{ حقائق وأبعاد مذهلة زعزعت العدو الأمريكي والسعودي { مخطط عملياتي دقيق ومزمن في مراحله المنظمة تحضيراً واستعداداً ودراسة دقيقة لمسرح العمليات لقد مثلت العملية «نصر من الله» العسكرية الكبرى التي نفذها مجاهدو الجيش واللجان الشعبية في محور نجران، تحولا استراتيجيا مهما في موازين القوة ومضمار الصراع والمواجهة مع العدو السعودي وجيشه ومرتزقته على جبهات القتال في الحدود، كما انها فرضت مسارا جديدا في مفهوم الاستراتيجية الدفاعية اليمنية التي ازدادت قوة وصلابة... زين العابدين عثمان ما اهم الابعاد التي حملتها عملية نجران الكبرى من الناحية العسكرية والاستراتيجية؟ من ناحيتنا نرى بان العملية العسكرية حملت الكثير من الابعاد والحقائق المذهلة التي زعزعت العدو السعودي والامريكي بالمقدمة فالعملية تعتبر كبيرة وواسعة الى درجة تجعلها اكبر العمليات العسكرية التي قامت بها قوات الجيش واللجان منذ بداية الحرب، واكثرها تعقيدا على مستوى التخطيط والتجهيز العملاني والعسكري الذي استمر لاشهر وكذلك بفداحة تداعياتها الماحقة التي لحقت بالجيش السعودي ومرتزقته في جبهة نجران و التي كلفته سقوط ثلاثة ألوية بكامل عتادها الحربي واستعادة مساحات جغرافية واسعة. أهم أبعاد العملية: اولا: العملية العسكرية من ناحيتها النوعية تعتبر عملية استدراج كبرى او (كمين استراتيجي) على قوات الجيش السعودي ومرتزقته المكونة من ثلاثة ألوية مؤهلة ومدرعة (6000 الف مقاتل مع ما نحوه 500 آلية ومدرعة عسكرية) وذلك اثناء محاولتهم الاختراق من حدود نجران الى عمق محافظة صعدة وتحديدا من وادي ال ابو جبارة الى مديرية كتاف. ثانيا مسار العملية اتى وفق مخطط عملياتي دقيق ومزمن ومراحل منظمة من التحضير والاستعداد التي قامت بها قوات الجيش واللجان الشعبية التي تقدمها جهود استخبارية مكثفة ودراسات دقيقة لمسرح العمليات. وقد انقضت الخطة على تنفيذ استدراج محكم لهذه الالوية وجرجرتها بالكامل الى منطقة موت مدروسة حتى يسهل تدميرها وطحنها عسكريا باسرع وقت ممكن.. ثالثا: قدمت قواتنا من الجيش واللجان الشعبية مستوى عالياً من الاداء والكفاءة القتالية والتكتيكية التي اذهلت الجميع حيث اتسمت بالتنظيم والذكاء في ادارة العملية والتنسيق المتكامل والمنظم بين مختلف الوحدات الرديفة كالصواريخ الباليستية والمدفعية وسلاح الجو المسير وايضا الدفاع الجوي التي تم تفعيلها بالطرق المثالية والمؤثرة التي ادت في النهاية لتحقيق اهداف العملية وطحن الثلاثة الالوية بالكامل واسر الالاف من المرتزقة التي وصل الى اكثر من 2000 اسير واكثر من 600 قتيل واغتنام مئات المدرعات والاليات العسكرية وتحرير نحو 400 كم مربع من الاراضي التي كانت تخضع لسيطرتهم في كتاف ومناطق اخرى قبالة نجران. اما بالنسبة للتداعيات فإننا نرى بان العملية مثلت ضربة قاصمة للجيش السعودي ومرتزقته على الارض حيث افقدتهم التوازن الاستراتيجي والمعنوي وايضا المبادرة الميدانية، كما انها قطعت الطريق امام النظام السعودي في تحقيق جيشه ومرتزقته الاختراق الذي يريده نحو عمق محافظة صعدة والتي يحتاجه ليمارس الضغط الميداني على قوات الجيش واللجان في جبهات نجران وتخفيف وتيرة تقدمهم خصوصا نحو مدينة نجران.. اما الامر الاهم فالعملية اعطلت لقواتنا الامكانية العسكرية للتوغل اكثر في عمق نجران وتوسيع دائرة السيطرة اضافة الى القدرة على الانقضاض على «مدينة نجران الاستراتيجية» واسقاطها عسكريا وجغرافيا بسهولة وفي اية لحظة حيث اصبحت خطوط دفاعات الجيش السعودي ومرتزقته منهارة تماما وغير قادرة على مواجهة ادنى تصعيد او هجوم يصدر من قواتنا. كيف تصف العملية من منظورك الشخصي كمحلل عسكري؟ من ناحيتي لا استطيع ان اصف هذه العملية بانها عملية عادية كباقي العمليات فعندما نتحدث عن عملية استدراجية تسقط ثلاثة ألوية مؤهلة ومدرعة «اكثر من 6000 مقاتل و نحو 500آلية ومدرعة» في ظرف 72 ساعة ، نحن نتحدث عن تدخل الله برعايته ولطفه لمجاهدي الجيش واللجان ونتحدث عن اقوى واكبر تنظيم عسكري وتخطيط عملياتي «للكمائن الاستراتيجية» في التاريخ. ونتحدث عن عملية هي الاكبر والاكثر تعقيدا وعن تجربة دفاعية لم تصل اليها اقوى فنون الحرب والعلم العسكري التقليدي والحديث. لذا هذه العملية لها ما لها من زلزلة للتاريخ العسكري وتميز لاتوصف سوى انها معجزة بكل معنى الكلمة.