مد وجزر، مشهد فلسطيني إسرائيلي يلقي بظلاله بشأن الجندي المختطف في قطاع غزة، الفلسطينيون يصرون على مطالبهم وإسرائيل ترفض بشكل مطلق وتعتبر الخيار العسكري حل وحيد لتحرير جنديها بينما تواصل في السر اتصالات مكثفة مع مصر وفرنسا من أجل مساعدتها لضمان حياة الجندي وإطلاق سراحه. محللون ومثقفون يؤكدون ل(26 سبتمبر نت) على أن إسرائيل ترفض مفاوضة الفلسطينيين بشأن الجندي حفاظا على كبريائها. في وقت علمت فيه (26 سبتمبر نت) من مصادر مسؤولة في السلطة الفلسطينية أن الجهود الدبلوماسية تتواصل بالرغم من إعلان الفصائل الفلسطينية التي نفذت عملية الاختطاف عن إغلاق الملف بشكل كامل بعد أن انتهت المدة التي حددتها الفصائل أمام إسرائيل من أجل قبول شروطها. وبينت هذه المصادر أن إسرائيل تواصل اتصالاتها بالفلسطينيين من خلال الوسطاء وأبرزهم مصر من أجل تحرير الجندي وأضاف المصدر:" لكن إسرائيل ورغم محاولتها إنهاء الأزمة من خلال جهود دبلوماسية إلا أنها غير مستعدة للاستجابة لمطالب الفلسطينيين وتريد جنديها بشكل مجاني". الوزير مجدلاني: مطلوب جبهة داخلية لإدارة الأزمة ويعتبر أحمد مجدلاني الوزير السابق في الحكومة الفلسطينية أن المطلوب من الفلسطينيين من اجل إدارة الأزمة الراهنة ومواجهتها الحفاظ على قوة الجبهة الداخلية وتعزيز منعتها، والمضي قدما بتنفيذ ما تم الاتفاق عليه بوثيقة الوفاق الوطني بدون تردد لأنها توفر الأساس الصلب الذي يعزز الوحدة في إدارة المعركة مع إسرائيل بكل أبعادها . ويعتبر مجدلاني أن اسر الجندي الإسرائيلي بعملية عسكرية ناجحة شكل أحد الفصول المكملة لحلقة التحضير للعدوان على غزة الذي كان يجري التحضير له حثيثا قبل عملية الوهم المتبدد. وقال: "ما بين عملية الوهم المتبدد "الفلسطينية" وعملية أمطار الصيف "الإسرائيلية" التي كان يعد لها قبل ذلك والتي كانت تستهدف وقف إطلاق الصواريخ على بلدة سيدروت ، وإعادة الاعتبار للجيش الإسرائيلي الذي فقد الكثير من هيبته ، ومن أضرار لحقت بنظرية الأمن التي تعتبرها قادته واحدة من أركان نظريتهم العسكرية الوقائية والدفاعية". وبين مجدلاني أن إسرائيل تعمل على جعل الفلسطينيين يدفعون ثمنا باهظا لمغامراتهم العسكرية وكسر روح المقاومة لديهم ، وإضعاف للسلطة الوطنية الفلسطينية ووضعها على حافة الانهيار للاستفادة من وجودها لتبرير المضي بالحل الأحادي الجانب بدعوى عدم وجود شريك فلسطيني. ويوضح مجدلاني إن عملية أمطار الصيف التي بدأتها إسرائيل لاستعادة جنديها تؤكد على حقيقة أن قطاع غزة لا يزال تحت الاحتلال ،ليس من خلال التحكم بالمعابر البرية والبحرية والجوية فقط ، وإنما من خلال القنوات المختلفة التي يمكن من خلالها التحكم بمفاتيح السجن الكبير الذي خلفه ورائه. قاسم: إسرائيل اعتادت على الفلسطينيين التراجع من جهته اعتبر المحلل السياسي البرفيسور عبد الستار قاسم أن عملية خطف الجندي من قبل الفلسطينيين استندت على تجارب تاريخية سابقة مثل عمليات خطف الطائرات التي نفذها فلسطينيون. وقال قاسم:"إسرائيل اعتادت على الفلسطينيين التراجع وأن لا يحصلوا على أي شيء ففي عمليات