المرأة اليمنية أثبتت أنها أعظم امرأة عرفها التاريخ بصمودها في وجه العدوان استشعاري للمسؤولية كان اكبر من عمري وواجهت الكثير من المصاعب والعقبات حين انهالت الصواريخ على العاصمة صنعاء.. كانت صعدة تنزف من آثار سابقتها المدمرة أكثر ماقد يواجهه أي إعلامي في اليمن هو التضليل الإعلامي وقلب الحقائق فتاة صعدة الثائرة كاتبة تحرك قلمها الحر في سبيل الحق ولأجل وطنها ودفاعاً عن مظلوميته, ولأنها من صعدة الصمود كان جهادها مبنياً على أصول ثابتة وراسخة حيث وهي قد استقت من المسيرة القرآنية ثقافتها وكانت خير مثال للإعلامية الحرة الصامدة التي تعي حجم مظلومية وطنها وأهلها وهي التي قد عاصرت تلك الحروب في صعدة الشماء, وعرفت معنى الجهاد الحقيقي في سبيل الله عرفت كيف تبذل وتعطي وتضحي كيف لا وهي ابنة صعدة الشموخ من ساقت قوافل الشهداء بسخاء منقطع النظير.. اليوم نقف على عتبات هذه الكاتبة لنطلع وإياكم لنموذج جهادي وعطاء بلا حدود, وهذا ليس بخاف على المرأة اليمنية التي صار يضرب بها المثل في صبرها وصمودها وعطائها.. في سطور نحن معكم والكاتبة صفاء حسن: حاورها: محسن علي- عفاف محمد بداية نود أن تعرفينا عن بداية انطلاقتك في الساحة الإعلامية مجاهدة بقلمك الحر؟ الحقيقة أن بدايتي كانت منذ بداية انطلاقة المسيرة القرآنية وهذه مِنَّة من الله اشكره دائماً عليها، كنت أشارك في إعداد برامج الفعاليات والاحتفالات وتقديمها لا أبالغ عندما أقول ان أية فعالية كانت لا تخلو من تواجدي فيها في محيط مدينتي وبالأخص ايام الثورة الشعبية..كما انني كنت أشارك بكتابة المقالات في المجلات الخاصة بالمناسبات الجهادية كأسبوع الشهيد وغيرها. من المعلوم ان مدينة صعدة قد عاشت أهوالاً شداد أفقدت أهلها لسنواتٍ السلام والأمان وظلوا يناضلون لأجل اعلاء كلمة الحق ما مدى انعكاس تلك الأحداث في نفس صفاء حسن وهل كان الدافع الأكبر في انطلاقتك هو الجور الذي عاشته مدينتك? نعم.. فالمأساة التي عاشتها صعدة وعاصرها أهلها قد عكست أثرها في نفسي لن اقول بشكل سلبي فأنا اعتبره ايجابي فكل عملٍ عظيم دائماً يخلق من رحم المعاناة، حيث جعلني الإحساس بالمظلومية والمسؤولية, أتحرك بكل شيء لإيصال صوت الحق لمن استطيع ..ومن احد الإيجابيات التي كان للحروب الست دور كبير في وجودها عندي إنني كسرت حاجز الخوف والخجل من التحدث امام الآخرين ..حيث كنت أصل الى قرى لا يوجد فيها امرأة متعلمة تستطيع ان تقرأ أو توصل صوت الحق للآخرين..قُرى فيها نساء مستضعفات يتعطشن للشرب من نبع المسيرة القرآنية, وكان إحساسي انني مسؤولة امام الله عن إيصال هدى الله لهؤلاء النسوة هو من كسر هذا الحاجز في نفسي, وجعلني انطلق بدون خوف لتوعيتهن بهدى المسيرة القرآنية وقراءة بشائر النصر لهن لرفع المعنويات وبث الحماس الثورية الى نفوسهن في ظل ذلك الظلم والسواد والتضليل الذي كان الناس يعيشون فيه. ثائرة صعدة ..هذا اللقب الذي اخترتيه لنفسك اختصر بداخله حكاية مجاهدة ثائرة ناضلت بكلمتها ومواقفها لأجل إعلاء كلمة الحق وإرساء العدل.. حدثينا عن العراقيل التي واجهتيها في بداية مشوارك? الحمدلله في كل حال وعلى كل حال ..أكثر ماقد يواجهه أي إعلامي في اليمن هو التضليل الإعلامي وقلب الحقائق..