تعهد اسماعيل هنية رئيس الوزراء الفلسطيني يوم الثلاثاء بدفع رواتب الاف الموظفين الحكوميين الذين لم يتلقوا رواتبهم منذ مارس اذار بسبب تجميد المعونة الدولية وذلك خلال ايام. ولم يكشف هنية في تعليقات لحكومته التي تقودها حركة المقاومة الاسلامية (حماس) مصدر هذه الاموال. وترفض البنوك الفلسطينية حتى الان تحويل الاموال الى السلطة خشية فرض عقوبات عليها من قبل الولاياتالمتحدة. وقال هنية انه يسعده ان يعلن ان وزارة المالية ستدفع مرتب شهر كامل لاولئك الذين يصل راتبهم الى 1500 شيقل (332 دولارا) واضاف ان عدد اولئك الموظفين هو 40 الف موظف. كذلك تعهد بدفع سلفة قيمتها 1500 شيقل لموظفي الحكومة الاخرين الذين يحصلون على رواتب اعلى وعددهم 125 الف موظف. وقال المتحدث باسم الحكومة غازي حمد ان الاموال ستأتي من تبرعات ومن عائدات داخلية. واضاف دون الخوض في تفاصيل انه لن تكون هناك تعقيدات مصرفية. ويمكن ان يصل اجمالي المدفوعات الى 55 مليون دولار. وتبلغ قيمة الرواتب الشهرية التي يتعين على السلطة الفلسطينية دفعها 120 مليون دولار. وجمد المانحون الدوليون المدفوعات الى الحكومة الفلسطينية مطالبين حماس التي تولت السلطة بعد انتخابات يناير كانون الثاني بان تعترف باسرائيل وتنبذ العنف وتقبل اتفافات السلام المؤقتة السابقة. وقالت حماس التي يدعو ميثاقها إلى تدمير اسرائيل ان المفاوضات مع الدولة اليهودية لا جدوي منها. وفي مدينة رام اللهبالضفة الغربية تظاهر نحو 1200 موظف لم تدفع رواتبهم خارج مكتب رئيس الوزراء مطالبين بالرواتب. وقدم هنية التعهد مع اقتراب المهلة التي حددها الرئيس الفلسطيني محمود عباس بعشرة أيام لحماس لتغير موقفها المتشدد نحو إسرائيل والا واجهت استفتاء على عملية السلام في يوليو تموز. وتنتهي المهلة التي حددها عباس في مطلع الاسبوع المقبل. ويريد عباس الذي انتخب في اوائل 2005 من حماس أن تقبل هدفه المتمثل اقامة دولة فلسطينية إلى جانب إسرائيل من خلال المفاوضات بهدف انهاء الصراع. ومن المتوقع أن يجتمع رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت مع عباس في المستقبل القريب وان كان لا يتوقع احراز تقدم يذكر على صعيد صناعة السلام خاصة مع صعود حماس إلى السلطة. ونقل موقع صحيفة معاريف على الانترنت عن أولمرت قوله خلال اجتماع لمجلس الوزراء "لا تعقدوا الآمال...دوما بعد اجتماعات مثل هذه نصل إلى المرحلة التي لا يفي فيها الفلسطينيون بالالتزامات التي تقع على عاتقهم." واقترح اولمرت خطة احادية الجانب تقضي بازالة المستوطانت اليهودية المعزولة في الضفة الغربيةالمحتلة وتعزيز قبضة إسرائيل على التكتلات الاستيطانية الاكبر ووضع حدود اسرائيل إذا استمر تعثر مساعي السلام. وادان الفلسطينيون خطة اولمرت قائلين إنها ستحرمهم من دولة تتوافر لها مقومات الحياة في الضفة الغربية وقطاع غزة كما يتهمون إسرائيل بعدم الوفاء بالتزاماتها المنصوص عليها في اتفاقات سابقة. وعلى صعيد الأحداث الميدانية قتل سبعة فلسطينيين بينهم أربعة من ناشطي حركة الجهاد الإسلامي واثنان من كتائب شهداء الأقصى المنبثقة عن حركة فتح الثلاثاء في أعنف مواجهات تشهدها الأراضي الفلسطينية منذ الانتخابات الإسرائيلية وتولي حكومة المقاومة الإسلامية (حماس) مهامها في نهاية مارس. وأعلنت مصادر أمنية وطبية فلسطينية