قتل 42 عراقيا الثلاثاء في العراق بينهم عشرة من افراد اسرة شيعية قتلوا برصاص مسلحين في حي سني في بغداد وستة جنود قتلوا في اشتباكات مع متمردين في شمال العراق وفق مصادر امنية. ويشهد العراق وخصوصا العاصمة بغداد منذ الاحد موجة عنف طائفي غير مسبوقة ادت الى مقتل اكثر من 110 اشخاص واصابة عشرات آخرين. وعصر الثلاثاء فتح مسلحون النار في غرب بغداد على شاحنة نقل عمال تابعة لشركة سعودية فقتلوا خمسة عمال عراقيين واصابوا ثلاثة طبقا لمصادر امنية. كما اصيب تسعة اشخاص في سقوط ثلاث قذائف هاون في حي ابو دشير بمنطقة الدورة السنية (جنوب بغداد). وفي الصباح قتل مسلحون رميا بالرصاص عشرة من افراد عائلة شيعية كانوا في طريقهم الى مدينة النجف (160 كلم) لدفن احد اقاربهم. وقالت المصادر الامنية ان "مجهولون اوقفوا السيارة التي كانت يستقلها افراد الاسرة وانزلوهم منها واطلقوا النار عليهم بالقرب من الطريق المؤدية الى النجف في حي الدورة (ذي الغالبية السنية جنوب بغداد) وقتلوهم رميا بالرصاص". واوضحت ان "الحادث وقع قرابة الساعة العاشرة بالتوقيت المحلي (الساعة السادسة ت.غ.)". ويفضل الكثير من الشيعة العراقيين دفن موتاهم في مقبرة النجف. ويتعين عليهم للوصول الى هذه المدينة المرور في مناطق سنية خطرة خصوصا حي الدورة و"مثلث الموت" جنوب العاصمة. وقتل خمسة مدنيين عراقيين واصيب عشرة اخرون اليوم الثلاثاء في تفجيرين احدهما بسيارة مفخخة بالقرب من المنطقة الخضراء (مقر قيادة القوات الاميركية والمؤسسات الحكومية والبرلمان العراقي) في بغداد وفق المصادر الامنية نفسها. واكدت المصادر ان التفجيرين وقعا على بعد حوالى مئة متر من المنطقة الخضراء المحصنة. واضافت ان التفجير الاول نجم عن سيارة مفخخة قرب مطعم سروان في شارع كرادة كريم (وسط بغداد) فيما فجر انتحاري نفسه بعدما اشتبهت به قوات الامن بالقرب من مطعم سمسم المجاور في الشارع نفسه. وقتل رجل وطفل قبيل ظهر الثلاثاء في انفجار سيارة مفخخة في منطقة الكرادة (وسط بغداد) واصيب عشرة اخرون وفق مصدر طبي. وفي محافظة صلاح الدين ذات الغالبية السنية شمال العراق قتل ستة جنود من الجيش العراقي واصيب ثلاثة اخرون فجر اليوم خلال اشتباكات مع الجيش العراقي لقي خلالها احد قادة تنظيم القاعدة مصرعه. وقال اللواء الركن الطيار انور حمة امين قائد اللواء الثاني في الفرقة الرابعة المسؤولة عن كركوك ان ثلاثة جنود عراقيين وصلوا الاثنين الى قرية السلمان (بالقرب من منطقة الشرقاط في محافظة صلاح الدين) لتمضية اجازة مع اسرهم. واضاف ان الجنود الثلاثة اغتيلوا فور وصولهم امس الى القرية على يد اعضاء في تنظيم القاعدة في العراق يعملون تحت قيادة جاسم سلامة الذي حكم عليه بالاعدام غيابيا لقتلة اكثر من 30 عراقيا. واوضح ان الجيش العراقي تسانده قوات اميركية حاصر القرية على الفور وقتل جاسم سلامة واحد مساعديه. وتابع ان سيارتين للجيش من بينهما عربة مدرعة دمرتا اثناء الاشتباكات كما قتل ستة جنود. وتقع القرية في منطقة يطلق عليها قندهار في اشارة الى معقل تنظيم القاعدة في افغانستان. كما قتلت الطبيبة العراقية اميرة الربيعي زوجة محافظ صلاح الدين حمد حمود الشكتي في انفجار عبوة ناسفة وضعت داخل عيادتها في وسط مدينة تكريت (180 كلم شمال بغداد) حسب ما افاد مصدر في الشرطة. وفي كركوك (255 كلم شمال بغداد) اعلنت الشرطة العراقية ان مدنيين قتلا بالرصاص صباح الثلاثاء على يد مسلحين مجهولين. وقال العقيد عادل زين الدين من شرطة كركوك ان "مسلحين مجهولين قتلوا المهندس عثمان عبد الرحمن محمد من شركة نفط الشمال ومرافقه يوسف اثناء توجهه الى عمله في سيارته". واضاف ان المسلحين "اطلقوا الرصاص على رأسيهما". وفي منطقة بعقوبة (60 كلم شمال شرق بغداد) اعلنت مصادر امنية عراقية مقتل سبعة عراقيين بينهم مختار حي وسط بعقوبة واصابة ثلاثة اخرين بنيران مسلحين مجهولين في ثلاث هجمات متفرقة صباح اليوم. وقال مصدر في الشرطة ان "مسلحين مجهولين اغتالوا غضبان زيدان مختار حي وسط بعقوبة عندما كان جالسا في محله". وقتل مدنيان عندما استهدف مسلحون مجهولون السيارة التي