان الحرب في اليمن هي حرب اهلية داخلية وحرب بين طرفين متصارعين وان دول تحالف العدوان أتت فقط للمساعدة.. نحن اوضحنا للعالم مظلومية الشعب اليمني وان مايحدث هو عدوان سافر وقتل وتدمير بكل ماتعنيه الكلمة من معنى واحتلال كذلك وليس فقط مجرد دعم ،كما يزعمون، للرئيس المستقيل المنتهية ولايته مؤكدين لكل من تواصلنا معهم انه احتلال بالقوة العسكرية واستغلال للوضع السياسي والمالي والضائقة الاقتصادية في اليمن بهدف بسط النفوذ واحتلال الموانئ ومحاولة خلق واقع جديد على الارض . الشيء الثالث الذي عملت وزارة الخارجية على نشره بين الدول هو التركيز في عملنا على الدول دائمة العضوية في مجلس الامن بالأممالمتحدة المعروفة بالدول الخمس ثم الدول الأعضاء غير الدائمين والتي تتناوب العضوية في مجلس الأمن لأنها صاحبة القرار وقد شرحنا لهم مافعله العدوان باليمن من تخريب للاقتصاد وتدمير للبنية التحتية وما احدثوه من أزمة انسانية ومعاناة للمواطنين بسبب الحصار وقطع المرتبات وانتشار الأمراض لاسيما الكوليرا ومضايقة الشعب اليمني في شؤونه ومعيشته.. كل ذلك اوضحناه للعالم وكانت هذه القضايا من اولوياتنا.. بالاضافة الى فضح اكاذيب دول العدوان التي تبثها حول اليمن من وقت لآخر وتزويرهم للحقائق بمافيها اكبر تلك الأكاذيب التي حاولوا نشرها ونجحنا في دحضها وتفنيدها والحمدلله بصورتها الصحيحة وتتمثل في اننا تابعون لايران . الكذبة الكبرى ماهي اكبر كذبة روجتها دول تحالف العدوان في خطابها السياسي والاعلامي ؟ اكبر كذبة كما ذكرت اهتموا بها وروجوا لها تتمثل في زعمهم بأننا القوى الوطنية في اليمن تابعون لايران.. هذه الكذبة كانت عبارة عن سهام او نقول طلقات ترش علينا من وقت الى آخر حيث كانوا يروجون بأن مايحدث في اليمن هو بسبب مجموعة تابعة لايران يعملون كوكلاء لها وتسبب مشاكل للشعب اليمني وانهم أتوا لتغيير هذا الواقع.. مع انه لا وجود لايران في اليمن ولا وجود حتى لبصمات ايرانية.. الشعب اليمني شعب مقاوم للاحتلال ولا يرضى به من أي طرف كان وهوشعب مواجه للعدوان.. والحقيقة نحن على استعداد، وقد قلت ذلك في اكثر من لقاء ومناسبه ، للتعاون مع أي كان لقهر العدوان ودحره وانهاء العدوان على اليمن. ايران لم تساعدنا بشيء وانا بنفسي طلبت من السفير الايراني عند ما توليت حقيبة وزارة الخارجية ان يساعدونا ولو سرا ويقدموا لنا بعض الصواريخ ارض- جو لاسقاط مجموعة من الطائرات السعودية حيث كان هذا حلمي وأملي ان يعطونا عشرة صواريخ او منظومة صغيرة للدفاع الجوي ونحن سندخلها الى اليمن وعندما نسقط خمس او ست طائرات معادية بعدها لن يستطيع أي طيار سعودي اختراق الأجواء اليمنية، لأن اولئك الطيارين جبناء ويهاجمون المدنيين العزل ، ويسودهم الرعب من الشعب اليمني . المهم اجمالا وزارة الخارجية حاولت بامكاناتها المحدودة ان تتصل بالعالم وتشرح لدوله مايجري في اليمن من عدوان وانتهاكات رغم عدم اعترافهم بنا لكنهم كانوا يطلعون على كل ما يأتي منا ،وظهر موقف وزارة الخارجية القوي للتعاطي مع هذه القضايا في اكثر من برلمان ولقاء دولي . ماذا كان رد السفير الايراني حول طلبك تزويد اليمن بصواريخ مضادة للطائرات؟ قال لي السفير الايراني : يا اخ هشام انا اعتذر لك.. فنحن لانستطيع ان نقدم لكم اية مساعدة عسكرية ولا نتدخل في الشأن اليمني.. وقال نحن نتعاطف مع قضيتكم ومظلوميتكم ويمكن نساعدكم باغاثات انسانيه وبالأدوية والأجهزة والمعدات في الجانب الانساني.. اما بالنسبة للجانب العسكري فلا نستطيع ان نقدم لكم شيئا.. كان موقفه هذا واضحا وانا قدرت له هذا الموقف كدولة. كيف تعاملت وزارة الخارجية مع ملف حقوق الانسان والانتهاكات التي ترتكبها دول تحالف العدوان في اليمن على مسمع من المجتمع الدولي؟ استطيع القول وبكل ثقة ان نجاحات عمل وزارة الخارجية ظهرت وبشكل واضح فيما يتعلق باجتماعات حقوق الانسان والمفوضية السامية لحقوق الانسان ومن زارنا من المفوضية .. في البداية كان الصوت السعودي وصوت دول تحالف العدوان هو القوي في مجلس حقوق الانسان وفي اللقاءات والاجتماعات وكان العالم حينها لا يعرف ماذا يجري في اليمن.. فقد كانت السعودية تشتري وسائل الاعلام العالمية كلها وتضع القضية اليمنية موضع احتفال آلي فشرحنا للعالم عندما التقى الناس كلهم في مجالس حقوق الانسان حقيقة الوضع في اليمن وحقيقة الاعتداء عليه وهنا انكشف المستور.. قلنا لهم مايجري في اليمن هو عبارة عن عدوان وعن قتل بالعمد وتدمير لكل المرافق العامة والحيوية والخدمية وليس كما يشاع انه دفاع عن شرعية هلامية لا وجود لها. شرعية الارض والانسان كوزير لخارجية الجمهورية اليمنية.. ماهو مفهومك للشرعية الحقيقية التي يجب الدفاع عنها والتفاف الشعب حولها؟ الشرعية هي شرعية الأرض وشرعية الشعب وشرعية القوى التي تمثل مصالح الشعب وتدافع عنه وليس شرعية العميل الذي يمثل مصالح المعتدين ومصالح العملاء ويحاول فرض الهيمنة على الشعب.. اعتقد ان ما وصلنا اليه من انجازات يعتبر جيدا لايضاح الحقائق لكنه لا يلبي طموحاتنا في وزارة الخارجية.. كنا نتمنى ان نكون اقوى في التعبير والخروج للعالم .. لكن امكاناتنا المالية كانت شبه معدومه ونحن تحت حصار شامل ، وانا هنا لا الوم احدا فنحن نعاني من الحصار المفروض على شعبنا ومن جبروت العدوان والحرب الاعلامية التي تفرض علينا وتشوه الحقائق وكذلك الحرب السياسية هذه كلها عوامل حدت من فعاليتنا بعض الشيء..ومع ذلك وبإيماني وثقتي بقوة شعبنا وحقيقة مظلوميتنا فان باستطاعتي كوزير للخارجية ان ارفع سماعة التلفون واتصل بعدد كبير من السفراء وابلغهم ما اريد ابلاغه واشرح مواقفنا واظهر المرونة مرة والثبات في المواقف مرة اخرى .. صحيح انهم لا يعترفون بنا رسميا كدولة بمواجهة جماعة الرياض وذلك لأن جماعة الرياض هي الظاهرة للعيان وهي التي يدفع من اجلها المال ،لكنهم يسمعون منا ويبلغون به حكوماتهم ثم يترك بعد ذلك القرار لهذه الدول بناء على مصالحها.. اتمنى ان شعبنا لا يشعر بالسوء في هذا الجانب لأن عالم اليوم اصبح عالم مصالح متبادلة طغت على الجانب الانساني وسيأتي الوقت الذي نصل فيه الى تحقيق السلام وتعود تلك الدول التي ادارت لنا ظهرها لخدمة مصالحها معنا وكذلك تعود علاقتنا الطيبة معها. هل كان لصمود الشعب اليمني وجيشه ولجانه الشعبية وتحقيق الانتصارات في الجبهات انعكاسات ايجابية على نجاحات الدبلوماسية اليمنية؟ بالتأكيد .. لولا صمود الشعب اليمني ونجاح الجيش اليمني البطل واللجان الشعبية في مختلف الجبهات لما كان يمكن لنا ان نكون الصوت القوي.. النجاحات المتحققة على الأرض وقوة الجيش واللجان في الميدان وانتصاراتهم هي من جعلت صوتنا قويا.. نحن نستقوي بصوت الواقع والنجاحات والانتصارات التى تتم لشعبنا ويحققها الجيش الوطني اليمني الحقيقي واللجان الشعبية في المناطق غير المحتلة.. هذه هي الحقنة القوية التي تجعلنا نتجه الى الأمام .. هم يحققون انتصارات على الأرض ونحن نحقق انتصارات عبر الأثير وفي العديد من المحافل الدولية.. في أي سياق يمكن فهم المواقف الدولية من الجرائم التي يرتكبها تحالف العدوان في اليمن وسكوت المجتمع الدولي عليها ؟ العالم له صورتان الأولى صورة المصالح التي يتم على ضوءها رعاية مصالح الدول حتى احيانا بالتشاور الثنائي مع دول العدوان .. والصورة الاخرى هي الصورة الانسانية المتعاطفة التي تنقل لشعوب هذه الدول مواقف طيبة وانسانية حول هذه الدول نفسها. على سبيل المثال : الولاياتالمتحدةالأمريكية وبريطانيا عندما تنظران الى الموقف الشعبي وموقف الشارع وتجدانه متعاطفا مع الشعب اليمني ومظلوميته، تحاول الدولتان من وقت لآخر تغيير سياستيهما في الظاهر فتنطلق تصريحات لمسؤولين من هنا وهناك تنادي بايقاف الحرب على اليمن ونحن في ظل هذا الوضع نستغله ونقوم باجراء اتصالات مع جهات برلمانية ومراكز ابحاث وجهات شعبية فنجد الكل متعاطفا معنا لأنهم يدركون ان هذه غطرسة وجهل بل وقناعة من دول العدوان لاستخدام اموال النفط لشراء أسلحة وضرب الشعب اليمني..ورغم كل ذلك الا انهم لم يستطيعوا ان يقهروا الجيش واللجان الشعبية فلجأوا الى ايذاء المواطن العادي من خلال قتلهم للشيوخ والنساء والاطفال وتدمير البنية التحتية.. وفي هذه الحالة يظهر الوجه الحقيقي للشعب المتعاطف مع اليمن.. لكن سرعان ماتظهر صورة المصالح.. مصالح مصانع السلاح ومصالح الادارة الأمريكية ومصالح مجموعة من الساسة التي تحاول التوفيق بين أخذ المال من دول العدوان وفي نفس الوقت اظهار بعض الرحمة والشفقة لنا وهي رحمة وشفقة لا نحتاجها منهم . ونفس الشيء بالنسبة للموقف البريطاني.. مجلس العموم في اكثر من مرة ينادي بوقف تصدير السلاح وتتضامن معنا منظمات حقوقية ومثقفين وساسة ، وأشياء كثيرة تكاد تكون ايجابية لكن تأتي الادارة البريطانية فتحاول أن تظهر وجه للعدوان، ووجه آخر لنا.. فيما يتعلق بنا كيمنيين ندافع عن وطنا وسيادته واستقلاله سأكون صريحا مع شعبنا وأقول نقبل ووقتيا بشجاعه هذا الموقف المتذبذب وغير الواضح وذلك لسبب بسيط وهو ان عالم المصالح يفرض نفسه، لكننا في النهاية سنفرض وجهة نظرنا امام العالم.. نحن كما قلت شعب مقاوم وصامد لن يتمكنوا من هزيمته بكل امكانيات العالم.. انا أسميها امكانيات العالم لأن السلاح الذي يتم شراؤه من قبل دول تحالف العدوان يمثل اكبر مبيعات للسلاح في العالم ومع ذلك لن يستطيعوا ان يهزموا الشعب اليمني. تحالف العدوان على اليمن دخل الحرب وهو واثق انه سيحتل اليمن خلال اسابيع.. واليوم ندخل العام الخامس من العدوان وهم لم يحققوا شيئا من اهدافهم سوى الخراب والدمار.. الا ترى بأن الشعب اليمني ممثلا في جيشه ولجانه الشعبية اصبح اكثر قوة من أي وقت مضى رغم الحصار المفروض عليه؟ صحيح.. في بداية العدوان على اليمن قال ناطقهم العسيري لن تستغرق عملية اخضاع الشعب اليمني لارادتهم اكثر من شهرين ثم مددوها الى ستة أشهر ثم قال الى نهاية العام وبعدها عام آخر.. وهكذا وبعد مضي اربعة اعوام ودخولنا في سنة خامسة عدوان هم لم يستطيعوا ان يحققوا اهدافهم الشريرة ونتيجة لفشلهم. نؤكد هنا ان دول تحالف العدوان تبحث عن مخرج يخرجها من الوضع القائم ،بل ويخلص تلك الدول من الشلة الموالية للعدوان التي صارت عالة على تلك الدول واصبحت عبئا مزعجا ومضرا لها .. وبالتالي اقولها وكما سبق لي وذكرتها امام العالم ان الجانب الانساني اصبح مباحاً وصار العالم يتحدث عنه وهناك تقارير وصحف كانت مع العدوان منذ ايامه الأولى ثم انقلبت الآن ضده بسبب مايرتكبه من جرائم وتدمير في حق الشعب اليمني ومقدراته .. هناك مصالح سياسية ومصالح اقتصادية ومالية وأمور أخرى تخدم بعض الدول وهي تحول دون تغيير موقفها يجب ان نتقبلها بصدر رحب فهذا هو عالم المصالح ولن يصنع النصر ويحدد الموقف الحقيقي الا نحن اهل اليمن الصامدين .. الشعب اليمني لا يعتمد على احد في العالم وانما يعتمد على التوكل على الله ثم على ارادة ابنائه في مواجهة العدوان وتحقيق النصر وبعدها سيأتي الينا كل من وقفوا مع العدوان وسيوضحون مواقفهم السابقة وتكون الحرب على اليمن كما كانت حروب كثيرة تبدأ بالظلم وبعدم الرحمة وتجاهل مظلومية الشعوب ثم تنتهي بمحاسبة ومحاكمة من كان السبب في هذه المظالم . يتبع العدد القادم