في الحروب الست كنت أعاني واحس بالألم عندما اجد التضليل وتزييف الحقائق في وسائل الإعلام فحقيقة ما يجري في صعده كانت عكس ما يتم بثه على شاشات التلفزة وكذلك عكس ما كانت تتصدره صحف ومجلات الأخبار.. كنت اكتب مذكرات عن يومياتي في الحرب وأتخيل لو ان كل فرد يعيش في ظل الحرب يكتب مذكراته كم كانت ستؤلف من روايات ..كما كنت اكتب مقالات عن ما اشعر به من ظلم تتعرض له محافظتي لكنها في الأخير كانت تضيع وتندثر في كل مرةٍ تتجدد الحرب فيها على محافظتي وكنت اخفف على نفسي قائلة لها بأنها ليست اغلى من ما ضاعت من حقوق وما أُزهقت من ارواح وهذا اكثر ماكنت أعانيه.. كما انها لم تكن تتوفر في ذلك الوقت وسائل التواصل التي نستطيع من خلالها إيصال مايجري الى الآخرين او حتى التوثيق للأحداث كما هو الآن بالنسبة لما بعد الحروب الست لم احصل على حقوقي ككاتبة.. كنت ارى اكثر من منشور لي و مقالة قد نُزلت باسم شخص آخر. انت الى جانب كونك إعلامية تتشعب اعمالك في مجالات أخرى تختص بالمرأة هل بالإمكان ان تفصحي عنها ? بدايتي في صعده اشتغلت في جميع المجالات الجهادية وأولها كان في الحرب الأولى رغم صغر سني آنذاك إلا ان استشعاري للمسؤولية كان اكبر من عمري وواجهت الكثير من المصاعب والعقبات حقيقة لكني تجاوزتها بفضل الله،فقد كنافي الحرب الأولى على مران مجموعة قليلة جداً من النساء انا اصغرهن نجتمع لإعداد خبز الذمول للسيد حسين ومن معه كان الأمر يتم بسرية تامة وبصراحة كنا نعاني جداً من المخبرين والمنافقين، بعدها تشعبت اعمالي فأنا اعتبر نفسي جندية من جنود الله وجند الله كما قال السيد حسين سلام الله عليه مهامه متعددة لذلك لم يكن عملي محصور على الجانب الإعلامي فقط بالرغم انه اكثر مجال كان ومازال يستهويني ويجذبني في جميع جوانبه سواءً في الكتابة او التصوير او التقديم او حتى المونتاج وربما يعود السبب الى انني انتمي لأسرة إعلامية بحتة في صعده كنت اعمل في الجانب الثقافي ايضاً وفي المجالات الامنية والنظامية للفعاليات وعملت في الجانب التربوي لمدة ثلاث سنوات متطوعه وكانت تجربة ناجحة وممتعة.. كما انني انتقلت الى صنعاء في بداية العدوان تقريباً واعمل مع الهيئة النسائية منذ تأسيسها واعمل في المجال الإعلامي النشاط الثقافي في محيط المديرية التي اسكن فيها حالياً.. كما اشتغل كعمل رسمي في الجبهة الاقتصادية مع جمعية الارتقاء التنموية (الاكتفاء الذاتي) وهذا العمل اعتبره مقدساً لأنه ما كان يدعو إليه الشهيد القائد سلام الله عليه ..وما كان يحث عليه الرئيس الصماد بشعاره الذي أطلقه لبناء دولة مدنيةٍ حديثة و مكتفية ذاتياً (يدٌ تحمي ويدٌ تبني) واسأل من الله ان يوفقني وجميع زميلاتي العاملات في هذه الجبهة ويتقبل ذلك منا. صفاء ماذا علمتك الحياة من دروس? علمتني الكثير ..وكانت اكبر وأعظم الدروس التي تلقيتها وتعلمتها في حياتي هي من احداث الحروب الست..فقد تعلمت فيها كيف يجب ان تكون علاقة الإنسان المؤمن بخالقه ..وتعلمت المعنى الحقيقي للتوكل على الله والثقة به والمعنى الحقيقي ايضاً لمعية الله وتأييده..كما تعلمت من خلال الوعي بالثقافة القرآنية استقراء الواقع بشكل صحيح ومعرفة الدسائس والإرجافات والشائعات وكيفية التصدي لها بتصرف حكيم، وتعلمت كيف اتحرك واعمل بما يتواجد لدي من امكانيات حتى ولو كانت بسيطة ..