السبب الرئيسي لمقتل بعض مشائخ المنطقة الوسطى وأسرار أخرى حقيقتها نسبية في الحلقة الماضية ذكرتُ بعض أحداث المناطق الوسطى.. وفي هذه الحلقة والحلقات القادمة اكتب ما تبقى منها لكن قبل ذلك أود ذكر السبب الرئيسي لمقتل بعض مشائخ المناطق الوسطى وهو مهم قبل سرد معطيات الأحداث في المنطقة حسب ما تختزنه ذاكرتي ومما سمعت حينذاك وكذلك حسب معلومات شهود عيان عايشوا الأحداث قبل 47عاماً.. اما بشأن السبب: اجزم القول أن السبب الرئيسي لمقتل مشائخ المنطقة الوسطى بشكل عام وبعض مشائخ مخلاف عمار بشكل خاص.. هو أن بعض مشائخ المنطقة الوسطى كانوا ضحية سلطة 5نوفمبر الرجعية اكثر من غيرها.. فقد كلفتهم بالقيام بدورها رغم معرفتها بتزايد اعضاء منظمة المقاومين الثوريين اليمنيين والمستوى المرتفع الذي وصل اليه المقاومون في مجالي التنظيم والتسليح ففي الوقت الذي عجزت فيه السلطة عن فرض تواجدها في المنطقة اوعزت حينذاك لبعض المشائخ لمقاومة المقاومة بقصد خبيث وهو ضرب ابناء المناطق الوسطى ببعضهم البعض وللاسف حدثت الفتنة بين الطرفين وكانت نتيجتها مقتل بعض المشائخ وبعض اعضاء المنظمة وبعض المواطنين الابرياء من ابناء المناطق الوسطى وبالذات بعض مشائخ المنطقة بشكل عام ومشائخ بني الحدي بشكل خاص والذين ابدأ بحوادث مقتلهم بحسب معلوماتي المخزونة في ذاكرتي من قبل 47عاماً وكذلك اقوال شهود عيان عايشوا تلك الفترة اضافة إلى المعلومات المتعلقة باسماء وتواريخ زودني بها الإنسان الطيب العقيد فضل احمد محمد الحدي وهي معلومات جداً مهمة لاي بحث او كتاب يخدم الحقائق ولا احد سواها- فشكراً ايها العقيد فضل وان شاء الله سأكون في مستوى الثقة في كشف كثير من الحقائق المغيبة عن حروب المناطق الوسطى وبحيادية. اسرار وحقائق نسبية حول مقتل الشيخ/ سعيد ناجي محسن الحدى قال شهود عيان ان منفذي الكمين الذي لقي الشيخ سعيد حتفه فيه”اقبلوا” من اتجاه قرية الاحرم الى منطقة الحصور وتقسموا ثلاث مجموعات بين كل مجموعة واخرى حوالى 100 متر “وكمعوا” يقصد: اختبوا واختفوا له حتى مرت سيارته وأطلقوا النار ونجا من كمين المجموعة الأولى ووصلت السيارة إلى أمام كمين المجموعة الثانية الذين كانوا اكبر عدداً من أفراد الكمين الأول وأطلقوا عليه رصاص “خيرات” يقصد رصاص كثيف وقاتل الشيخ سعيد حتى قتل. وقال شاهد:”قبل عدة ايام نصب له كمين بقرب قرية المسندة وتم الغاؤه بسبب ان الشيخ طاهر الشامي كان معه في السيارة ومن قبل كانوا باينفذونه له كمين بشرق قرية الاجلب- واجلوه بسبب وجود اطفاله في السيارة.وقد سألت عشرين شخصاً عن اسباب مقتله؟! اجاب (3) اشخاص انهم لا يعرفون الاسباب وقال(6) اشخاص انه كان “يداقس” على المقاومين- يقصدون يوشي على المقاومين ورد (11) شخصاً ان سعيد كانت “العين حمراء عليه” ومعناها انه عرضة للانتقام من قبل خصومه، وقد قتل في كمين في منطقة الحصور 1972م. ملاحظات تحليلية حول مقتل الشيخ سعيد الحدي قال الشهود ان محاولتين سابقة تم الغاؤها حسب ما سمعوا اي ان عنصر الاصرار كان موجوداً.. ثم نصب كمين قبل وصول الهدف اي ان القتل مبيت مع سبق الاصرار والترصد. فاخذ موقع تنفيذ الكمين يدل على علم المنفذين بقدوم المستهدف اي الترصد الذي يلي الاصرار.. ولتنفيذ واقعة القتل للمستهدف ثم نصب كمين من ثلاث مجموعات والكمين الذي ينفذ بنظام مجموعتين او ثلاث يسمى في حرب العصابات الكمين الثلاثي او الثنائي، كما يسمى في مصطلحات التكتيك العسكري ب “الكمين المحُكم” –بضم الميم- وهو كالعادة من ثلاث مجموعات: المجموعة الاولى هي تبدأ باطلاق النار على المستهدف او المستهدفين نادراً جداً ينجو المستهدف او المستهدفون من الكمين المحكم سابق الذكر. وخلاصة قولي او عرضي من شرح موضوع الكمين المحكم من منظور مهني بحت هو ان الكمين المنصوب للشيخ سعيد ناجي محسن الحدي لم ينفذه قبائل كما قال اربعة اشخاص من اصل 300 شخص بل نفذه عسكريون مهنيون ربما من رفاقنا اعضاء منظمة المقاومين وهو الاحتمال الاقوى.. او من عسكر السلطة في صنعاء وهو احتمال وارد ايضاً لكنه اضعف من سابقة لاسباب ذاتية وموضوعية.. فلو كان من عسكر السلطة كانوا سيغتالون الشيخ سعيد ناجي الحدي ومعه الشيخ طاهر الشامي في المحاولة الثانية التي كان مقرراً لها قرب المسندة ولو كان عسكر السلطة كانوا سيغتالون الشيخ سعيد في المرة السابقة بشرق قرية الاجلب وكان معه اولاده وكانوا حينذاك اطفال وهم: عزيز ورضوان وحكيم وشقيقتهم ووالدتهم الله يحفظهم واولادهم جميعاً ويرحم عزيز سعيد وابنه سهيل الذين صفوا بحادث مروري عام 2003م. فالسلطة لا يهمها ارواح الابرياء من اطفال المشائخ او غيرهم بقدر ما يهمها ان تشعل نار الفتنة بين ابناء المناطق الوسطى وتضربهم ببعضهم البعض. وقد تعودنا من السلطات المتعاقبة بأن نتوقع اي شيء سلبي منها فما من السلطات المتعاقبة إلاحية او حنش. } يتبع { يتبع عدد الاربعاء القادم.