على صعيد متصل بالأحداث العاصفة باليمن وتطوراتها الميدانية والسياسية وانعكاساتها الخطيرة والبالغة على الجانب الإنساني والمعيشي وتفاقم الوضع الكارثي في ظل استمرار الحرب المستمرة على هذا البلد العربي التعيس من قبل السعودية وحلفائها منذ أربع سنوات نسمع عن فرقعات اعلامية ومواقف مناهضة تندد بإستمرار الحرب وعن أصوات ترتفع من هنا أو هناك تدعو لوقف نزيف الدم اليمني وانهاء الصراع المحتدم في بلد أصبح على حافة الهاوية وتصدر دعوات من هذا الطرف الإقليمي أو الدولي لإيجاد تسوية سياسية وضرورة جمع الأطراف اليمنية على طاولة الحوار والتفاوض ومعالجة الأوضاع الناجمة عن الحرب المدمرة على اليمن وشعبه غير أننا لانلمس مصداقية ونجد خطوة أو مبادرة عملية جادة تكون فيها الأممالمتحدة والمجتمع الدولي حاضران بقوة بغية انهاء المأساة وحل الأزمة اليمنية المعاصرة من جذورها . لتبقى المبادرات والأصوات والمواقف السياسية الداعية لوقف الحرب وانهاء الصراع في اليمن مجرد شعارات ترفع واستهلاك اعلامي آني لامعنى ولا جدوى له الغرض منه كما يبدوا ذر الرماد في العيوان وامتصاص غضب الرأي العام المحلي والعربي والدولي وكسب مزيد من الوقت والمكاسب من قبل الدول المستفيدة من الحرب على اليمن واستمراريتها بهذا الشكل المثير للجدل !. على أن الشيئ اللافت والمثير للإستغراب هنا أن تصدر المواقف المتذبذة والدعوات الغامضة لوقف الحرب في اليمن من دول وأطراف اقليمية ودولية هي أساسا مشاركة في الحرب على اليمن وشعبه بطريقة مباشرة وغير مباشرة ومستفيدة سياسيا وإقتصاديا وعسكريا من استمرارها وإن أدعت في الظاهر خلاف ذلك كالولاياتالمتحدةالأمريكية وفرنسا وبريطانيا وألمانيا وغيرها من دول الغرب وحتى دول تحالف العدوان الأساسية وعلى رأسها السعودية والإمارات. فلغة المصالح والمكاسب المختلفة تطغى على ادعاء المبادئ والمثل والقيم الإنسانية وابداء الحرص الزائف والكاذب على مصلحة اليمن بإنهاء جريمة تلك الحرب عليه التي جاوزت وتعدت كل الحدود لاسيما وقد تسببت في كارثة انسانية غير مسبوقة في هذا البلد تتضاعف مأساتها ونتائجها الخطيرة يوما بعد آخر وأوصلت الأحوال والأوضاع في بلد مضطرب كاليمن إلى أسوأ ماهي عليه حاليا. وبحسب احصاءات وتقارير دولية وحقوقية فقد تسببت الحرب الحالية على اليمن في ارتفاع معدلات الفقر والبطالة والمجاعة بشكل مخيف حيث أصبح ملايين اليمنيين تحت خط الفقر ومهددين بالموت جوعا الى جانب تشرد ونزوح الملايين منهم من مناطقهم بسبب الحرب وانتشار عدد من الأوبئة والأمراض القاتلة بين الكثير من السكان بينهم اعداد كبيرة من النساء والأطفال وكبار السن الذين قضى الكثير منهم خلال الخمس السنوات الماضية علاوة على ماخلقته هذه الحرب المستمرة على اليمن المتزامنة مع صراع دامي في أكثر من جبهة بين اليمنيين انفسهم مما ينذر بمزيد من الكوارث والتطورات الخطيرة على الصعيد الإنساني . ولو كانت الدول والجهات التي تطلق المبادرات لإنهاء الحرب على اليمن وأولها أمريكا ومن يدور في فلكها جادة وصادقة لكانت انهت الحرب منذ ايامها الأولى ولما سكتت وغضت الطرف كل هذه الفترة الطويلة لكن هذه الدول تدعي مثل ومبادئ ليست من أهلها ولا تمثلها ولا يهمها أساسا ان تموت شعوب بأكملها هي لايعنيها ولا يهمها شيئ في هذه الحياة إلا مصالحها أولا وأخيرا وهي ابعد ماتكون عن مثل الإنسانية وحقوقها وقيمها ولا أجدها صادقة فيما تدعيه وتزعمه لها من مبادئ كراعية الإرهاب الأولى ورمزه في العالم الشيطان الأكبر الولاياتالمتحدةالأمريكية قاتلها الله !.. بل إن تاريخ هذه الدول حافل بسجلات انتهاكات حقوق الإنسان وجرائمها بحق الإنسانية التي لاتغتفر ولعل مافعلته أمريكا منذ قيامها بالهنود الحمر الذين ابادت منهم الملايين وبملايين آخرين من السود الأفارقة الذين استقدمتهم كعبيد ومارست بحقهم ابشع الممارسات العنصرية خير واصدق دليل على انها دولة فاجرة مارقة وقوة شريرة غاشمة ابتلاى الله العالم بها وبصلفها وارهابها وجرائمها وشرورها المستمرة حتى اليوم !. ولا اجد مايشفع لأمريكا ويعذرها عن خطاياها واوزارها وطغيانها واستكبارها ولا احسبني يوما كمواطن عربي مسلم أنسى ماصنعته بأخوتنا في العراق وسوريا وليبيا ولبنان وفلسطين واليمن وأفغانستان وما فعلته ولا زالت تفعله بشعوبنا وأمتنا وهي العدو الأول لنا كعرب ومسلمين كما هي عدوة الإنسانية جمعاء ولا خير يأتي لنا من قبلها ولن يأتي كما قد يتوهم ويتصور بعض السذج والمغفلين من ابناء أمتنا المنخدعين بها والمبهورين بحضارتها الزائفة . ألا سحقا لها ولمن خدعوا بها وانخذوها إلها لهم من دون الله رب العالمين !..