كانت تقلهما على الطريق العام التي تربط بعقوبة بالخالص (20 كلم الى الشمال من بعقوبة). كذلك قتل اربعة مدنيين بينهم تاجر عراقي في سوق بعقوبة وسط المدينة عندما قام مسلحون باطلاق النار على محلات لبيع الاقمشة تقع على مقربة من الاسواق المركزية. واكد المصدر ان ثلاثة مدنيين اصيبوا بجروح في هذه الحوادث. وفي الموصل (375 شمال بغداد) قتل عراقيين اثنين واصيب اربعة اخرون عصر اليوم في انفجار سيارة مفخخة يقودها انتحاري في جنوبالمدينة. وقال مصدر في الشرطة ان الانفجار كان يستهدف دورية اميركية. الى ذلك قررت المحكمة الجنائية العراقية العليا الثلاثاء ارجاء محاكمة صدام حسين وسبعة من معاونيه المتهمين في قضية الدجيل الي الرابع والعشرين من تموز/يوليو الجاري. وعقدت المحاكمة الاثنين والثلاثاء في غياب الرئيس العراقي السابق والمحامين الرئيسيين في هيئة الدفاع عنه. وكان محامو صدام عرضوا الاثنين على الصحافيين صورة من رسالة اكدوا انه بعث بها الى المحكمة يؤكد فيها مقاطعة الجلسات. واكد صدام في هذه الرسالة التي وقعها باسم "رئيس الجمهورية القائد الاعلى للقوات المسلحة" انه قرر المقاطعة "بالنظر لافتقار المحكمة الى الاجراءات القانونية المتعارف عليها طبقا للقوانين العراقية والقانون الدولي (...) وكأن هناك نية مبيتة سلفا بالحكم علينا استجابة لرغبة اميركية خبيثة يستجيب عملاؤهم الاخساء في العراق لها". وحذر رئيس المحكمة رؤوف رشيد عبد الرحمن الثلاثاء اعضاء هيئة الدفاع المتغيبين. وقال للمحامين المتواجدين في قاعة المحكمة "قولوا لزملائكم المتواجدين خارج البلاد انهم اذا لم يحضروا المرة القادمة فانهم سيضرون موكليهم". وتابع "القضية ستستمر بهم او بدونهم وسيتم انتداب محامين من المحكمة اذا لزم الامر". ويحاكم صدام وسبعة من معاونيه بتهمة قتل 148 من اهالي قرية الدجيل الشيعية في اعقاب هجوم على موكبه في تلك القرية في العام 1982. وتقع المحكمة في المنطقة الخضراء وهي قلعة محصنة في قلب العاصمة العراقية تقع بداخلها السفارة الاميركية ومقرات الرئاسة ورئاسة الوزراء والبرلمان العراقي. وكان المدعي العام جعفر الموسوي طالب في الحادي والعشرين من حزيران/يونيو بانزال عقوبة الاعدام بصدام ورئيس استخباراته برزان التكريتي ونائبه طه ياسين رمضان. ومثل الاثنين والثلاثاء امام المحكمة اربعة من صغار مسؤولي حزب البعث في الدجيل وهم على دايح علي ومحمد عزاوي وعبد الله كاظم الرويد وابنه مزهر. والثلاثاء قدم محامي الرويد مطالعته وطالب ببراءة موكله مؤكدا انه "قدم عن طريق الخطأ باعتباره مسؤولا في النظام السابق". واضاف المحامي الذي لا يعلن اسمه لاسباب امنية "ليست هناك ادلة قوية ضده وليس هناك معنى لان يمثل امام المحكمة". ووجهت الى الرويد تهمة الارشاد عن سكان من الدجيل بعد محاولة اغتيال صدام حسين والهجوم على موكبه. وقدم المحامي عريضة موقعة باسماء 19 من رؤساء عشائر الدجيل تؤيد مطالبه كما طالب باطلاق سراح موكله البالغ من العمر 90 عاما. وقال كاظم الرويد امام المحكمة "اقسم بالله العظيم انني بريء" مؤكدا انه ترك حزب البعث منذ سنوات طويلة. وتحدث محامي مزهر الرويد مؤكدا المعاني نفسها فيما دفع المتهم ببراءته وقال انه "واثق من عدالة المحكمة". واشار الى ان ابنه كان يخدم في الجيش العراقي الذي شكل عقب سقوط صدام "واستشهد" في السابع والعشرين من ايار/مايو الماضي. وكان رئيس هيئة الدفاع عن صدام المحامي العراقي خليل الدليمي عقد مؤتمرا صحافيا في القاهرة الاثنين اكد فيه ان المحامين سيقاطعون المحاكمة ما لم تتم الاستجابة لمطالبهم التي تم التقدم بها في رسالة خطية وخصوصا توفير الامن لهم والتحقيق في اغتيال ثلاثة من زملائهم كان اخرهم المحامي خميس العبيدي في الحادي والعشرين من حزيران/يونيو الماضي. ولكن المحكمة الجنائية العراقية فندت هذه المطالب وقالت ان بعضها لا يدخل في اختصاصها والبعض الاخر مخالف للقانون. وقال المتحدث باسم المحكمة رائد جوحي وكبير قضاة التحقيق فيها ان المحكمة سترد خطيا على الدفاع وناشد المحامين حضور المحاكمة "للحفاظ على الحقوق القانونية للمتهمين". ا ف ب