أن أربعة فلسطينيين هم ثلاثة من ناشطي الجهاد الإسلامي وشرطي قتلوا وأصيب تسعة آخرون بجروح في قصف إسرائيلي جوي على بلدة بيت لاهيا شمال قطاع غزة، حيث توغل الجيش الإسرائيلي بضع مئات من الأمتار، في أول عملية برية ينفذها منذ انسحابه من القطاع في آب/اغسطس 2005 بعد 38 سنة من الاحتلال. وأكد أبو احمد الناطق الإعلامي لسرايا القدس الجناح العسكري للجهاد في بيان أن "جريمة الاحتلال التي ارتكبها بحق المجاهدين لن تمر دون رد عنيف ومرعب في قلب الكيان الصهيوني". وأوضح أن المقاتلين قتلوا "في كمين صهيوني نصبته قوة من المستعربين الغادرة لإحدى المجموعات الصاروخية التابعة لسرايا القدس في الطريق المؤدي إلى المدرسة الأمريكية (في بيت لاهيا)". وأشار إلى أن المجموعة كانت في طريقها "لقصف مدينة المجدل (عسقلان) بصواريخ قدس 3 محلية الصنع عندما فاجاتهم القوة الخاصة باطلاق نار كثيف من ثلاث جهات ومن أسلحة اوتوماتيكية من طراز كلاشنيكوف ما أدى إلى استشهاد ثلاثة من المجاهدين على الفور فيما تمكن الرابع بعد إصابته من الانسحاب". وأكد وزير الدفاع الإسرائيلي عمير بيريتس الذي نقلت وسائل الإعلام تصريحات أدلى بها خلال اجتماع الحكومة أن "العمليات الجوية والبحرية والبرية ستتواصل حتى وقف إطلاق القذائف" من قطاع غزة. هجمات على الضفة وأعلنت مصادر أمنية فلسطينية أن الجيش الإسرائيلي قتل ناشطا رابعا في الجهاد الإسلامي واثنين من كتائب شهداء الأقصى في اشتباكات مسلحة شمال الضفة الغربية. وقتل الناشط في الجهاد وأصيب ثلاثة من الحركة بجروح خطيرة في تبادل إطلاق نار مع الجنود الإسرائيليين في مدينة قباطيا. وأعلنت مصادر أمنية فلسطينية مقتل الناشط في كتائب شهداء الأقصى هاني السقا (22 عاما) خلال تبادل لإطلاق النار مع الجيش الإسرائيلي في مخيم بلاطة للاجئين الفلسطينيين شمال الضفة الغربية، جرح خلاله فلسطينيان احدهما ناشط في كتائب الأقصى. وقتل أسامة النمري (29 عاما) الناشط في المجموعة نفسها في تبادل لإطلاق النار مع الجيش الإسرائيلي في عنبتا قرب طولكرم في شمال الضفة الغربية. كما قتل الناشط في سرايا القدس طارق زكارنة (24 عاما) في تبادل لإطلاق النار مع الجيش الإسرائيلي في قباطية، جرح خلاله ثلاثة ناشطين آخرين في المجموعة نفسها بجروح خطيرة. الحوار يبحث عن صيغة مقبولة من جانبه، أعلن مسؤول مقرب من جلسات الحوار الفلسطيني الثلاثاء أن الحوار يسعى للتوصل إلى صيغة مقبولة لحماس تعترف بموجبها حركة المقاومة الإسلامية بالشرعية الدولية والمبادرةالعربية للسلام دون الاعتراف باسرائيل. وأكد المسؤول لوكالة فرانس برس أن المشاركين في الحوار "حققوا تقدما تنظيميا إداريا، حيث اتفقوا على تقسيم الحوار إلى ثلاثة مسارات: سياسي وأمني وآخر خاص بتفعيل وإصلاح منظمة التحرير الفلسطينية سيتم تدوالها في كل من رام اللهوغزة وإحدى العواصم العربية". وقال المسؤول الذي رفض الكشف عن هويته "تركزت جلسات الحوار حاليا على ضرورة التوصل إلى اعتراف حماس بقرارات الشرعية الدولية المتعلقة بالقضية الفلسطينية والمبادرة العربية للسلام دون الاعتراف بإسرائيل". وأضاف أن خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحماس "أبلغ جلسات الحوار أن حماس مستعدة لتقديم بعض التنازلات دون الاعتراف بإسرائيل لأن من شان ذلك شق الحركة".