وان الإخلاص لله في العمل هو صانع المعجزات. اين تجد صفاء نفسها اكثر هل وهي تكتب ام وهي تتحرك في الميدان? بصراحة كلاهما يكمل الآخر ..فكما ان كتاب الله كتاب عملي يتحرك بحركة الحياة ويجب على كل مسلم التحرك وفق ما يقرأ من كتاب الله.. فالكتابة ايضاً تستدعي من الكاتب التحرك وفق ما يتكلم عنه، فالكاتب هو كغيره في اي مجال آخر ..لا يكتب إلا بداعي شعوره بالمسؤولية وخاصة ان المقالات التي نكتبها جهاديه ثورية إيمانية.. فلو نكتب بدون ان نتحرك سينطبق علينا قول الله تعالى: (كبر مقتاً عند الله ان تقولوا مالا تفعلون). صنعاء تعد حاضنة روحية لكثير من النازحين ..ماذا منحت صنعاء الإعلامية صفاء? منحتني التعرف على ثقافات أخرى تختلف عن ثقافات محافظتي التي تربيت عليها ..وبصراحة انا أركز على الأمور الإيجابية واستفيد منها وهي كثيرة حقيقة.. منحتني صنعاء ايضاً أفقا واسعا من الانطلاقة والتحرك مع الله وهو توفيق إلهي احمد الله واشكره عليه، كما منحتني جرأة اكبر في التحرك الثقافي والإعلامي اِستطعت ان أقف في منابر كثيرة بدون ورقة او ملزمة عكس عما اعتدت عليه في محافظتي وتعرفت على الكثير من الإعلاميات والكاتبات. الأقلام الحرة في وقت ما واجهت تحديات.. واتيحت الساحة الآن لكل قلم حر ليعبر عن مأساة اليمن والعدوان الجائر.. هل ترين ان الأقلام الحرة اليوم تترك صدى في الواقع.. وهل من السهل التمييز بين الأقلام الحرة عن دونها? بكل تأكيد انها تترك صدى فالكلمة تعتبر سلاحاً كما انها تدل على موقف ولو لم تكن كذلك لما كان للصرخة أثرها هذا الذي جعل جبروت العالم وطغيانه يجتمع لمحاربتها ومحاولة دثرها وهي مجرد خمس جمل ..لكن الكلمة عندما تُطلق عن مبدأ وشعور تكون كالرصاصة في تأثيرها.. اما بالنسبة للتمييز بين الأقلام الحرة عن غيرها فلا اعتقدا ان احداً يستطيع ان يميز بسهولة لأن هناك من يكتب عن المظلومية وعن الانتصار بأسلوب رائع وجذاب ويستدل بأدلة كافية شافية من الواقع او من كتاب الله او من غيره من الأدلة لكنه في الاخير يسعى الى ان يبرز اسمه على منصات التميز والإبداع فقط..ليس هدفه الحقيقي, ايضاح الصورة وإيصال صوت الحقيقة فالتمييز بنظري لا يتضح إلا اثناء المواقف. صعدة الإباء ماذا تعني لك ..وماذا علمتك? صعدة مدينة التضحيات وقبلة لأحرار العالم كنت اكتب هذا العنوان لمقالاتي عن صعده منذ ان تعلمت الكتابة واعتقد ان حبي لها هو من اكبر الدوافع لي في الكتابة ..علمتني صعده كيف ابذل واقدم دون انتظار للجزاء إلا من الله.. علمتني كيف اكون سباقة للأعمال التي فيها رضى الله ..وعلمتني ان اشتعل كالشمعة لأُضيئ للآخرين وان انتهيت فإن اثر عملي لن ينتهي فكل شيئ في الأخير سينتهي ولن يبقى إلا اثره ..علمتني صعده مبادئ وقيم لا ابالغ إن قلت انها الأسمى والأرقى على الإطلاق فأنا لم اجد هذه القيم في كل الأماكن التي ذهبت اليها وعرفتها حتى الآن..وعلمتني ايضاً كيف لا اتنازل عن المبادئ والقيم العظيمة التي تربيت عليها مهما كانت التضحيات. في حين انهالت الصواريخ على العاصمة صنعاء.. كانت صعدة لازالت تنزف منذ امد جراء تلك الصواريخ.. ما القياس الذي لاحظتيه في مستوى الصبر بين اهل صعدة وصنعاء وهل كان لمسألة التعود على فرقعة السلاح ورائحة البارود اختلاف? بصراحة من وجهة نظري ان مسألة التعود ليست مقياس ابداً لمستوى الصبر او الثبات ..