يحتفل شعبنا اليمني يمن الإيمان والحكمة يمن الانصار يمن الاوس والخزرج يمن الفاتحين، يحتفل بهذه المناسبة ليجعل منها يوماً اغر في جبين الدهر، ويوماً مجيداً ومشهوداً عرفاناً بالنعمة، وشكراً لله واحتفاءً بخاتم الأنبياء، وتأكيداً مجدداً للولاء، ورداً لكل المحاولات الشيطانية من جانب الاعداء في استنقاص مكانته في النفوس وقدره في القلوب بغية ابعاد الناس عن التمسك به والولاء له. وشعبنا اليمني العزيز يجعل من هذه المناسبة محطة سنوية لاكتساب الوعي، وشحذ الهمم، واقتباس النور، وتعزيز الولاء للرسول والرسالة، والتعبئة المعنوية ضد اعداء رسول الله وأعداء الحق، اعداء البشرية. ان لهذه المناسبة العزيزة دلالاتها الابتهاج والاعتراف بمنة الله العظيمة وفضله العظيم علينا كمسلمين وعلى العالمين اجمع بقوله جل وعلا “قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون” يونس 58. نحن كمسلمين وكأمة مسلمة، كمجتمع مؤمن يجب أن تكون نفوسنا متعلقة بفضل الله، تعترف لله بعظيم نعمته، ونعمته الهداية التي كانت عن طريق الرسول والقرآن، ومحمد هو رسول الهداية ارسله الله بالهدى ودين والحق. إن حياء ذكرى مولد النبي صلوات الله عليه وعلى آله هو مناسبة للحديث عن الرسول ومبعثه ونهجه ورسالته وعن واقع الأمة وتقييمه. وهو ايضا من الاشادة بذكره، والله سبحانه وتعالى حينما قرن الشهادة برسالته مع الشهادة بوحدانيته في الاذان والصلاة كل يوم وليلة خمس مرات، وحينما قال” ورفعنا لك ذكرك” لانه اراد ان يبقى رسول الله حياً في وجداننا، وحاضراً في اذهاننا، فصلتنا بهذا النبي هي صلة بالرسالة صلة بالهدى، وارتباط بالمنهج الالهي، وارتباط بالرسول من موقعه في الرسالة، هادياً وقائداً ومعلماً ومربياً وقدوة واسوة نهتدي به، ونتقدي ونتأسى به، ونتأثر به، ونتبعه.. ان الولاء لرسول الله والإيمان بولايته وتعظيمه وتوقيره والاهتداء به ولاتباع له ، لان الله جعله لنا هادياً ومعلماً يعلمنا الكتاب والحكمة. اضف الى ذلك ان ذكرى مولد الرسول صلى الله عليه وآله وسلم هي مناسبة جامعة يمكن ان تمثل اساساً مهماً للوحدة الاسلامية لقد اراد لنا اعداؤنا ان يشدونا في مشاعرنا الى مناسبات تافهة لا قيمة لها ولا اثر في واقع الأمة.. يبعدونا عن مثل هذه المناسبات العظيمة، ولكنهم فاشلون وخائبون وخاسرون؟