خرج اليمنيون- من يحق لهم الاقتراع- لاختيار ممثليهم في مجلس النواب الدوائر الشاغرة أمس السبت في انتخابات تنافسية ديمقراطية شفافة حرة ونزيهة في المناطق التي لم يدنسها الغزاة والمحتلون ومرتزقتهم.. وهذا يمثل تحدياً للعدوان الذي يشنه تحالف إجرامي وحشي لم يعرف التاريخ مثيلاً له ويجسد حيوية هذا الشعب وقدرته على الانتصار مقدماً تعبيراً جديداً لصموده الأسطوري الذي دخل عامه الخامس وتوجهه لبناء الدولة اليمنية التي لا مكان فيها للهيمنة والوصاية الخارجية.. دولة تتحقق فيها المواطنة المتساوية في الحقوق والواجبات بين أبنائها والمعبر عنها في مؤسسات دستورية يسودها النظام والقانون.. وفي المقابل نجد دول العدوان بمالها النفطي القذر تجمع أولئك العملاء الذين لم يخونوا ثقة من انتخبهم وحسب, بل وخانوا وطنهم لتجمعهم في محافظة ومدينة محتلة ليعقدوا اجتماعهم تحت حماية وحراب الغزاة الذين جعلوهم غطاء لتواجد ألويته وقواته في مدينة سيئون واستكمال احتلال حضرموت الداخل مبرراً- العدوان- أن الألوية التي جلبها لحماية ذلك الرهط من العملاء والخونة, والأسوأ أن يأتي هذا الاجتماع بعد أربع سنوات من الدمار والإبادة التي ارتكبها هذا العدوان بطائراته وقنابله وصواريخه التي ألقاها على رؤوس أبناء اليمن.. غير مبالِ بعشرات الآلاف من الضحايا الأبرياء معظمهم أطفال ونساء وشيوخ.. احتل الأرض وانتهك العرض ويريد من خلال انعقاد ما يسمى بمجلس النواب أن يشرعن له في جلسة لا دستورية ولا وطنية أطماعه ومشاريعه الاحتلالية والحصول على صك يجدد له استمرار حربه العدوانية القذرة والشاملة على الشعب اليمني.. إننا أمام مفارقة قل نظيرها في تاريخ الشعوب فلم يسبق لشعب أن واجه عدوان تحالف باغ وظالم ينتصر عليه وفي ذات الوقت يحقق لأبناء شعبه الأمن والاستقرار ويبني دولته مترجماً قولاً وعملاً ما سعى لأجله الشهيد الرئيس صالح الصماد في شعاره «يد تحمي ويد تبني» وفي هذا الاتجاه نجد شلة من شذاذ الآفاق امتهنوا العمالة والارتزاق وجدوا أنفسهم في مجلس النواب على غفلة من الزمن ليكون تمثيلهم لأبناء اليمن في دوائرهم جسر عبور لتحقيق مصالح ومنافع شخصية حتى ولو كان ذلك على حساب سيادة ووحدة واستقلال وطنهم وحرية وعزة وكرامة شعبهم.. إننا أمام مسرحية هزلية أبطالها دمى وأراجيز يحركها النظام السعودي المجرم بماله القذر تنفيذاً لأجندة أسياده الأمريكان والبريطانيين والصهاينة.. أخيراً نقول لأولئك الخونة مع سابق الإصرار والترصد.. لا يساوركم الشك بأنكم ستحاسبون على ما ارتكبتموه من جرائم وستطاردكم لعنات الله والتاريخ وشعبنا اليمني العظيم ويلحق بكم الخزي والعار أمام الأجيال القادمة ولن يمحى إلى أبد الآبدين.