فالارتباط القوي بالله سبحانه وتعالى والصلة القوية بين العبد وربه هي الاصل في القدرة على التحمل والثبات والصبر مهما واجه الإنسان من مخاطر وتحديات ..فمعية الله للعبد هي المنجي الوحيد وهي الدافع الوحيد للإنسان على التحمل، صحيح ان اهل صعدة قد اعتادوا على صوت الصواريخ والطائرات..لكنني حقيقةً وجدت في صنعاء مجاهدات ثابتات مخلصات بشكل يجعلني احياناً اقف خجلة امامهن.. عملن كاتبات اليمن على قدم وساق في مواكبة الأحداث ونشر الوعي ..هل يعملن ذلك ضمن خطة معينة وان وجدت هل بالإمكان ان توضحي لنا المسألة? الذي اعرفه انه لايوجد جهة رسمية او تنظيم خاص لا للكتاب ولا للكاتبات هذا على حسب علمي..بالرغم من وجود تنظيمات ومؤسسات في كل المجالات إلا الكُتاب..فحتى الآن مازالت كتاباتهم ذاتيه ومن دافع الشعور بالمسؤولية..بداية العدوان اتجهت الكثير من الأقلام للكتابة عن العدوان ومظلومية الشعب اليمني وصعدت اسماء كثيرة لم يكن احد يعرفها ..ورأينا محاولة لاحتواء هؤلاء الكُتاب والكاتبات في تنظيم كيان خاص بهم جميعاً وإشهاره رسمياً لكن منذ ذلك الحين والى الآن مازالت فكرته مجرد حبراً على ورق. الحرب الناعمة استهدفت الرجل والمرأة ..بل وحثت سعيها لاستخدام المرأة كأداة لتنفيذ مخططات جهنمية لتسقط فئات المجتمع في وحل الرذيلة ..وهذا ما تبين من خلال شبكات خطيرة تم اكتشافها ..انتن الكاتبات هل تكثفن ادواركن في توعية المجتمع وعلى وجه الخصوص النسوي? اكيد ..فقد كانت هناك كتابات كثيرة عن الحرب الناعمة ..وكان لها اثرها الكبير في توعية الناس بخطورتها وكيفية مواجهتها والتصدي لها بل والحذر منها وبصراحة الخوف ان تستهدف الحرب الناعمة الكاتبات انفسهن لأنه لايوجد لهن كيان خاص بهن يوصل كتاباتهن لجميع الوسائل بطرق آمنه ومنظمه ويُشجع ابداعهن ويرتقي بأدائهن من خلال عمل دورات تدريبيه في هذا المجال فالكاتبة من الطبيعي انها لاتكتب إلا لتصل كلماتها للمنصات الإعلامية وتريد ان تسمع وترى صدى كلماتها عند الآخرين وعندما لاتجد من يحتوي إبداعها ستلجأ لطرق غير آمنه لنشر مقالاتها وهذا مالا احد يتمناه. عن دور المرأة اليمنية في الصمود بعد اكتمال اربعة اعوام ماذا تقول صفاء حسن? المرأة اليمنية أثبتت انها اعظم امرأة عرفها التاريخ فمازالت المرأة اليمنية صامدة وتقدم التضحيات الكبيرة فتدفع ابنها وزوجها وأخاها أباها للساحات كما تقدم قوافل المال والذهب والغذاء بالرغم من طول مدة العدوان لأربعة اعوام إلا انها جعلت العالم يقف منبهراً من قوة صمودها عندما استقبلت ولدها الشهيد وهي تطلق رصاصات الفرح، ولا اعتقد ان هذا الثبات الذي يراه العالم في المقاتل اليمني في ميدانه الجهادي إلا نتيجة صمود وصبر المرأة اليمنية في ميادنيها الجهادية. أخيرا نشكر تفاعلك معنا والمساحة متروكة لك في نهاية المطاف؟ أشكركم انا على هذه الاستضافة اللطيفة ..وانا حقيقة لا اعتبر نفسي إلا كاتبة مبتدئة لكني اطمح في ان أجد كياناً نسائياً يحتوي كتاباتي ويهتم بها ويوصلها الى جميع المنابر وأدعو جميع المعنيين الى النظر لهذا الأمر بعين المسؤولية وأتمنى من الله ان يكون حلماً قريب التحقق.. وأتمنى لهذا المنبر الإعلامي المزيد من التألق والنجاح.