خطف الطائرات التي وقعت قبل سنوات كان الفلسطينيون يتراجعون في آخر لحظة وحتى في الاتفاقيات الفلسطينيون يتراجعون في آخر لحظة وهذا سبب جعل إسرائيل مدركة تماما أن جنديها سيعود من خلال عدم قدرة الفلسطينيين على الصمود وأنهم سيجدون أنفسهم مجبرون على تسليم الجندي دون أن يحصلوا على أية مقابل". وبين قاسم أن إسرائيل تعول على نقطة أخرى وهي أن الفلسطينيون ينقصهم القدرة على السرية في حجب المعلومات حول الجندي وقال:"إسرائيل تراهن كذلك على السرية وكل الفصائل الفلسطينية ينقصها السرية". وحول المطالب التي طرحها خاطفو الجندي قال قاسم:" هي مطالب معقولة جدا بل أقل من المطلوب وكان عليهم أن يطلبوا أكثر من ذلك وأن لا يحضروا مطالبهم بإطلاق سراح ألف أسير من السجون الإسرائيلية من ضمنهم الأسيرات وذوي الأحكام العالية" ودعا قاسم الفصائل الفلسطينية إلى الصمود وعدم التراجع عن مطالبهم وأن لا يكرروا التجارب السابقة بالاستسلام. وانتقد قاسم موقف بعض الدول العربية والأجنبية وقال:"الدول العربية والأجنبية تدعو لإطلاق سراح الجندي ولا يوجد من يدعوا لإطلاق سراح الفلسطينيين". بينما طالبت وزارة الخارجية الفلسطينية الحكومات العربية بضرورة القيام بخطوات عاجلة وفاعلة في تحمل المسؤولية تجاه الشعب الفلسطيني عبر العمل على وقف العدوان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني والتأكيد على حقه في الدفاع عن نفسه امام هذه الهجمة الشرسة، وحق الاسرى الفلسطينيين في الحرية والعودة الى اطفالهم وامهاتهم واسرهم بسلام. وشدد الخارجية على ان الحكومة لديها الرغبة الكاملة لإنهاء ملف الجندي الإسرائيلي الأسير وأضافت:" الحكومة الإسرائيلية تثبت يوما بعد يوم وخطوة تلو أخرى سعيها الحثيث لتعقيد الازمة والتغول في سياسة العقاب الجماعي بحق الشعب الفلسطيني وخاصة سكان قطاع غزة في اطار المحاولات المتواصلة لاسقاط الحكومة والالتفاف على خيار الديمقراطي للشعب الفلسطيني". ونددت وزارة الخارجية بالموقف الامريكي الذي اعتبرته يعطل اتخاذ الإجراءات اللازمة لوقف الاعتداءات الاسرائيلية على الشعب الفلسطيني محملة الادارة الامريكية مسؤولية ما تقوم به قوات الجيش الإسرائيلي من جرائم". بيرس: التفاوض بشأن الجندي خط أحمر واعتبر شمعون بيرس النائب الأول لرئيس الوزراء الإسرائيلي أن التفاوض مع الفلسطينيين بشأن الجندي الأسير خط أحمر لا يمكن لإسرائيل أن تقبل به وأضاف:" إسرائيل لن تقوم بإجراء مفاوضات مع الفصائل الفلسطينية و عناصر المقاومة الفلسطينية يسيئون إلى الشعب الفلسطيني بمساعدة الرئيس السوري بشار الأسدوبحسب بيرس فإن هذه هي المرة الأولى التي يطالب فيها العالم العربي بإطلاق سراح الجندي الإسرائيليوأضاف أن العالم العربي غير موحد في هذا الموقف مستثنيا سورية وقال "سورية اليوم دمشق اليوم هي دولة داعمة للإرهاب ولا تستحق اعتبارها دولة مسؤولة ولا العضوية في الأممالمتحدة"!وفي دفاعه عن قدرات إسرائيل الرادعة قال بيرس إن إسرائيل لديها قدرات ردع استراتيجية وتكتيكية، ولكن ذلك لا يعني أنها لن تصطدم بمشاكل، إلا أنها لا تهدد قدرتها.