تحليل حديث اللواء محمد صالح الحدي -الجزء الاول: في الحلقة الماضية من هذا البحث كشف اللواء / محمد صالح الحدي أهم الحقائق المغيبة في حروب المناطق الوسطى بشكل عام والأحداث الداخلية التي جرت خلال عامي 1972م – 1973م بشكل خاص : حديث اللواء المناضل محمد صالح الحدي كان واضحاَ وكشف النتائج المؤلمة التي نجمت عن المعالجات الرعناء أو الخاطئة للمشكلات المتفاقمة التي صنعتها السلطة حينذاك بشكل مباشر أو غير مباشر, مثالاً على ذلك إقصاء العناصر اليسارية في أحداث أغسطس 1968 والتي أدت إلى تأسيس منظمة المقاومين الثوريين اليمنيين كمعارضة سياسية ضد الإجراءات الخاطئة لسلطة نوفمبر . كما عملت السلطة بأسلوب الدس والوقيعة بين بعض اليساريين وبعض عناصر المقاومة الشعبية وقامت بتعبئة خاطئة وتحريض عناصر ضد عناصر أخرى من نفس المناطق الوسطى أدى ذلك إلى ردود أفعال متسرعة تسببت بمقتل العديد من الأبرياء من أبناء المنطقة الوسطى من بينهم بعض المشايخ . إن الحديث الرصين الذي يعتبر انعكاساً موضوعياً للنضوج السياسي للوالد محمد صالح الحدي وقدراته المألوفة في وضع النقاط على الحروف في أصعب ظروف المواقف السياسية والعسكرية ليست جديدة أو غريبة عليه.. ومن المهام الصعبة التي نفذها عام 1982م مرونته وجهوده ضمن لجنة إحلال السلام في المنطقة الوسطى وكان المحرك الرئيسي لمفاوضات الجبهة الوطنية الديمقراطية مع السلطة. سأوضح تفاصيل مهامه حينذاك في سياق لاحق في تسلسل الأحداث لهذا البحث -0 وفي إجاباته الصريحة وبفهمه لمجريات الأحداث في المناطق الوسطى النابعة من واقع معايشته للأوضاع أوضح اللواء محمد صالح الحدي كثيراً من الأمور والأحداث التي جرت من بداية عام 1970م إلى نهاية عام 1982م وكانت مغيبة ليس فقط من قبل السلطة في شمال الوطن, بل مغيبة أيضا من قبل السلطة في جنوب الوطن لأسباب سأوضحها لاحقاً ولذلك من المهم أن تكشف وتعرف حقائق الأمور للناس كما جرت على الواقع دون زيادة أو نقصان والأهم من ذلك أن تؤخذ تلك الأحداث المؤلمة كعبرة ودرس وينبغي عدم تكرارها مستقبلاً. ملخص تحليل حديث اللواء محمد صالح عبدالله الحدي بالعبارات التالية: العبارة الأولى: قال كانت هناك مضايقات واستهدافات لليساريين أدت إلى إقصائهم من وظائفهم وكذا استهداف لبعض المناضلين من عناصر المقاومة الشعبية ... وقد تم الإقصاء والاستهداف من قبل سلطة 5 نوفمبر وبإيعاز من السعودية بمعنى أن الإقصاء أو الاستهداف كان ممنهجاً أي المملكة هي التي خططت وسلطة 5 نوفمبر هي التي نفذت . ومعروف أن تداعياتها كانت كارثية- سبق لي أن ذكرتها في الحلقات السابقة. العبارة الثانية: أن سلطة 5 نوفمبر قد عملت على الدس والوقيعة بين بعض اليساريين من المناطق الوسطى وزملائهم من بعض مناضلي المقاومة الشعبية. وهذا يعني سوء نية تبعها أسلوب خبيث هدفه إيجاد فتنة بين أبناء المنطقة. العبارة الثالثة: إن التعبئة الخاطئة قد أدت إلى فعل ورد فعل وهذا يعني أن التعبئة الخاطئة قد ولدت أفعالاً خاطئة وردود أفعال خاطئة أيضاً وكل طرف كان يظن انه على حق!! لكن في الواقع أن التسرع الخاطئ قوبل بتطرف خاطئ أيضا وكانت النتيجة مؤلمة أدت إلى مقتل عشرات الأشخاص من أبناء المناطق الوسطى بينهم بعض المشايخ وبعض أعضاء منظمة المقاومين الثوريين اليمنيين وبعض المواطنين بمعنى أنه لم يتم استهداف أشخاص معينين من قبل عناصر معينة كما يظن البعض.