أيعقل أن «تتنكر» عدنوالمحافظات الجنوبية لأبناء اليمن من أبناء المحافظات الشمالية والذين تبعدهم عنها بإجلائهم جفاء وصرماً وقطيعة ونأياً !!!! الجغرافيا لا يمكن أن تحمل «ضغينة» لأي احد ولم تخلق لتحمل في كبدها الحقد والشحناء والتعصب كما البشر!! قد يقول قائل بأن الأرض تثور ضد الغزاة والمحتلين...! نعم هي كذلك «تثور» بشجرها وترابها وجبالها إن كان أهلها ممن لا يطيقون العيش في وجود «أجنبي» جاء من خارج الحدود ليحتلها ويصادر قرارها وثرواتها!!!! لكن ما حصل في اليوميين الماضيين للبسطاء والمستضعفين الذين أردوا عدن والجنوب بحثا عن رزقهم يتنافى مع قاعدة أن الأرض تثور ضد الغزاة....! فما رأيناه هو مشروع شرخ اجتماعي وقطع أواصر الأخوة وبداية لتقطيع أوصال اليمن واليمنيين..! وعلى العكس من ذلك تماما إذ لاحظنا الحال مع «المحتل» يفيض ألفة وارتياحاً وتعلقاً وحباً، ورضى وعشقاً، ومودة ومخاللة.. بل، وولعاً أكان ذلك مع سوداني يضربهم بالسوط، أو إماراتي يخفيهم قسرا وينكل بهم جهرا!!! الأرض ليس لها دخل فيما يحصل ولو كان من يحكم «عدن» اليوم هو نفسه من يحكم «صنعاء» لحدث ذلك وأكثر في صنعاء وعمران وحجة وصعدة وإب وتعز وغيرها....إنها لعنة الاحتلال وإثمه وذنبه ورذيلته وأذيته، وجناح خطيئته وقبحه ومثلبته!!! «الاحتلال» لا يمكن أن يقدم لأي بلد يحتله «وحدة»و»أخوة» وأنس وتآلف، بل يصنع التمزق والتصدع والتبدد الذي يزهق أرواح البلد الذي كان واحدا ذات يوم..!! من استقر وسكن في «الشمال» من أبناء المحافظات الجنوبية ومن يرى فيما حصل انه مخالف للمبادئ والقيم عليه ان يحرك «قلمه وصوته» ليستنكر ويدين ويرفض تلك الأعمال فهو يرى بأم عينيه «التسامح» «واللين» في أبناء الشمال حيث لا يوجد في قاموسهم العنصرية والمناطقية مهما كان وجعهم والآمهم.